9 هوايات غيّرت أصحابها.. والعالم
هوايات غيّرت أصحابها
هوايات غيّرت أصحابها، تشكل الهوايات بالنسبة الى غالبية الناس، مصدرا للتسلية ولتمضية أوقات مرحة. وغالباً ما تعبّر الهواية عن شخصية صاحبها، لكنها نادراً ما تؤثر في المحيط أو في حياة الآخرين او العالم بأسره. لكن ممارسة الهوايات تتخذ لدى البعض بُعداً أكثر أهمية. لذلك، نعرض في ما يأتي تسعة أمثلة، عن شخصيات تحلّت بهوايات مميّزة ونجحت في الخروج عن النطاق الشخصي لحياة لصاحبها، لكي تغيّر في نهاية المطاف حياة كثيرٍ في العالم، وتحوّلت أحياناً كثيرة إرثاً عالمياً ضخماً.
- هوايات تولكيين غيرت وجه الخيال
إن لائحة العناصر المستوحاة من "Lord of the Rings" وبدرجة ثانية من "The Hobbit" طويلة جداً. وبما أن الغوص في تفاصيل هذه اللائحة يحتاج الى الكثير من الوقت، فسنختصر الأمر بالقول إن كل ما شاهدتموه او سمعتموه أو قرأتموه، عن الأقزام او العفاريت او الجنّ أو التنانين، مستوحى بشكل او بآخر من تولكيين، وهو كاتب هذين العملين. حتى أن الكثير من فرق "الميتال" الموسيقية ذكرت أنها تأثرت بعملي هذا الكاتب.
لكن إليكم السر الذي دفع تولكيين إلى كتابة عملَيْه. في الأساس، أمضى هذا الرجل أعواماً طوالاً في ممارسة هواية غريبة، وهي ابتكار كلمات ولغات متعددة. بعد ذلك، أراد استخدام هذه المفردات التي أفنى عمره في تخيّلها، فقرر كتابة قصة تمكّنه من استخدامهافكانت قصتا "Lord of the Rings" و"The Hobbit". الأهم من ذلك، انه لم يُعِرهما أي أهمية؛ إذ كان يخطط لترك هاتين القصتين ليرويهما لأحفاده ليس الا، لكن الكاتب سي إس لويس، تمكن من إقناعه بالعكس.
اللافت أنه لم يفرغ مخزون كلماته كاملاً في هاتين القصتين.
- هوس هذا الشاب بالحشرات أعطانا "بوكيمون"
لقد طبعت سلسلة "بوكيمون" حياة أجيال كاملة، وباتت رفيقة ذكريات الطفولة بالنسبة إلى كثُر. عندما بدأ عرض هذه السلسلة في اليابان، كان الاطفال يصابون بموجة من الصمت التام. كما ان الحماس الذي كان ينتابهم عند اقتراب عرض حلقة جديدة كان لا يوصف، إلى درجة ان الكثير من الصغار ماتوا بسكتات قلبية!
بعد ذلك، عمدت السلطات الى إيقاف بثّ البرنامج لفترة، ما دفع متابعين الى التجمّع والتظاهر، مطالبين بإعادة البث، غير عابئين بالنتائج الكارثية التي حلت برفاق جيلهم.
على أي حال، يعود الفضل في "بوكيمون" الى ولع طفل اسمه ساتوشي تاجيري، بجمع الحشرات وتدوين معلومات عنها قبل حفظها في كتيّب. حتى أنه كان يعمد الى تبادل بعض الحشرات مع أصدقائه. فكان لقبه "طبيب الحشرات". لاحقاً، كبر هذا الشاب ولم ينضب حبه للحشرات، فابتكر حينها مفهوم "بوكيمون" الذي تحول مسلسلاً كرتونياً، علماً أنه كان يحلم اساساً بتصميم لعبة فيديو مستلهمة من هذه الحشرات.
- عالم ديزني وهوس والت بالأمراء والأميرات
كان والت ديزني، صاحب الشاربين الغريبين، مولعاً بالمجسّمات الصغيرة للأمراء والأميرات، وقاده هذا الولع، الى جمع تشكيلة لا تحصى منها. لاحقاً، قادته هذه الهواية الى بناء امبراطورية ضخمة، هي "ديزني لاند" التي نعرفها اليوم. كما أعجب ملايين الأطفال في العالم بهوايته، حتى أخذوا يبتاعون كميات هائلة من هذه المجسّمات الصغيرة، الأحب الى قلبه.
كان هذا الرجل يتمتع بعادات غريبة جداً، إذ كان على سبيل المثال يحصي عدد الخطوات التي يقوم بها الاشخاص قبل ان يرموا نفاياتهم على الارض، حين يتجولون في "ديزني لاند". كما انه كان مهووساً بجمع نسخ غير محدودة من المنمنمات. ولم يتردد في إنفاق ثروة طائلة لتوسيع مجموعته، شرط ان تزداد القطع الجديدة صغراً في كل مرة. وكان والت يمضي ساعات طويلة يلعب بها وينسج حولها مشاهد رائعة، كل ذلك بهدف تسليته الخاصة.
ورغم أن هذه الهواية ليست السبب الاوحد الذي دفعه الى تأسيس "ديزني لاند"، فإنها لعبت دوراً محورياً في قراره هذا، خصوصاً أنها دفعته الى نسج عوالم خيالية.
