فاروق يوسف المؤيد لـ"الرجل" : مصروفي الف دينار شهريا
فاروق يوسف المؤيد
فاروق يوسف المؤيد، عندما يأتي الحديث عن اقتصاد البحرين الشقيقه، تبرز هنا قصة البيوت التجارية، ويأتي في مقدمتها بيت "المؤيد". كانت تلك العائلة التجارية طوال العقود الماضية حاملة لواء المال، وحامية قصور العمل وملهمة الحالمين. وإذا كان دور البيوت التجارية كبيراً في بناء الاقتصاد البحريني في بداياته الأولى، فقد تميّزت عائلة المؤيد بأعمالها الخيرية والتطوعية والاجتماعية، إلى جانب إنجازاتها على صعيد الإسهام في بناء الاقتصاد الخليجي. كانت انطلاقة تجارة المؤيّد، من محل متواضع للغاية، يديره رجل واحد، تمّ افتتاحه عام 1940 في سوق المنامة، واليوم نمت وتطورت لتصبح واحدة من أكثر المجموعات التجارية المتكاملة والمتنوعة الأنشطة في مملكة البحرين. وكانت نقطة التحول التاريخي في هذه العائلة التجارية، انضمام فاروق المؤيد الابن البكر، من بين سبعة أبناء، ورئيس مجلس إدارة المجموعة الحالي، إلى والده في عام 1966، في سن الثانية والعشرين، بعد تخرجه في الجامعة، وحصوله على مؤهل في تخصص الهندسة الميكانيكية، ليتعلم فنون التجارة في متجر "باب البحرين"، من خلال العمل بائعاً لكل ما تتعامل فيه الشركة، وهو من مواليد عام 1944، حاصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة لوجبورو ببريطانيا.
سجله الاجتماعي حافل بحشد من النشاطات والاهتمامات التي تعبر عن مسؤولية اجتماعية عالية المستوى، يحرص المؤيد على الالتزام بها. يحمل همّاً إنسانياً، ويؤمن بمسؤولية تجاه مجتمعه ووطنه. يترأّس المؤيد عدداً من مجالس الإدارة، لشركات بحرينية وخليجية كبرى. ويشارك في عضوية مجالس إدارات الشركات الأخرى. يباشر مهامه التي يقول عنها إنها أصبحت إشرافية، بعد أن سلّم الجيل الثالث من عائلة المؤيد زمام الاعمال في الشركة. وعندما يشير إلى نفسه وكيلاً تجارياً, فإنه يعني أكثر من 300 وكالة عالمية لأسماء تجارية كبرى وشهيرة.
يقود المؤيد اليوم إحدى أعرق الشركات العائلية في البحرين والخليج، ويترأّس مجلس إدارة بنك البحرين الوطني، أكبر مؤسّسة مصرفية اقتصادية في البحرين.
في مكتبه كان لـ "الرجل" حوار شامل معه، غاص في بحر من الذكريات:
* فاروق المؤيّد، حدثنا عن الطفولة، والبدايات.
عشت طفولتي مع كل عائلة المؤيد، في بيت المؤيد الكبير، أو كما يطلق عليه باللهجة الخليجية "البيت العود". وكنا كلنا الإخوان وأولاد العم وأولاد العمة نلعب معاً فيه. كانت طفولتي فترة جميلة جداً، أشعر بالفرح حينما استذكر تلك اللحظات.
* ماذا بقي في ذاكرتك من تلك الحقبة من الزمن؟
من الذكريات الجميلة الباقية، كانت براءة طفولتنا، بالرغم من شحّ الموارد آنذاك, حيث تعلمنا الاقتصاد في مصروفنا، والوصول الى ما وصلنا اليه الآن، بفضل من الله وتوفيقه.
* هل عشت طفولتك في عائلة بدوية أم تجارية؟
عائلتنا تجارية من أجدادي، والدي كان يمتلك متجراً في شارع باب البحرين، وكنا كل يوم، بعد المدرسة، نذهب الى السوق، ونجلس في دكان الوالد, ومنها أخذنا دروسنا الأولى البسيطة في التجارة، بجلوسنا ومراقبه الوالد، رحمه الله، وكيفية تعامله مع الموظفين والزبائن، وما البضائع التي عليها طلب.
* هل كان طموحك أن تصبح رجل أعمال، كونك ابن بيت تجاريّ كبير؟
لم تكن طموحاتي وأنا صغير ان اكون تاجراً، إنما كانت طموحاتي هندسية، فدرست في جامعة لفبرا في بريطانيا، وحصلت على شهادة في الهندسة الميكانيكية في عام 1966, أما أصول التجارة، فتعلمتها من الدي.
