فيصل بن مشعل بن سعود لـ الرجل لا اتصنع البساطة
فيصل بن مشعل بن سعود
فيصل بن مشعل بن سعود، هو شخصية تفيض حباً وخيراً وجمالاً داخلياً وخارجياً، يأسرك بأسراره وتعدد لآلئه وكنوزه، واسلوبه الراقي الانساني. هو ضيفنا لغلاف هذا العدد، الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز؛ فلهذا الرجل الكثير من اللمسات الواضحة في عمله وفي مجالات عدة، فهو حفيد الحاكم الأول، بعد المؤسّس عبد العزيز، وابن الأمير مشعل أكبر أنجال الملك سعود سناً. يحمل دكتوراه في العلوم السياسية، شخصية مثقفة، وقبل كل هذا هو رجل من رجالات المملكة، وأمير منطقة مهمة من مناطقها، لا يسعك الا ان تثني على ما تلمسه فيه من تواضع وسلاسة في التعامل.
بداية ماذا يشكل لك العلم الشرعي على الصعيد الشخصي والعملي؟
ـ سبق أن قلتها في أحد مؤلفاتي في "خير جليس"، أنا أرى أن "العلم الشرعي هو مقبض السيف، والعلوم الأخرى هي نصله"؛ فعندما تمسك السيف وليس له مقبض سيجرحك، فالدين أو الشرع مقبض كل العلوم، والدليل على هذا حديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: "ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"، وأنا أعدّ الشرع أساس السياسة. فالمسجد في يوم من الأيام كان هو غرفة الاجتماعات.
هل ترى المناصب القيادية قائمة على المؤهل والتخصص؟
ـ الإدارة ليست معنية بالتخصص، وإنما الإدارة ثقافة، فقد تجد كثيراً من الوزراء أو المسؤولين يتسلّمون حقائب وزارية لا تمتّ إلى تخصصاتهم الدراسية بصلة.
هل الثقافة وحدها تؤهل لإدارة الأمور أو تسلّم المناصب، أم أن الدراسة والتخصص أمران مكمّلان؟
ـ أعتقد أن الأساس في الإدارة هو الهواية والرغبة، أو كما نقول الإرادة، ثم تأتي بعد ذلك الحياة وما تمرّ به من مراحل، فأنا دائماً أؤكد شيئاً واحداً، وهو أنه ليس بالدرجات العلمية يكتشف الانسان المهارة في عمله، وإنما تشكل الخبرة دائماً أكثر من 80% من شخصية الانسان.
إذا ما تأثير العلم في الإنسان؟ ولماذا يظل يتعلم لسنوات؟
ـ باختصار؛ العلم مثل المطر، إذا نزل على الأرض الخصبة أنبتت وأزهرت وخلّفت رائحة حلوة، أما إذا نزل على أرض قاحلة صخرية فلا.
حدثنا عن المرحلة الجامعية، والعلوم السياسية من البداية إلى الدكتوراه؟
ـ التحقت في الثمانينات بجامعة الملك سعود كلية العلوم الإدارية، وأذكر انه في ذلك الوقت كان أول أيام صدور جريدة "الشرق الأوسط"، وحقيقة أحببت توجّهها السياسي، وكنت أقرأها باستمرار، وتابعت كل من يكتبون فيها وهم من كبار الكتاب على مستوى الوطن العربي، إلى جانب أنني كنت أقرأ "الجزيرة"، و"الرياض"، و"عكاظ"، وكذلك الصحف الكويتية كـ"الرأي العام" و"السياسة"، ومجلة "النهضة". وحين جاء وقت التخصص في السنة الدراسية الثانية اخترته من خلال قراءاتي لكتّاب "الشرق الأوسط"، مثل عرفان نظام الدين، وأحمد بهاء الدين، فتوجهت إلى العلوم السياسية، وأقول إن العلوم السياسية هي توأم للتاريخ، فلا يمكن أن تكون من محبي العلوم السياسية إلا إذا كنت محباً للتاريخ أو خبيراً فيه. فأغلب الحوادث التاريخية، نجدها سياسية.
بمن تأثرت من الشخصيات السياسية؟ ولماذا؟
ـ بلا شك تأثرت بالملك عبد العزيز رحمه الله، فأنا أتخذه قدوة لي بعد النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم، فقد كان معجزة وما فعله في توحيد المملكة ليس أمراً سهلاً، فهو شخصية سياسية من الطراز الأول ويتمتع بالدهاء والحكمة.