- تألق بو جاكسون في الرياضة كان هواية
تألق بو جاكسون في عالمي كرة القدم والبيسبول في آن واحد، ليعدّ واحداً من الرياضيين الاهم والالمع في عصره. وكان يتحلى بمزايا جسدية هائلة، إذ لم يكن يلزمه سوى 10 ثوان، ليجتاز مئة متر، فيما كان يقفز بارتفاع 20 قدماً، وكانت النجاحات في انتظاره دوماً. على اي حال، كل هذا التألق الذي عرفه لم يكن ليحصل، لولا قراره بالانضمام الى اتحاد كرة القدم الاميركي هواية ليس إلا.
عندما انضم جاكسون عام 1987 الى فريق LA Raiders، كان هدفه طرد الملل بعيداً،فقط، خصوصاً حين ينتهي موسم البيسبول. كان قد فاز بالكثير من الميداليات والجوائز، خلال مباريات أجريت ايام المقاعد الدراسية، لكن البيسبول كانت شغفه الحقيقي.
- ولع روغيت بالمرادفات أدى الى قاموس "ذا تيزوروس"
يعود الفضل في إطلاق معجم "ذا تيزوروس" المتخصّص بالمرادفات الى رجل يدعى بيتر روغيت الذي كان مولعاً بهواية جمع المرادفات والعبارات وحفظها في ما يشبه المجلدات. إن هذا المعجم الذي لا يزال يُباع عالمياً، وبات موجوداً على الإنترنت، لا يزال يساعد الملايين في العالم في عمليتي الكتابة والتأليف.
الواقع ان هذه الهواية كانت مثيرة للاهتمام بالنسبة الى هذا الرجل، الى درجة انه كرّس لها نحو 3 سنوات من حياته بعد بلوغه سن التقاعد. فأطلق في نهاية المطاف، معجم "ذا تيزوروس" عام 1952. وقد لاقى هذا الكتاب شعبية كبيرة الى درجة أنه لم يتم التوقف عن طبعه منذ اصداره للمرة الاولى.
- لعبة ألهمت الاخوين رايت في تحقيق حلم التحليق
يعود الفضل في التحليق اليوم الى الاخوين رايت. رغم ان قائمة العناصر التي دفعتهما الى تحقيق حلم الطيران طويلة، يبقى هناك امر واحد يتصدّر هذه القائمة وهو مجرد لعبة.
لقد حصل الطفلان رايت على مروحية صغيرة، وقد افتُتنا بها الى درجة انهما ظلا يلعبان بها الى ان تحطّمت، ما دفعهما الى التفكير في صنع نسخة مماثلة. وقد نجحا في ذلك طبعاً، فنحن نتحدث عن ويلبور وأورفيل رايت اللذين ابتكرا الطائرة. وقد صرّح أورفيل في إحدى المقابلات، أن "مروحية صغيرة كانت سبباً في اطلاق تلك الشرارة التي تعبر عن ولعنا بالتحليق".
- ولع روزفلت بالقراءة جعله رئيساً
كثيرة هي المميزات التي جعلت منه رئيساً للولايات المتحدة. إنه تيدي روزفلت الحائز الحزام الاسود في الجودو، كان كذلك حائزاً رتبة شريف، وراعي بقر، ومُستكشِفاً يصطاد مئات الحيوانات. لكن ما مهّد الطريق الرئاسي أمامه، هو قدرته على التحدث في شتى المواضيع، سواء مع المقربين او الغرباء، بطلاقة تامة ودراية كبيرة. كان يستطيع، على سبيل المثال، التحدث بعمق في الشعر والتاريخ وغيرها من المواضيع بخلفيات عميقة، إذ إنه يتمتع بثقافة واسعة، توازي الخبراء.
يعود الفضل في معرفته هذه إلى طفولته، إذ غالباً ما كان يمرض، ما يضطره إلى ملازمة الفراش. ولكي يطرد الملل بعيداً، راح ينكبّ على القراءة الى درجة صار يتمكّن من قراءة ثلاثة كتب في يوم واحد. لاحقاً كبرت معه هذه الهواية وتطورت.
- لينوس تولفارد ابتكر برنامج "لينوكس" بدافع الضجر
حين سئل لينوس تولفارد عن السبب الذي دفعه الى ابتكار برنامج "لينوكس"، أجاب بصراحة: "كنت اشعر بالضجر وأردت ان اتسلّى". الواقع ان "لينوكس" هو برنامج تشغيلي ناجح ومتاح امام العامة مجاناً، لكنه لا يشهد انتشاراً واسعاً كبرامج مايكروسوفت وOS X. يُشغِّل "لينوكس" الكثير من الحواسيب المتطورة والمعقدة، ويضاهي بسرعته أسرع الأنظمة التشغيلية المماثلة.
- هواة علم الفضاء يسابقون النازا على الاكتشافات
انطلاقاً من ان الكون شاسع، وفيه ملايين الاشياء التي تستحق الاكتشاف، فهذا يعني ان بإمكان كل شخص يهوى الفضاء، أن يحمل عدته ويدوّن كل ما تقع عليه عيناه. لذلك، هناك مئات الاشخاص الذي كانوا يحملون مناظيرهم، وكاميراتهم ليتأملوا الفضاء، ويدوّنوا ملاحظاتهم واكتشافاتهم، هوايةً ليس إلا.
إن قائمة الاشياء المكتشفة على ايدي هواة، تشتمل على نجوم وشهب ونيازك وسواها من الظواهر الفلكية، فضلاً عن تحقيق تقدم في تكنولوجيا المناظير. ولتشجيع هؤلاء الهواة على متابعة هواياتهم، خُصّصت لهم مجموعة من الجوائز، إذ إن الكثير منهم تمكنوا من جمع معلومات اكثر من اولئك الذين تلزمهم وظيفتهم بذلك.