* ما الذي اكتسبته وتعلمته من والدك؟
كان والدي من عائلة ميسورة، والحمد لله، فقد كان جدي خليل المؤيد يتاجر باللؤلؤ، وعندما أحسّ الوالد حينها، بأن تجارة اللؤلؤ غير مجدية، حيث كانت تتعرض للعرض والطلب، قرر أن يتاجر بأشياء أخرى، وبدأ بتجارة الادوات الكهربائية، فاستورد معدات وأدوات كهربائية من الهند، وبدأ ببيعها. كما عمل في جوانب عدة، كانت تحتاج إليها البحرين آنذاك، حيث كانت حقبة الخمسينات فترة نموّ فيها.
انضممتُ الى والدي بعد حصولي على شهادة الهندسة الميكانيكية عام 66, حينها كانت تجارتنا لا بأس بها، حيث حصلنا على نصف وكالة فورد للسيارات في العام نفسه، وتوسّع والدي في التجارة وعملنا في تجارة المكيّفات والادوات المنزلية، ولكن في أعقاب حرب 1967، قوطعت شركة فورد هي وشركة فولكو، فكانت نكسة كبيرة لشركتنا آنذاك. لذلك سعينا إلى الحصول على وكالات اخرى، وبتوفيق من الله حصلنا على وكالات عدة.
* عمر بيتكم التجاري أكثر من 70 عاماً، حدثنا اليوم عن مجموعة المؤيد التجارية أين تقف ؟
مجموعة شركات يوسف خليل المؤيد وأولاده، هي اليوم من كبرى مجموعات الأعمال التجارية وأكثرها تنوعاً، لتمثل مصدر إلهام، ويعود الفضل في كل ذلك إلى ذلك الرجل، ألا وهو يوسف خليل المؤيد طيّب الله ثراه، حيث أرست رؤاه الثاقبة وحكمته وعقليته المتبصرة، دعائم نجاح المجموعة وتطورها بشكل متنامٍ. لقد ارتبط الوالد، رحمه الله، بعمله ارتباطاً وثيقاً من جميع الجوانب منذ البدايات الأولى لتأسيس تجارته عام 1940، وحتى وفاته عام 1996، حيث مثل مصدر إلهام بالنسبة لنا وتمكّنت المجموعة بفضله من تحقيق نموّ مطّرد خلال الأوقات الجيدة والسيئة على السواء. والمرحوم الوالد هو من مواليد عام 1918، وهو الابن السادس لعائلة كبيرة، وبدأ نشاطه التجاري منذ أن كان في السادسة من العمر، عندما اشترى كمية من الحلوى والفول السوداني في طريق عودته إلى منزله بعد انتهاء اليوم الدراسي، ثم باعها إلى أصدقائه وبعض أفراد العائلة، محققاً ربحاً قليلاً. واصل دراسته في إحدى مدارس المنامة حتى سن الثالثة عشرة، ثم تتلمذ على يد أحد المدرسين الخصوصيين الذي علّمه اللغة الإنجليزية.
* كيف كانت بدايات تأسيس الكيان التجاري الخليجي ؟
بدأ المرحوم السفر بصحبة والده تاجر اللؤلؤ، الذي كان يباشر تجارته بين البحرين والهند، ليتعلم منه فنون التجارة ومهارات التفاوض وتحمّل مسؤولية تجارة اللآلئ الثمينة. وإدراكاً منه لتقلبات الزمن وتغيّره، ومع بداية ظهور اللؤلؤ الاصطناعي، أدرك، طيّب الله ثراه، أن تجارة اللؤلؤ قد أصبحت قلقة، ليتحوّل بعدها إلى التجارة العامة. وفي عام 1940، ومع بداية الحرب العالمية الثانية، قام بتأسيس شركة تجارية خاصة به، بفضل الهدية التي تلقاها من والده، وهي 2000 روبية هندية (نحو 200 دينار آنذاك)، وقام من خلالها باستيراد أول شحنة خاصة به، من الهند، شملت أصباغاً وعُدداً ومعدات وأسلاكاً، ومصابيح كهربائية، وبنّاً وشاياً وخشب صندل، ليفتتح أول محلّ خاص به في شارع التجار. وخلال فترة وجيزة أصبح المزوّد الخاص بشركة نفط البحرين "بابكو"، فضلاً عن البحرية البريطانية وسلاح الجو الملكي. وفي عام 1946، سافر يوسف برفقة مجموعة من رجال الأعمال والأصدقاء البحرينيين، مِمّن يتحلون بالحيوية، وجميعهم يتطلعون لتأمين عدد من الوكالات الحصرية لعلامات تجارية عالمية، تؤمن لأصحابها مكانة بارزة وعائدات مالية مجزية من المبيعات وخدمات ما بعد البيع .وقد حظيت أسماء هذه المجموعة بالسمعة الرفيعة، حيث انطلق كل من أحمد وإبراهيم كانو، وسلمان عواجي ومعهم يوسف المؤيد، في رحلة على متن إحدى طائرات امبريال ايروايز البحرية، من القضيبية، حيث كانت المكان الذي ينطلق منه القادمون والمغادرون على متن تلك الطائرات، إلى مدينة لندن. وخلال هذه الرحلة تمكن يوسف من الفوز بأولى وكالاته التجارية، بما فيها شركة جنرال إليكتريك، ليكون بذلك أول من قام باستيراد الثلاجات إلى البحرين آنذاك.
