مرسيدس-بنز "إس إل": اسطورية رشيقة في حلة جديدة
لندن: عادل مراد
يصل الطراز الجديد من سيارة مرسيدس – بنز "إس إل" الى الاسواق هذا الشهر بعد تجديد شامل لتصميمها الخارجي والعديد من انظمة تشغيلها. ويمكن الاختيار بين اربعة محركات في الطراز الجديد تبدأ من محرك سعته ثلاثة لترات بست اسطوانات يوفر لها 367 حصانا و500 نيوتن متر من عزم الدوران، وحتى فئة القمة "إس إل 65" بمحرك سعته ستة لترات مكون من 12 اسطوانة يوفر للسيارة قدرة 630 حصانا والف نيوتن متر من عزم الدوران. وبينهما يمكن اختيار محرك بثماني اسطوانات.
ويتراوح الانطلاق من الثبات الى سرعة مائة كيلومتر في الساعة ما بين 4.9 ثانية بالمحرك الصغير وحتى اربع ثوان فقط بالمحرك الكبير. اما السرعة القصوى فهي محددة الكترونيا في جميع الفئات بحدود 250 كيلومترا في الساعة. وينطلق الطراز الجديد بمحركات من الجيل الثالث تعمل بالحقن المباشر للوقود وشواحن توربينية مزدوجة واسطوانات مصنوعة من الالومنيوم.
ولكن الانطلاق في خط مستقيم ليس كل شيء في السيارات الرياضية خصوصا في هذه الفئة التي كانت اكثر التعديلات فيها تتعلق بالتعامل مع المنحنيات والزوايا وفي اسلوب القيادة والتحكم.
التعديلات الواضحة في الطراز الجديد كان اهمها التصميم الجديد للمقدمة والاضواء الامامية والخلفية والتعديلات على تشغيل السقف المتحرك. اما التركيز في الداخل فقد كان على تحويل السيارة الرياضية الى فاخرة من الطراز الاول بفتحات تكييف هواء كبيرة ومؤشرات قيادة دائرية واضحة.
ويأتي الطراز الجديد مجهزا بناقل حركة متفوق بتسع سرعات من نوع "9 جي ترونيك"، وهو يتوافق مع جميع محركات الطراز ويساهم في خفض استهلاك الوقود وفورية نقل السرعات، وهو سلس الانتقال بين السرعات المختلفة وسريع الاستجابة لمتطلبات التسارع. ولكن فئات "إيه إم جي" تأتي بناقل معدل من فئة "7 جي ترونيك" يتعامل بكفاءة مع تغيير السرعات وفقا لنمط القيادة الذي يختاره السائق. وهو مخصص لدواعي السباق على المضمار ويوفر مرونة عالية مع عزم دوران متفوق يحتاجه هذا النمط من التشغيل.
وعززت الشركة من وسائل الفخامة الداخلية بمقاعد جلدية رياضية يمكن ضبطها كهربائيا وتبريدها او تدفئتها. وهي مقاعد تتمتع بخاصية "ايرسكارف" التي ابتكرتها الشركة.وتوفر خاصية "ايرسكارف" مسام في الاطراف العليا للمقاعد تدفع بتيار من الهواء الدافيء حول رقبة السائق والراكب الامامي بحيث يمكن كشف سقف السيارة والاستمتاع بالقيادة المكشوفة حتى في الطقس البارد.
ويمكن الاختيار بين ثلاثة انماط من الاضواء الداخلية بين الاحمر والازرق والابيض، كما يمكن اختيار اضافة الساعة التقليدية في وسط لوحة القيادة. اما المقود فهو مصنوع من الماغنيسيوم بثلاثة اضلاع ويتضمن 12 زرا للتحكم تشمل انظمة تحكم في نظام الموسيقى ودرجة الصوت والهاتف. وتم تصميم المقود بقاع مستقيم ومفاتيح معدنية خلفية لنقل السرعات يدويا. وعند بداية التشغيل تتحرك مؤشرات القيادة دائريا حول محورها دورة كاملة قبل ان تعود الى موقعها الطبيعي.
من التجهيزات الفريدة الاخرى في السيارة حاجز الكتروني للرياح يحولها بعيدا عن ركاب السيارة، ونظام كروز الفعال متغير السرعة الذي يحافظ على مسافة آمنة بين السيارة ومركبات اخرى تتقدمها على الطريق. كما تحمل السيارة احدث انظمة الموسيقى والتسلية والاتصالات.
ويمكن في الطراز الجديد للسيارة "إس إل" فتح واغلاق السقف الصلب اتوماتيكيا حتى سرعة 40 كيلومترا في الساعة. وفي الطراز السابق كان يتعين احكام اغلاق السقف يدويا ولكن العملية تجري اتوماتيكيا بالكامل في الطراز الجديد. ويمكن اضافة خاصية "ماجيك سكاي" التي يمكن بها تحويل السقف من اللون الداكن الى اللون الشفاف بضغطة زر.
