ثلاثة مساجد تحوّلت معالمَ سياحية
مساجد
مساجد، كثير من المساجد في العالم، تجاوزت الدور التقليدي المعروف للمسجد، لتصبح جامعات ومعاهد تدرّس الدين وتخرّج اعلام الدعاة والفقهاء. ومساجد أخرى منحها طرازُها المعماري الفريد سمعة وشهرة واسعتين، كالمسجد الزهري في الفلبين الذي اعدت عنه وسائل الاعلام العالمية تقارير وملأت صوره مواقع التواصل. في هذا الموضوع سنتعرف إلى ثلاثة مساجد تتمتّع بهذه الصفة :
مسجد قرطبة الكبير
من الصعب بمكان وصف الجمال والسكينة الموجودة داخل جامع قرطبة الكبير الذي يعدّ دليلاً حياً على عظمة العمارة الأندلسية، وتذكيراً بعصر التسامح الديني الذي تعايشت فيه الأديان السماوية الثلاثة، في الأندلس.
المسجد كان في بدايته شطراً من كنيسة قرطبة "سان فيسنتي" اشتراه القائد عبد الرحمن الداخل، وبناه فيه، عام 784 ميلادي. ثم اشترى النصف الآخر، وأجرى تعديلات عدة عليه، حتى أصبح على شكله الحالي.
فن العمارة الذي استعمل في بناء المسجد، يعدّ متميزاً بكل المعايير، فهو على عكس المسجد الأموي في دمشق، لم يركز على إعطاء طابع عمودي، بل أفقي للمكان. وركز على البساطة والإبداع في الوقت نفسه، حيث نجد المصلى المتميّز بأرضيته الحمراء المصنوعة من الرمل المروي والجص، والسقف المسطح الذي زُيّن بالذهب والرسوم الملونة، فضلاً عن الأقواس المميّزة التي تجسد الصحراء العربية ونخيلها المحمّل بالتمر التي كان يبلغ عددها 1293 قوساً (تبقى منها 856 اليوم).
في نحو 960م، بني المحراب والمقصورة، حيث يصلي الخلفاء داخل المسجد وهي واحدة من أجمل أماكن المسجد، بما تحويه من فن الموزاييك المذهّب والآيات القرآنية المزخرفة والمنقوشة على جدرانه التي تشبه تلك الموجودة في المسجد الأموي.
تبلغ تكلفة دخول المسجد للسياح 8 يورو للبالغين، و 4 يورو للأطفال والدخول مجاني بين الثامنة والنصف والتاسعة والنصف صباح السبت والإثنين.
مسجد بوترا جايا الماليزي ...قبة ورديّة أخّاذة
بلونه الزهري الأرجواني ينتصب كوردة تتسع لأكثر من 15 ألف مصل في وقت واحد، فهو مسجد بوترا جايا الذي يعدّ واحداً من أروع وأجمل المساجد في العالم.
يقع المسجد الذي يعرف باسم المسجد الأزرق على بحيرة بوترا جايا الاصطناعية في مدينة كوالالمبور في ولاية سيلانغور الماليزية .
يتألف من ثلاثة أجزاء رئيسية هي: المصلى والصحن، والمرافق التعليمية، وقاعات المناسبات، ويمتاز بالبساطة والأناقة وهو مدعوم بـ12 عموداً، ويصل ارتفاع أعلى نقطة تحت قبته إلى 250 قدماً.
تُعدّ مئذنته واحدة من أكثر المآذن ارتفاعاً في المنطقة، حيث يصل ارتفاعها إلى116 متراً وتتألف من خمس طبقات تجسّد أركان الإسلام الخمسة. وقد صُمّمت على غرار مئذنة مسجد الشيخ عمر في بغداد.
صحن المسجد محاط بمناظر مائية زخرفية وما يحده من أروقة توفر مكاناً رحباً للصلاة. حيث يطل على بحيرة ماء صافية تُشعر بالراحة والسكون.
يتميّز الجدار الأساسي للمسجد بمشابهته لمسجد الملك حسن بمدينة كازابلانكا المغربية في الدار البيضاء، وتصميمه يمزج بين التراث العربي والماليزي، كما تعطي النقوش العربية القديمة فيه رونقاً عريقاً.
المسجد هو من أجمل مساجد ولاية سيلانغور في ماليزيا وأكبرها، ويتميّز بقبته المزخرفة بالورود.
بدأ تشييده عام 1997، وانتهى بناؤه عام 1999، واستُخدم الغرانيت الوردي في بنائه.
ديماوكوم المسجد الزهري في الفلبين
مسجد ديماوكوم أو المسجد الوردي، من أشهر المساجد في الفلبين يقع في مدينة ماغويندانا، وصبغ باللون الوردي في رمز إلى السلام والمحبة، فضلاً عن أن عمالاً مسيحيين، اشتركوا في بنائه، في إشارة واضحة إلى التعايش بين الأديان. تم تمويله من قبل عمد منطقة داتو، ويعدّ جزءاً من طقوس المسلمين في الفلبين، حيث يتجمّعون ويتعبّدون، ويجلس الأطفال في حلقاتٍ لقراءة القرآن. ويتمكّن زوّار المدينة، فور دخولهم بوابتها، أن يتعرفوا إلى الطريق المؤدي إلى المسجد، من الأعلام المصطفة على طول الرصيف واللون الوردي الذي يكسو المدينة. وفي شهر رمضان، يتجمّع المسلمون كباراً وصغاراً، داخل مسجد "ديماوكوم" أو المسجد الوردي، مرتدين الملابس الوردية، ويجلس الأطفال في حلقاتٍ لقراءة القرآن وحفظه، على أرضيات المسجد. وهي أحد الطقوس المهمة لمسلمي الفلبين. وهو وجهة للسياح في دول آسيا، مثل ماليزيا وبروناي والإمارات وتركيا.