وتطلعاً إلى المستقبل، كما هي عادته دوماً، باشر يوسف رحلات المبيعات إلى المملكة العربية السعودية، حيث سافر بمفرده في رحلات مكثفة وفق جداول شاقة، لتزدهر أعماله وتشهد نموه مطرداً، بعد أن قام بتطوير عملية تصدير بضاعته انطلاقاً من البحرين. وفي عام 1952، نقل محله إلى مبنى جديد يتكون من ثلاثة طوابق للتجارة والإدارة يقع في باب البحرين. وكانت هنالك لافتة خارج المبنى كتب عليها: «موزعون لمنتجات 41 من أشهر الشركات»، واشتهر المحل آنذاك بتوريد مراوح "جنرال إليكترك" التي كانت تشهد رواجاً كبيراً. وقد تعرّضت هذه المسيرة لانتكاسات؛ ففي عام 1962، مُني المخزن بحريق مروّع. وعلى الرغم من معاناته من خسائر جمة، جراءه، مالياً ونفسياً، كافح يوسف ليستعيد مكانته البارزة في السوق تدريجياً. وفي ذلك الوقت، قرر هو وشقيقه عبدالرحمن تطوير الموقع القديم لبيت العائلة السابق على ساحل المنامة، وهي المنطقة التي تعرف الآن باسم شارع الحكومة، فأنشآ بناية مكونة من 8 طوابق، لتصبح أعلى بناية في المنامة. وفي عام 1966 كانت «ناطحة السحاب» جاهزة للانتقال إليها، حيث انتقلت الشركة من مقرها في باب البحرين، حيث يعمل مكتب شركة يوسف خليل المؤيد وأولاده انطلاقاً من ذلك المبنى حتى يومنا هذا.
* مارست العمل التجاري مع والدك؟ كيف كانت صفات التاجر البحريني في ذالك الوقت ووالدك نموذجاً؟
كان والدي، طيّب الله ثراه، يتمتع بالبصيرة التي جعلته يمنحني بعضاً من الحرية، مع المحافظة على مراقبة الأنشطة المالية وتوسع الشركة في الوقت نفسه، ولذلك فإن شراكتنا معاً أثمرت نجاحاً بشكل جيد، إلا أن الوالد كان العمود الفقري ومصدر القوة لأعمالنا، وفي الوقت نفسه، مصدراً لبثّ روح الشباب والحماس بالنسبة لي. لقد توفي يوسف خليل المؤيد في عام 1996، ولكن ذكراه ما زالت عطرة وحيّة، من خلال أنشطته الخيرية المختلفة، حيث لا يزال مركز محمد يوسف المؤيد لعلاج الإدمان وإعادة التأهيل، الذي أسّسه الراحل يوسف خليل المؤيد، يلعب دوراً مهماً في إعادة تأهيل مدمني المخدرات وعلاجهم، وقد واصل هذا المركز لعب هذا الدور الإنساني النبيل منذ إنشائه. وكما هو شأنه في مجال الأعمال التجارية، لطالما كانت المجموعة في طليعة المهتمين بالأعمال الإنسانية، وهي جزء من رسالة المجموعة مؤسسة وطنية تسهم في تنمية المجتمع البحريني.
* كم كان رأس مالك في بدايتك التجارية؟
أنا انضممت الى العمل مع الوالد، يرحمه الله، عام 1966، وكانت مؤسسة صغيرة رأسمالها لا يزيد على 500 ألف دينار بحريني.
علاقتي بحاكم البحرين
عائلتنا كانت مقربة من حكام مملكة البحرين؛ فأذكر وانا صغير، كان والدي يصطحبني معه الى مجلس المغفور له الشيخ سلمان، حاكم البحرين، آنذاك، وكان مجلسه بسيطاً, كان يجلس بعد صلاه العشاء في الهواء الطلق. وبعد ذلك تطورت علاقتنا مع المرحوم المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان، وكذلك عموم العائلة المالكة، بالأخصّ صاحب السموّ الملكي الأمير خليفة بن سلمان، حيث عاشرته طوال فترة حياتي العملية.