بعد حصولك على البكالوريوس في العلوم السياسية، عُيّنت في وزارة الدفاع، ومن ثم شرعت بدراسة الماجستير وكانت في تخصصك نفسه؛ هل هذا الشيء سبب في تعيينك مستشاراً لدى الأمير سلطان بن عبدالعزيز طيّب الله ثراه، عندما كان وزيراً للدفاع؟
ـ قبل تخرجي في الجامعة، ذهبت للسلام على عمي سلطان، رحمه الله، وكان وقتها نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، ووزيراً للدفاع. وسألني هل تخرجت؟ فقلت له على وشك التخرج. فقال لي: "نريدك عندنا". ووجّهني بأن أعمل في الوزارة، بحكم تخصصي في العلوم السياسية، لأكون في إدارة تعاون المساعدات الخارجية، لأن لها تعاملاً مع بعض الدول. وقضيت فيها عامين، ثم انتقلت، بأمر من سموّه إلى إدارة استخبارات القوات المسلحة، كي أكتسب خبرة، وقضيت فيها عامين أيضاً، حتى نهاية 1985، فعرضت على سموّه الانتقال إلى مكان آخر. وسألته رحمه الله: بماذا توجّهني؟ فقال: أنصحك أن تحصل على الماجستير، فنفذت رغبته وتوجهت إلى الولايات المتحدة الأميركية وحصلت على الماجستير سنه 1988، وعندها رغب في أن أعمل بمكتب سموّه مستشاراً، وأنا أريد أن أقف عند نقطة مهمّة، وهي مصطلح مستشار، فهو لا يعني أن المسؤول يستشير هذا الموظف، فأنا من أستشير الامير سلطان، هذا هو الصحيح، لأنني نقطة في بحر علمه وخبرته، لكن مصطلح مستشار في الفترة الأخيرة يعتقد انه يُستشار، ربما يُستشار في بعض المهام التي توكل إليه، ولكن لا يُستشار في أمور لا يعلمها.
كنت نائباً لأمير منطقة القصيم على مدى سنوات، فماذا كانت أولوياتك في تلك الفترة إلى جانب أمير المنطقة السابق، الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز؟
خدمة المنطقة هي قمة أولوياتي. فهي أولاً إرضاء لله سبحانه وتعالى ثم تنفيذ توجيهات ولاة الأمر، حفظهم الله، في خدمه المنطقة ومواطنيها في حدود صلاحياتي.
وعند صدور الأمر الملكي بتعيينك أميراً لمنطقة القصيم، ما الأهداف التي وضعتها نصب عينيك للارتقاء بهذه المنطقة؟
بعد إرضاء الله سبحانه وتعالى، وتنفيذ توجيهات القيادة العظيمة، كان الهدف الأساسي، وهو بناء الإنسان قبل البنيان، أنا مؤمن إيماناً قاطعاً بأن بناء الانسان هو الاهم، فأغلب الدول المتقدمة بدأت ببناء الإنسان قبل البنيان، فالفرد هو من يبني ويصنع الحضارة، فكانت البداية بالتنسيق مع إدارات التعليم والجامعات والقطاعات التي لها تأثير في تكوين العقول البشرية وخاصة الشباب، فهم عماد الحاضر والمستقبل.
ما الذي يشغل تفكيرك حالياً وتريد إنجازه؟
أمور عدة، أولها أمن الوطن والتصدي للفكر الضال، وهؤلاء الذين يغسلون أدمغة الشباب, ونتيجته الطبيعية تشويه صورة الإسلام بمشاهد التفجيرات والقتل والحرق بغير وجه حق. وهو ما يشغلنا جميعاً. الأمر الآخر هو إيجاد فرص عمل للشباب السعودي، وأتمنّى من الطاقم الذي يعمل معي في جميع إدارات الحكومة أن يكون متناغماً مع طموحاتي في خدمة المنطقة والوطن أولاً وأخيراً.
في تصريحات لك في كثير من الصحف، تدعم دائماً المستثمرين وتعدهم بتذليل الصعوبات؛ ما رؤيتك حيال ذلك؟
منطقة القصيم تتميّز بموقعها الجغرافي، وتحظى باهتمام كبير من القيادة، وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسموّ وليّ العهد الأمير محمد بن نايف. ثانياً المنطقة فيها رجال أعمال يشكلون بيئة تجارية ليست بالسهلة منذ أن كانوا يخوضون رحلات "العقيلات"، وهم مجموعة رجال تخطوا الحدود للبحث عن التجارة، وكان بعضهم يسافر طفلاً ويعود شاباً، أي أن السفر قد يدوم سنوات، سافروا إلى الهند، والبصرة، وفلسطين، ومصر والشام. وندعم كذلك المستثمرين من أجل القضاء على البطالة، فنحن إن سهلنا مهامهم في الاستثمار والتجارة، نستطيع تقليص نسبة البطالة بتوظيف المواطنين لدى شركات هؤلاء ومؤسساتهم.
