ابقوا اعينكم على الشركات الناشئة من هو مايكل بوركوفسكي مؤسس برينلي ؟
مايكل بوركوفسكي
مايكل بوركوفسكي، أحد أهم الأمور التي يفتخر بها مايكل بوركوفسكي، هو أن شركته الناشئة وتحمل اسم "برينلي" (Brainly) قد ولّدت مساحة جديدة على الانترنت، حيث يعدّ الذكاء أمراً عصرياً و"كول"، ولا يعكس تلك الصورة النمطية التي تسخر من الأذكياء وتعدّهم ممّن لا يجيدون فن العيش والمرح.
يشكل "برينلي" منصّة تفاعلية مخصصة للتلامذة، سواء من الأطفال او المراهقين، لكي يساعد بعضهم بعضاً في إتمام واجباتهم الدراسية. اما السبيل الى ذلك فيتمّ عبر فتح حساب خاص، يقوم من خلاله المستخدم بالسؤال عن أمر عسير لم يستطع الاجابة عنه، فيتسنّى له الحصول على اجابات وافية من "زملاء" أذكياء. كذلك إن كان قادراً على الاجابة عن سؤال وجهه مستخدم آخر، فبإمكانه المساعدة أيضاً. الاهم في هذا الاسلوب التعليمي إن أمكن القول، أنه يتيح فرصاً تعليمية متنوعة ومبتكرة. فالتلميذ أحياناً كثيرة، بإمكانه أن يوصل الى زميله طريقة فَهم، أسهل وأسرع من الطرق التقليدية.
كذلك، يحصد التلامذة نقاطاً مقابل الإجابات التي يقدمونها، وهكذا يبدأون بتسلّق "سلّم الريادة" في مجالات متنوعة، منها الرياضيات، والكيمياء، والفيزياء، والتاريخ، والجغرافيا...الخ.
يقول بوركوفسكي: "لدى برينلي، حين يُبرز التلميذ معارفه ويشغل ذكاءه ومهاراته، يحصل على مزيد من النقاط، وبالتالي يرتفع رتبة على سلم الريادة، ويعكس صورة مميّزة تنمّ عن عمق المحتوى".
لعلّ هذا هو من أهم الأفكار التي تروّج لها هذه المنصّة التفاعلية. فبخلاف المنصّات الأخرى، منها "إنستاغرام" و"فيس بوك" وسواهما، غالباً ما تقاس "نجومية" المستخدم إما بشكله الجميل وإما بأسلوب حياة الرفاه الذي يعتمده على سبيل المثال... بمعنى آخر، لا يَشغَل عمق المحتوى حيّزاً مهماً.
حين انطلق "برينلي" في بولندا عام 2009، كان هدفه بسيطاً جداً، ويمكن اختصاره بالآتي: بثّ المرح والمحتوى التعليمي وسط جماعات التلامذة على الانترنت. هكذا، أخذ "برينلي" ينمو وينتشر وقد بات لديه اليوم أكثر من ستين مليون مستخدم، 81 في المئة منهم (أي 48،6 مليون) ينشطون بشكل شهري.
في هذا الاطار، يقول بوركوفسكي: أحد مفاتيح نجاح هذه المنصّة، أن المستخدم يعطيها ولا يكتفي بالأخذ فقط. نحو نصف التلامذة الذين يدخلون للسؤال عن أمر معيّن، يحاولون في المقابل مساعدة تلميذ آخر عبر الإجابة على أسئلة تكون موضوع تداول.
تعمل الآن "برينلي" على زيادة رقعة توسّعها في الولايات المتحدة، حيث يتركز الملايين من مستخدميها. كذلك، تمكّن الموقع في مايو /أيار الفائت، من جمع 15 مليون دولار، ضمن خطة تمويلية يقودها "ناسبرز"، وترمي الى جمع 27 مليون دولار. هذا التمويل هو الثاني، وقد استهلّ بعدما تمكن "برينلي" من تحقيق عدد من المنجزات الملموسة. يلفت بوركوفسكي الى ان المموّلين والمستثمرين يُعجبون بقدرة "برينلي" على الدخول بسلاسة تامة الى أسواق جديدة منها، الولايات المتحدة.
أحد الاهداف الاخرى التي يتوخاها التمويل، هو إضفاء بُعد شخصي ومتطور على هذه الشبكة. يريد "برينلي" مثلاً ان يستخدم آليات تعليم خوارزمية، وهي مجموعة من الخطوات الرياضية والمنطقية والمتسلسلة اللازمة لحل مشكلة ما، لكي يتمكن في نهاية المطاف، من توقع ما الذي يعجز التلاميذ عن حلّه، وذلك بالارتكاز الى قائمة الاسئلة التي سبق ان طرحوها. هكذا يتمكن "برينلي" وبشكل استباقي، من ربط تلميذ معيّن بآخر قادر على مساعدته.
حين يُسأل بوركوفسكي عن أكثر المواضيع صعوبة التي يواجهها التلامذة، لا يتردد في الاجابة بـ"الرياضيات". لكنه يوضح أنه حين تطلق "برينلي" في دولة معينة، تتصدر الرياضيات قائمة المواضيع الاكثر طلباً واستخداماً، بنسبة 60 في المئة، لكن بعد فترة اي بعد مرور عامين، تتراجع نسبة الرياضيات الى 25 في المئة، ذلك ان التلامذة يبدأون باستخدام فروع أخرى من المنصّة، كالجغرافيا والتاريخ وسواهما، وهذا ما ينبئ بمستقبل مشرق للمنصة الناشئة.