* أنت أحد وجهاء البحرين وأثريائها، متى كانت نقطة التحول في حياتك؟
اعتقد أن إحدى اهم نقاط التحول في حياتي، عندما حصلت على وكالة سيارات"نيسان" عام 1968، وبعدها بفترة بسيطة بدأ النموّ الاقتصادي المتسارع، حيث قفز سعر النفط عام 1973، الى ارقام جديدة، وبدأت الانطلاقة الاقتصادية في الخليج.
* تترأّس مجلس إدارة عدد من الشركات والبنوك، حدثنا عنها؟
الان انا، وبفضل من الله، أترأس شركات عدة، عامة وخاصة؛ من العامة أترأّس بنك البحرين الوطني، وهو أكبر مؤسسة مصرفية اقتصادية في البحرين، وكذلك مجموعة فنادق الخليج، وعندنا أكبر مجموعة فنادق في البحرين، وكذلك شركة الاسواق الحرة، وشركة التأمين البحرينية. كما أترأس عدداً من الشركات العائلية.
* حدثنا عن برنامجك اليومي.
الان برنامجي اليومي أخفّ بكثير من قبل، حيث إن الاولاد تسلّموا أغلب المسؤوليات، ولذلك أبدأ يومي في العاشرة صباحاً، وأجلس في المكتب حتى الواحدة، أو الثانية ظهرا ً فقط. وعصراً أحاول تجنّب العمل والاستمتاع.
* عرف عنك الاهتمام بالجوانب الاجتماعية، حيث أسّست مركزاً لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، فما الهدف ؟
أنا مهتم كثيراً بالجوانب الاجتماعية، ومساعدة الشركات الناشئة، لكي تنجح في عملها، عن طريق التخفيف في المصاريف المبدئية عنها، كالإيجار والاتصالات، وأجهزة الكمبيوتر، فكوّنت جمعية لمساعدة صغار التجّار تسمّى
"Small & medium entrepreneurship Business SME" مساعدةً اجتماعيةً، لأنه في اعتقادي في حال نجاح أي شركة، سوف يعود بفائدة على الجميع، فتقوم بتوظيف بحرينيين، ما سيساعد على نموّ الاقتصاد. ومن أحد أهم مشاريع هذه الجمعية، بناء مجمّع للاطباء المبتدئين، لفتح عيادات لهم .
علاقتي بعملي وفريقي
* هل أنت مركزيّ في العمل؟
لا استطيع أن اكون مركزياً، فأنا رئيس مجلس إدارة شركات عدة، وأعتمد بصفة رئيسية على المديرين والمحاسبين والموظفين في تلك الشركات، وسياستي فقط مراقبة النتائج، والنصح في حالة طلبه ، أكثر من التدخل اليومي.
* هل تتوسّعون في مختلف المجالات، من خلال خطط مدروسة؟
التوسّع في كثير من الأحيان، كان عن طريق الحظ والمجازفة، أكثر من الدراسة؛ ففي السبعينات والثمانينات، كانت هناك فرص كبيرة بسبب النموّ الاقتصادي، وأسّسنا عدداً من الشركات الناجحة.
* كيف هي علاقتك بأصدقائك وموظفيك؟ ومن الأقرب إليك؟
أنا أثَمّن الموظفين الذين يعملون معي، وأعدّهم جزءاًً كبيراً من نجاحي، وأصرّ على اي مؤسسة أترأّسها ان توزع 10% من أرباحها السنوية على الموظفين، حسب اجتهادهم وقدرتهم، وهذا يكون حافزاً كبيراً للموظفين الذين هم رأس المال الحقيقي للشركة. وكل الشركات التي تربح يحصل الموظفون فيها على رواتب تصل من شهرين الى أربعة شهور. علاقتي بالجميع طيّبة، وليس لي خصومات مع احد. وأحاول تجنّب الخصام.
* كم موظفاً تدير في مختلف شركاتك اليوم؟
في الشركات التي تحت إدارتي، هناك على الأقل 7500 موظف.
* أين الترفيه في حياتك ؟
الآن بعد الجهد الكبير، بدأ وقت الراحة، لذلك اقضي الكثير من وقتي، في الاجتماع إلى الاصحاب، وتبادل الاحاديث، ولا أبذل مجهوداً رياضياً كبيراً، ولا يتجاوز مصروفي الشخصي ألف دينار شهرياً.