وقبل أيام افتُتح أول مركز خدمة شامل للمستثمرين في المملكة بمنطقة القصيم، حيث ينهي رجل الأعمال كل إجراءاته فيه. ولا يهمّ ما إذا كان المستثمر سعودياً أو أجنبياً، المهم صنع الاستثمار والبنى الأساسية للمنطقة بشكل خاص والمملكة عموماً.
مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، كما يقال؛ فما الخطوات التي قطعتها في بدايتك الفعلية والعملية؟
أعتقد أن أول الانجازات هو طرح ثقافة الجدية في العمل، فلو لم يكن هناك ثقافة تؤخذ عن مسؤول معيّن، فلن تحصل على العمل، فالجميع يعلمون أن المسؤول قدوة ويجب أن يتماشوا معه. إذا مشيت معي على توجهي وطموحي نفسهما فأهلاً وسهلاً، وإذا لا. عندنا مثل عامي يقول "الوجه من الوجه أبيض"، لذلك من المهم على الجميع في كل القطاعات التكاتف في العمل ونبذ الخلافات الشخصية والبدء في العمل الجاد، لا تفسدوا بخلافاتكم جهودنا وجهودكم في خدمة الوطن والمواطن.
علاقتي بمواقع التواصل
قلما يمدح رواد مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولاً. وسموّك تعلم كم باتت مهمة هذه المواقع في وقتنا الحالي، وقد وجدت أثناء تصفحي لها، كثيراً من الإطراء والمدح لسموّك، فما شعورك؟
البساطة هي ما يميّزني، فأنا لا أتصنّعها وأعرف كيف أتعامل مع جميع الفئات والعقليات، ومن يتعامل ببساطة ويتفهّم الأمور، فسيدخل قلوب الناس. وأنا كذلك اجتماعي، وأصل إلى الجميع وألبّي دعواتهم، وأكون حاضراً في مناسباتهم وأشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وأعتقد أن ذلك هو ما يحبّب الإنسان بالإنسان، ولله الحمد هناك ثقة متبادلة بيني وبين أهالي المنطقة.
لديك الكثير من الإسهامات في نبذ التطرف والإرهاب ورأيناك في تأبين أسر الشهداء، سواء شهداء الواجب أو المغدورين أو الكثير غيرهم. حدثنا عن موضوع الإرهاب؟
ـ قلت سابقاً إن التطرف والإرهاب من الأمور المؤرقة للفرد والوطن والمواطن، وليس لدينا سوى التوعية ومن ثمّ أشدّ أنواع العقاب، لذلك نبادر ونتحدث. هناك غزو تقني ثقافي ممنهج على أعلى مستوى، وقد ركزت على هذا الجانب، وأستذكر في ذلك ما قاله سيدي الأمير نايف رحمه الله في كلمته الشهيرة "نحن مستهدفون"، ولكن لماذا مستهدفون؟ لأن كل ذي نعمة محسود، ونحن عندنا مكة المكرمة والمدينة المنورة، عندنا ثروة اقتصادية كبيرة وشعب كريم يساوي آلاف الشعوب، الرجل منهم بدولة، لدينا مواطن ومواطنة من معدن نقيّ نظيف ولاء وإخلاص ومحبة. ولدينا مقدرات اقتصادية ومساحات إستراتيجية شاسعة وإرث ثقافي وحضاري، ولذا نحن مستهدفون بالإرهاب وبالمخدرات، وعندما أقوم بمشاركة العزاء وتأبين أسر الشهداء فهذا فخر لي وشرف وواجب.
رؤية المملكة 2030
ـ لقد باركت لسيدي خادم الحرمين الشريفين، وسيدي سموّ ولي العهد وسموّ وليّ وليّ العهد، وأعتقد أن هذه الرؤية نقلة حضارية كبيرة، لنفعّل مفهوم تعدد مصادر الدخل من دولة معتمدة على مصدر واحد وهو النفط، إلى تعدد المصادر هذا أولاً، ثانياً هذه الرؤية لم تأت بين ليلة وأخرى، فقد سبقها عمل جاد سابق لشهور، لجان وفرق عمل عملت عليها حتى كونت هذه الرؤية بجهد كبير من المجلس الاقتصادي للتنمية والاقتصاد، لاشك انها نقله تنموية كبيرة وطموح عال. ويبقى الأهم من الرؤية هو تطبيقها وتعاون الجميع لإنجازها، فالرؤية هي خطة وحلم نريد أن نطبقه خلال سنوات، ونحن نحتاج إلى تكاتف الأيادي لتطبيقها ان شاء الله. ولا بدّ أن أكون متفائلاً، والعمل يسير على قدم وساق لتفعيل هذه الخطة وتطبيقها. فالجميع يؤيدون هذا التوجه بالشكل الذي يرضي طموح القيادة الحكيمة ثم أبناء هذا الوطن وبناته.
