شيخه الجفيري: داعمي الاول كان معارضي الاكبر
شيخه الجفيري
شيخه الجفيري، غيّرت، بجرأتها، النظرة التقليدية إلى المرأة القطرية، وكانت أول امرأة تنال ثقة الناخبين. السياسية القطرية ، شيخة بنت يوسف الجفيري. نشأت في بيئة تجارية، فوالدها أحد كبار تجار الدوحة، وجده الجفيري أحد اكبر تجار اللؤلؤ، الذي يُروى أنه باع قطعة لؤلؤ عام 1920، بمبلغ 25 ألف ريال، فضلاً عن حبها، منذ الصغر، للعمل السياسي وخدمة الآخرين، وهو ما مكّنها من الوصول إلى كرسي المجلس البلدي، وبقائها لأربع دورات متتالية، نتيجة خدماتها الكثيرة.
نشأتها وبيئتها الأسرية، جعلتاها من السيدات اللائي يسبقن الزمن. تلقت تعليمها الابتدائي والثانوي في قطر، ثم التحقت بكلية الحقوق في جامعة الإسكندرية، وحصلت منها على الإجازة في الحقوق. مع شيخة كان لنا هذا الحوار:
- حدثينا عن طفولتك؟
نشأت في أسرة تجارية، فجدي، رحمة الله، كان من أكبر التجار، وأتذكر أن والدي، كان يحكي عنه انه باع قطعة من اللؤلؤ، عام 1920 بمبلغ 25 ألف ريال. كما ان والدي تاجر وخالي من اكبر تجار قطر والخليج، وكذلك شقيقي الأصغر عبد الله. ولم يكن في بيئتنا سياسة. لكنني أحببت السياسة من خلال قراءتي لكتب التاريخ. وعندما كنت في المدرسة كانت زميلاتي يتوقعن لي الحصول على أحد المناصب، نظراً لخدماتي وتعاوني معهم ومساعدتهم، وحياتي الاجتماعية بين الطالبات، وأشعر بأنني قيادية. وجدّي كان يقول عنّى: "بنت بألف رجل". وعندما يطلبون شيئاً أنفذه. منذ طفولتي الأولى أحب المساعدة وأقدم المشورة. وأنا حنونة جداً.
* كيف كانت مسيرتك التعليمية والعلمية؟
حصلت على مراحل التعليم في كل مراحله في قطر. ثم اتجهت إلى جامعة الإسكندرية في مصر، وكنت أعشق القانون، ودخلت كلية الحقوق.
* هل وجدتِ معارضة من العائلة؟
بالطبع وجدت معارضه كبيرة، في البداية، من شقيقي، ورفض دخولي المجلس البلدي والترشّح للانتخابات. ولكن بعد نجاحي في الدورة الأولى، صار من اكبر المؤيدين لي، ويسديني النصائح دائماً، فهو قدوتي. وكذلك خالي يساندني ويشجعني لخدمة الناس.
* ما الذي تطمحين إليه؟
الترشح لدخول مجلس الشورى، فهذا ما أخطط له حالياً.
* كيف توازنين بين البيت وعملك والحياة الاجتماعية؟
إن وعي المرأة بمسؤوليتها الاجتماعية، نابع من دورها الرئيسي في الأسرة والمجتمع، وهذا ما يجعلها أقرب إلى المشاركة الحقيقية والوجدانية، وتحمل كل جوانب المسؤولية الاجتماعية. فمن خلال إدارتي لعملي أرى المسؤولية الاجتماعية وعياً قبل كل شيء، وإحساساً عميقاً بالواجب. وأحرص على تلبية احتياجات أهالي دائرتي، وأقضي أكثر من 15 ساعة لخدمة الأهالي. وهاتفي مفتوح 24 ساعة، ولم ارفض مكالمة هاتفية واحدة، منذ انضمامي إلى عضوية المجلس البلدي، فالعضو الذي يختار هذا الطريق، عليه ان يلتزم بواجباته نحو أهل دائرته. ويومياً ألتقي الأهالي، ومجلسي مفتوح في أي وقت. وأحاول التنسيق بين الاثنين، على الرغم من أن العمل العام التطوعي، آخد كل وقتي.