* ايّ مراحل حياتك كانت أكثر تأثيراً في شخصيّتك؟
فترة السبعينات والثمانينات التي كوّنت فيها نفسي، وحصلت على سمعة جيدة في التجارة والاعمال احمد الله عليها.
* ماذا أفدت من السفر والترحال في تلك الفترة؟
في فترة السبعينات والثمانينات كنت كثير السفر، لمقابلة شركات والتعرف إلى التغيّرات التكنولوجية.
* هل وصلت إلى النجاح الذي تتمنّاه ؟
انا راضٍ تماماً عمّا تحقق في مسيرتي، وأفتخر أنّي من اول من قدّر التكنولوجيا والكمبيوتر، وأعتقد أنّنا ثالثة شركة في البحرين تستخدم الكمبيوتر، بعد بابكو وشركة يوسف بن أحمد كانو. وأحمد الله أنني اترأّس الكثير من الشركات الناجحة.
* هناك شخصيات خلف كل نجاح، من الشخصيات التي لها تأثير في حياتك؟
من اكثر الشخصيات التي اثرت في حياتي، والدين بمثابرته على العمل إلى آخر يوم في حياته، برغم مرضه الشديد. وكذلك العمّ المرحوم أحمد كانو، من خلال جهده لتطوير عائلته، وجمعها تحت مظلة واحدة. وهذا ما حاولت ان انتهجه بعد وفاة الوالد، رحمه الله.
* تقول إنك تحمّلت المسؤولية مبكراً، كيف كان ذلك؟
لم اتحمّل المسؤولية الا بعد وفاة الوالد، وحاولت طوال حياتي ان اجعل العائلة متحدة، لنكون قوة اقتصادية من خلال التعاون.
* ما الذي كان يستهويك في فترة الشباب؟
كنت أمارس الرياضة كثيراً، كالتنس والسكواش.
* ما الذي يساعد على صناعة النجاح؟ وكيف ترى واقع الشاب الخليجي؟
سياسة النجاح في العمل هي فطرية اكثر من كونها دراسة، والشخص يحتاج الى المخاطرة والمجازفة بعض الاحيان، ليصل الى النجاح، على ألّا تؤدي هذه المخاطرة الى افلاسه؛ يخاطر بجزء من رأس ماله فقط.
المثابرة في العمل هي أحد اسباب النجاح ونطلب من الشباب الخليجي المثابرة في العمل، والعمل الجاد في بداية حياتهم، فكل الاعمال تحتاج الى عمل جدي للوصول الى النجاح.
* كيف تستطيع التنسيق بين أعمالك المختلفة؟
اهم نقطة في ادارة الاعمال، وترؤّس عدد من الشركات، هي تحويل المسؤولية "”deglutition of responsibility للموظفين الذين يعملون تحت مظلتك وتخويلهم اتخاذ القرارات اللازمة.
* هل تم تأهيل الجيل الثاني من أبنائك لإدارة أعمالك ومشاريعك؟
الحمدالله، كل ابنائي يعملون في الشركة في اماكن مختلفة، وكلهم سِيرهم ناجحة.
* هل واجهتك معوّقات في عملك؟ وكيف تغلبت عليها؟
في العمل التجاري دائماً تكون هناك معوّقات، ولكن الانسان عليه محاولة التغلب عليها. ومن المعوّقات التي واجهتني، هو تعرّض شركة "فورد" للمقاطعة، كما ذكرت سلفاً، وتغلبت عليها بالبحث والعثور على وكالات اخرى ناجحة.
* وكيف تتعامل مع الأزمات؟
الأزمات هي جزء من الحياة، ولكنها تحل بتحليل اسبابها والتغلب عليها.
* كيف تكسب ولاء الآخرين، لاسيّما العاملين معك؟
بالنقاش وسماع كل وجهات النظر، وعدم الإصرار على الرأي.
* أين تسير خطط شركاتك؟
كل واحدة من الشركات لها استراتيجية معيّنة للتطوير وتُراجع سنوياً.
* المسؤولية الاجتماعية.. أين هي الآن في شركاتكم؟
لقد أنشأنا مؤسسه خدمية، باسم الوالد، رحمه الله، وباسم الوالدة، وندعمها سنوياً من أرباح الشركة، وهذه المؤسسة للخدمات الاجتماعية ولمساعدة المحتاجين.
* مابين اعمالك التجارية والتراثية والخيرية، مانصيب أصدقائك ؟
أنا أعتزّ كثيراً بكل الاصدقاء والاهل، واحاول ان اساعدهم قدر المستطاع.
* ما فلسفتك في العمل ؟
الإتقان والنجاح.