لديك الكثير من المحاضرات عن ريادة الأعمال والتنمية البشرية في عهد الملك سعود بن عبد العزيز "رحمه الله"، فما الجوانب الايجابية التي اكتسبتها منه؟
ـ ذكرت ذلك في المحاضرة وقلت إنه يجب أن أتجرد من عاطفة الابن لأبيه إلى الواقعية، التي هي شيء مهم في الطرح العلمي، فيجب أن يكون الإنسان عقلانياً وطرحه متوازناً لا يميل إلى عاطفة أبوة ولا أي شيء آخر، وفي الحقيقة كرّست الواقعية في هذا الجانب، فالملك سعود هو خليفة الملك المؤسس رحمه الله، وكانت ميزته الأساسية أنه عاصر والده منذ كان طفلاً وحتى توفي. كان معه في الحاضرة وفي المعارك، وفي المجالس وفي أحداث هذه البلاد، وتشرّب منه الشيء الكثير، أي أنه من الرجال الذين شاركوا في تأسيس هذه البلاد بعمله وجهده. وعندما كبر الملك عبد العزيز أوكل الكثير من الأمور إلى الملك سعود الذي كان يدير الأمور في حياة والده، وكان ينوب عنه في الحج والمجلس وفي كل مكان. وكان أول مجلس للوزراء برئاسة الملك سعود في عهد الملك عبد العزيز، لذلك كان هناك ما يسمّى بخطة سموّ وليّ العهد التنموية أو شيء من ذلك، وقد ذكرت في محاضراتي الخطط والأفكار وشيئاً من هذه الأنظمة. فقد نشأ في عهد الملك سعود عدد من المؤسسات والكيانات الحكومية كـنظام الجمارك، والقضاء، وديوان المظالم، ونظام العمل والعمال وهو من أساسيات الدولة، حتى بناء الوزارات التي لا تزال مبانيها موجودة كما هي حتى الآن، وفي العملية التعليمية أنشئت في ذلك الوقت جامعتان فقط، لقلة موارد الدولة، وهما جامعة الملك سعود والجامعة الإسلامية، وكل هذه الأمور جديرة بالذكر للتوثيق ولمعرفة المؤسسين الأوائل للمملكة، وبلا شك الملك سعود الحاضر الغائب في أذهان الكثير، لما كان له دور بارز آنذاك.
هل لديك أي أعمال خاصة أو تجارية ؟
ـ بكل وضوح أنا لم أخلق للتجارة، فأنا لا أعرفها، وفي المقابل لي هواياتي الخاصة، سواء في البرّ أو القنص والصيد، ثم بعد ذلك أولعت بطلب العلم والقراءة، والهواية الكبرى، وهي التي أنا فيها الآن، وهي خدمة وطني وديني ومليكي. وأنا أقول "ما جعل الله بجوف رجل من قلبين" لا يمكن للرجل أن يدير عمله الحكومي ويعمل في التجارة.
هل تعرضت يوماً للانتقادات؟
ـ أتمنى ذلك، على أن يكون الانتقاد بالشكل الصحيح، من يريد أن ينتقد فليأتِ إليّ ويحدثني، فبابي مفتوح للجميع بمبنى الإمارة وكذلك في بيتي. لكن هناك بعض النماذج تسعى للتشهير والتشويه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأنا لا أقبل ذلك، هناك طرق صحيحة للنقد والإنسان غير معصوم من الخطأ، ولكن في النهاية لم أجد من ينتقد عملي ولا شخصي ولله الحمد.
ما الذي لا يعرفه الناس في شخصيتك ؟
ـ ما لا يعرفه الناس عني أنني أحب التحدي، ولديّ الإصرار والعزيمة وأحب التفوق في عملي، وهذا الشيء ولد معي منذ الصغر.
كيف تقضي وقتك مع عائلتك ؟
ـ ليس هناك ما هو أجمل من الأجواء العائلية، فبسبب دراسة أولادي وزواج بناتي وانتقالهم مع أزواجهم بعيداً عن القصيم، يأتون إليّ أحياناً في نهاية الأسبوع ونستمتع معاً، خصوصاً أن لديّ أحفاداً، وهم متعتي وفرحتي.
أين تقضي اجازاتك ؟
ـ نادراً ما أستمتع بإجازات، بسبب طبيعة عملي ومسؤولياتي، ولكن إذا حصل وخرجت في إجازة، فأنا من محبّي الطبيعة والأجواء الهادئة، وأفضل سويسرا وإيطاليا لقضاء إجازة قصيرة.