* ما أهم المراحل الانتقالية في حياتك؟
في حياتي مراحل انتقالية كثيرة، لكن أهمها وفاة والدتي، رحمها الله، فقد تأثرت بوفاتها كثيراً جداً. ومن بعدها والدي. لكن أصبح خالي جاسم الجفيري، بعدهما، كل شيء بالنسبة لي.
* هل كان هناك استنكار ما، لوجود امرأة مرشّحة لعضوية المجلس؟
لا أرغب في النظر خلفي، وسأمضي في طريقي لتحقيق مطالب أهل دائرتي فقط. أما من دافع عنّي، ووقف إلى جانبي خلال ترشّحي عن دائرة الدوحة، فله كل الشكر.
* أنتِ نائبة لأربع دورات، كيف ترين فعالية المرأة في العمل البرلماني؟
العمل التطوعي حب، ونابع من إيماننا بأن المرأة يجب ان تكون موجودة في كل المحافل، وكل مؤسسات الدولة. اليوم المرأة تنتخب كما ينتخب الرجل، فما المانع في ان تكون لها حظوظ في السلطتين التشريعية والتنفيذية. الآن أصبح للمرأة دور مهم في المجالات كافة. وبكفاءتي أصبحت رئيسة إحدى اللجان، كوني متخصصة في القانون.
* هل انتابتك مشاعر خوف قبل الترشح ؟
القلق والخوف طبيعيان، وفي الوقت نفسه دافعان للنجاح، وقراري للترشح لم يكن قراري وحدي، استشرت والدي وخالي وكانا دائماً يقدمان الدعم لي. وفي المرة الأولى عام 2003، وجدت صعوبة ولكن بعد ذلك عرفت الطرق، وأصبحت خبيرة ومتمرسة في الانتخابات، ووجدت منافسة كبيرة من بعض المرشحات، رغم أن المنافسين في البداية كانوا رجالاً، لكن المرأة الوحيدة التى نافستني استطعت الفوز عليها. وبعد تقسيم الدوائر فزت أيضاً باكتساح. وتعدّ دائرتي أكبر الدوائر الانتخابية في قطر(24 منطقة).
* هل وجود المرأة في المجلس البلدي شكلي فقط؟
لا؛ والمتابع للأنشطة يجد أن المرأة في المجلس البلدي حققت الكثير والكثير، ولم يكن دورها شكلياً فقط. فإنجازاتي وأنشطتي يتحدث عنها الناس، وأنا فخورة بما أقوم به، وما أنجزته خلال الأربع دورات، لاسيما أن الدورة الحالية كانت ملأى بالأنشطة والأعمال المميّزة.
* هل صادفت الفشل؟
طوال عمري ناجحة، ومشاريعي ناجحة أيضاً، ولا وجود لكلمة الفشل في قاموسي.
* هل ترين أن المرأة القطرية حصلت على حقوقها؟
بالطبع القيادة الرشيدة تولي قضايا المرأة والأسرة اهتماماً كبيراً، كونهما ركيزتين في تطور المجتمع وازدهاره. والدستور القطري أعطى المرأة الحقوق كاملة دون تمييز بينها وبين الرجل في العمل والدراسة والتأمين الصحي والرواتب. فأصبح لدينا وزيرة وسفيرة، وسيدة أعمال... والجميع يفتخرون
بما وصلت إليه المرأة من وعي وانفتاح على الثقافات الأخرى، وهذا يعود بالفائدة في تربية الأبناء. وهناك تشجيع مستمرّ من سموّ الشيخة موزة، حرم الأمير الوالد، لدور المرأة، وهي قدوتي الكبيرة. فأوضاع المرأة والأسرة لم تعد من القضايا الهامشية كما كان في السابق، بل أصبح لنا دور كبير في تحقيق رؤية قطر 2030.
والمرأة الناجحة في منزلها، ناجحة في عملها، وتستطيع أن تخوض الكثير من التجارب، وتكافح لتحتل المناصب القيادية في المجتمع.
