الكهف الأزرق وهل هناك جمال أكثر من هذا
الكهف الأزرق
الكهف الأزرق، عندما تزور زرقته، ستذهل!!! أؤكد لك ذلك، لأن كل مافيه لا يبعث فقط على الذهول بل على الراحة والصفاء والسرور والمتعة والاستغراب.
فطريقة الدخول إليه غريبة بعض الشيء، حيث ستدخل وأنت مستلقٍ على ظهرك، على متن قارب صغير، يحمل في أقصاه أربعة أشخاص فقط، وذلك لأن فتحة الكهف صغيرة، يبلغ عرضها مترين وطولها متر واحد.
وهو كهف طبيعي، يصل طوله الكامل إلى 60 متراً، وعرضه إلى 25 متراً، ويقع في بحر كابري في إيطاليا، ويرجع سر لونه الأزرق إلى أشعة الشمس التي تدخل عبر إحدى فتحاته الموجودة تحت الماء، أمام مدخل الكهف تماماً، وعندما يمر الضوء عبر الماء، تصفّى بقية الأشعة الملونة، ولا يبقى إلا الأشعة الزرقاء التي تدخل الكهف.
أما الإنعكاسات الفضية المشهورة، التي يشتهربها الكهف، فهي بسبب الكائنات المائية الصغيرة، التي تسبب فقاعات هوائية، تغطي السطح الخارجي، للأجسام الموجودة تحت الماء، والتي تسبب انعكاساً مختلفاً للضوء، مما يجعلها تبدو بهذا اللون الفضي المبهر.
تفضل زيارته في الفترة مابين الظهيرة وحتى الثانية ظهراً، وذلك لاختراق شعاع قوي من النور، يتيح الرؤية بشكل مذهل للكهف من الداخل، كما لا تفضل زيارته في أيام الغيم التي تحجب الشمس، ولا في الوقت المسائي من بعد الثالثة، وذلك خوفاً من ثوران البحر.
يستغرق الدخول إلى الكهف وقتاً، وخاصة في فترات المواسم السياحية، إلا أن زيارته فوق المركب لا تأخذ أكثر من خمس دقائق، ولكن مع جولة بحرية كاملة يمكن أن تأخذ ساعتين كحد أقصى. ولا يسمح فيه بالغوص أو السباحة، لأن في هذا الأمر خطورة غير مأمونة العواقب.
يرجع تاريخه إلى العصر الروماني، حيث كان يستخدم كمعبد بحري للعبادة، ولاتزال فيه بعض الآثار والتماثيل الرومانية القديمة، وهي معروضة الآن في ساحة "أنا كاسا" في مدينة "أنا كابري".
يذكر أن الكهف كان مهجوراً لسنوات عدّة، ولا أحد يقترب منه، وذلك بسبب الأسطورة التي انتشرت حوله، من أن الشياطين تسكنه، لكن في 1826 م، اصطحب أحد البحارة الكاتب الألماني "أوجست كبيتش" والرسام "إرنست فرايز" للكهف، الذين ساعدت قصصهم ومشاهداتهم عن روعة الكهف الأزرق إلى رغبة الجميع في رؤيته و استكشافه.