في التصميم الخارجي تغير شكل فتحة التبريد الامامية واكتسبت المصابيح شكل مشابه لمصابيح "إس كلاس" كما اعيد تصميم المصدات السفلية مع اضافة اضواء نهارية على المصابيح الرئيسية مع تصميم منبسط بلا تجاعيد لغطاء المحرك. وتأتي "إس إل" الجديدة بتصميم مختلف للمصابيح الخلفية ايضا.
واضافت الشركة لونين جديدين للطراز هما الازرق البراق والرمادي بالاضافة الى تصميمات جديدة للعجلات الرياضية.
وضمن التجهيزات الاساسية، تعمل المكابح الاتوماتيكية في الطوارئ لمنع التصادم، وهو نظام يعمل بالرادار ويرتبط بخاصية التحذير من الاقتراب من المركبات الاخرى. وتحمل السيارة ايضا نظام التعليق المتغير بالاضافة الى نمط القيادة الحاد "سبور بلس". ويمكن الاختيار ما بين خمسة انماط مختلفة من التعليق تبدأ بالاقتصادي وحتى النظام الفردي الذي يسمح للسائق بالتحكم في المتغيرات المختلفة حتى يتوافق الاختيار مع ما يفضله السائق. ويمكن اختيار التحكم الفعال في جسم السيارة الذي يشمل التحكم في درجة الميل عند المنحنيات.
كذلك يأتي ضمن الخيارات نظام المساعدة على القيادة بلس المكون من نظام المحافظة على مسافات آمنة من السيارات الاخرى، واسمه "ديسترونيك" مع نظام المكابح الفعالة ونظام التحذير من المواقف الخطرة بتفعيل المكابح، ونظام التحذير من النقاط العمياء بالاضافة الى المحافظة على حارة السير.
وتحمل السيارة اختياريا نظام "بريسيف بلس" لحماية الركاب في حالات الطوارئ التي يكون الاصطدام فيها محتملا. ويمكن ايضا اختيار نظام المساعدة على صف السيارة.
وعلى الطرق السريعة تتجاوب الاضواء الدايودية مع متطلبات الطريق اتوماتيكيا. وتتميز هذه الاضواء باستهلاك ضئيل للطاقة مع اتاحة اضاءة بيضاء تماثل ضوء النهار. وتتغير الاضاءة وفق حالة طريق ضمن خمسة انماط مختلفة.
ويقول عضو مجلس ادارة الشركة للمبيعات والتسويق، أولا كالينيوس، ان "إس إل" وحدها هي التي تقدم مزيجا فريدا من متعة القيادة والانجاز الرياضي مع الشعور بالراحة والفخامة والانطلاق الوثير. وهي تعد سيارة الاحلام التي تحقق رغبات سائقها بامكانيات تقنية عالية.
وتشير مصادر الشركة الى ان السيارة عملية للاستخدام اليومي خصوصا بعد ان ادخلت في الطراز الجديد المزيد من وسائل الراحة مثل التشغيل الاتوماتيكي للسقف وغسيل الزجاج الامامي بأسلوب جديد يضمن عدم انتشار الرذاذ الى داخل السيارة المكشوفة. ويتم ذلك عن طريق انابيب مائية ضمن المسّاحات نفسها تقطر الماء على الزجاج.
وتحتوي السيارة على شريحة اتصال دائم بالانترنت يمكن من خلالها الاتصال بخدمات مرسيدس للاتصال التي تغطي الطوارئ والاستشارة وتشخيص الاعطال ومتابعة مسار السيارة. وتتيح الشركة للمشتري اختيار نظام الموسيقى الذي يلائمه من بين عدة علامات مشهورة من بينها "فرونتباس" و"بانغ اند اولفسون" و"هارمان كاردون".
ويمكن اختيار خاصية التحكم عن بعد عن طريق الانترنت "ريموت اونلاين" التي يمكن بها استخدام الهاتف الذكي في تحديد موقع السيارة واغلاق الابواب او فتحها عن بعد وارسال وجهة نظام الملاحة الكترونيا الى السيارة. وتتعامل السيارة مع هواتف آبل عبر نظام "آبل بلاي".
ويشير اسم السيارة "إس إل" الى كلمتي "سوبر لايت" وهو اسلوب بناء السيارة بأخف المواد المتاحة مثل الالومنيوم والكربون. وكان جسم السيارة يبنى في السابق من قضبان مجوفة لخفض الوزن اما الان فالاعتماد الاساسي هو على المواد الجديدة. ويبنى هيكل الجسم من الالومنيوم في كتلة يقل وزنها بحوالي 110 كيلوغرامات عن الجسم المماثل من الصلب.
ويحتل طراز "إس إل" مكانة بارزة في تاريخ الشركة وهو طراز له انجازات متعددة في عالم رياضة السيارات عبر اكثر من 60 عاما.