* هلّا حدّثتِنا عن المسؤوليات التي شغلتِها؟
انتُخبت عام 2003 في المجلس البلدي المركزي عن الدائرة التاسعة، وحصلت على رئاسة اللجنة القانونية. كما شغلت منصب مديرة إدارة التفتيش الإداري والمالي، ورئيسة مجلس إدارة صندوق التكافل الاجتماعي للعاملين في وزارة التربية والتعليم. فضلاً عن أمانة سرّ لجنة شؤون المرأة في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.
* ومشاركاتك الخارجية؟
شاركت في كثير من المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية، منها المؤتمر التأسيسي للمنظمة العالمية "مدن وحكومات محلية متحدة"، الذي عُقد في باريس 2004. وزرت مجلس العموم واللوردات في بريطانيا، وحضرت إحدى الجلسات، بوصفي المرأة القطرية الوحيدة المنتخبة في المجلس البلدي المركزي في قطر عام 2004، كما شاركت في المؤتمر الإفريقي الآسيوي في جاكرتا 2005.
تقدمتُ بورقة عمل في مؤتمر "توعية الحملات الانتخابية الإقليمية الخاصة بالقيادات النسائية الخليجية" الذي نظمه المعهد الديمقراطي الوطني الأميركي والمعهد الجمهوري 2005، وزرتُ برفقة وفد من المجلس البلدي ومجلس الشورى، مقر حلف الناتو في بروكسل عام 2010.
* ما الذي تأثرت به خلال عضويتك في المجلس؟
تشجيع أمير دولة قطر السابق، سموّ الشيخ حمد بن خليفة، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، في إحدى المناسبات، حيث عدّني مثالاً للمرأة الخليجية الناجحة. وكنت فخورة بهذه العبارة، ومازالت أعتزّ بها. ولا أنسى مقولة الشيخ حمد بن خليفة، في إحدى المناسبات أن "دولة قطر يحق لها أن تفخر بهذه المرأة"، وكان يقصدني، لأنها تعبر عن المكانة اللائقة التي وصلت إليها المرأة القطرية في المسيرة الديمقراطية. وهذا اكبر وسام وتكريم لي.
* هل نلتِ تكريماً من دول أومنظمات؟
نعم حصلت على كثير من الجوائز، وكرّمتني مؤسسات وشخصيات محلية وإقليمية ودولية، منها تكريم منظمي اليوم البلدي الخليجي في مملكة البحرين عام 2005، وتكريم من المجلس البلدي المركزي في دولة الكويت في العام نفسه.
* كيف ترين الدعم الذي حصلت عليه المرأة القطرية؟
الجميع الآن يؤيدون المرأة، وهذا دليل على الدعم الكبير من الجميع مواطنين وقيادة ومسؤولين. وشاركت في عدد من جلسات البرلمان المصري، والبرلمان الأوربي، والبريطاني، ومجلس الشيوخ الأميركي.
هل انت سعيدة ؟
أنا جزء من منظومة، وسعيدة بما أنجزته، وأي عمل صغير أو مشروع جديد ينفّذ، أكون أكثر سعادة، لأنه يضيف إلى رصيدي لدى أهل دائرتي.
* هل تعملين لأهل دائرتك فقط؟
أنا نائبة لكل ألأهالي، ومسؤولة عن الجميع أمام الله. وأساعد أي فرد يطلبني.
* ما الدولة المفضلة لديك لزيارتها؟
سنوياً أسافر إلى إنجلترا، واقضي الصيف هناك، بعيداً عن العمل السياسي.
* ما علاقتك بالمطبخ؟
أحب البيت جداً، وأشرف على كل شيء، ولديّ طباخ من الهند منذ 40 عاماً، ومع ذلك أهوى الإشراف على طعام البيت.
* ما هوايتك المفضلة؟
أعشق الرياضة؛ ويومياً أمارس رياضة المشي، ثم لعبة تنس الطاولة. وأحب القراءة، وبخاصة الكتب التاريخية.