ستيف بالمر.. التنفيذي الذي أفقد "مايكروسوفت" نصف قيمتها
قصي المبارك – دبي:
ستيفن أنتوني، المعروف بـ "ستيف بالمر"، رجل أعمال أميركي، وصاحب فريق "لوس أنجلوس كليبرز" ، لكرة السلة، والرئيس التنفيذي السابق لـ"مايكروسوفت".
وُلد ستيف في 24 مارس آذار 1954، في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان الأميركية، لوالديه بيتريس دوركين ذات الأصل اليهودي، وهنري بالمر المدير في شركة "فورد" الأميركية المصنّعة للسيارات، وهو مهاجر سويسري.
شغل بالمر منصب الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت"، منذ يناير / كانون الثاني 2000، ولغاية فبراير/ شباط 2014، وقدرت ثروته أواخر 2014 بــ 22.7 مليار دولار، محتلاًً المركز 21 في مجلة "فوربس" لأغنى رجال الأعمال الأميركيين.
عقب استقالته، استحوذ بالمر على فريق نادي "لوس أنجلوس كليبرز" الذي يلعب في دوري كرة السلة الاميركي، للمحترفين، مقابل ملياري دولار أميركي، وتفوق عرض بالمر لشراء الفريق على عرضين آخرين أحدهما من مجموعة يقودها ديفيد جيفن صاحب شركة "Geffen" للإنتاج الموسيقي، الذي قدم 1.6 مليار دولار، والثاني لمستثمرين من لوس انجلوس، عرضوا 1.2 ملياردولار.
وفي أكتوبر 2015 استحوذ بالمر على حصة في شبكة "تويتر"، بنسبة 4%، وضعته في المرتبة الثالثة، كأكبر المستثمرين فيها، بعد كل من ايفان ويليامز رئيسها التنفيذي السابق، الذي يمتلك 6.8% من إجمالي أسهم الشركة، يليه الملياردير السعودي الوليد بن طلال الذي يمتلك 5% من الاسهم، كما يتفوق بالمر على الرئيس التنفيذي الحالي، جاك دورسي الذي يمتلك حصة بنسبة 3% .
مسيرته في "مايكروسوفت"
انضمّ بالمر إلى شركة "مايكروسوفت"، يوم 11 يونيو/ حزيران 1980، وكان الموظف رقم 30 فيها، وأول مدير أعمال يوظّفه بيل غيتس. وفي بداية انضمامه إليها، حصل بالمر على راتب شهري قدره 50 ألف دولار أميركي، وامتلك 8% من أسهمها.
خلال السنوات العشرين التي تلت انضمامه إلى "مايكروسوفت"، تدرّج بالمر في عدد من المناصب، مثل مدير وحدة العمليات، ومدير وحدة تطوير الأنظمة، ومدير المبيعات. وفي فبراير/ شباط 1992، شغل منصب نائب الرئيس التنفيذي لوحدة المبيعات والدعم، إلى أن رُقّي إلى منصب رئيس مجلس الإدارة سنة 1998، حتى عام 2000، حيث عيّن رسمياً رئيساً تنفيذياً للشركة، خلفاً لبيل غيتس. وبموجب هذا المنصب كان بالمر مسؤولاً عن العمليات اليومية للشركة، ومشرفاً على شؤونها المالية، في الوقت الذي كان فيه بيل غيتس لا يزال في منصبه، رئيساً لمجلس الإدارة ومشرفاً على الرؤية التكنولوجية للشركة، بحكم المنصب الذي شغله تحت مسمّى "كبير مهندسي البرمجيات".
في 23 آب / أغسطس 2013 أعلنت الشركة أن الرئيس التنفيذي ستيف بالمر، سيستقيل من منصبه، خلال 12 شهراً، وسيتخلى عن مسؤولياته حالما يتوافر الشخص البديل. وشكل مجلس إدارة الشركة آنذاك لجنة خاصة بعضوية مؤسس الشركة بيل غيتس للبحث عن المرشّح المناسب، وذلك خلال 12 شهراً، سيستمرّ بالمر خلالها في منصبه رئيساً تنفيذياً مؤقتاً يدير شؤون الشركة، ريثما يُختار البديل لهذ االمنصب.
وكان ستيف بالمر عضواً بارزاً في قيادة "مايكروسوفت"، منذ انضمامه إليها في عام 1980، وتسلّم مهامه رئيساً تنفيذياً، بعد استقالة بيل غيتس عام 2000.
لم يتردّد بالمر، بالاعتراف عن بعض الأخطاء التي ارتكبها أثناء مسيرته في قيادة "مايكروسوفت"، ففي إحدى مقابلاته الصحفية، اعترف أن نظام "ويندوز فيستا" كان المنتج الأسوأ، أثناء مدّة توليه مقاليد الأمور في الشركة، معترفاً أنه أكثر قرار ندم عليه، إذ إن "ويندوزفيستا" نال الكثير من الانتقادات آنذاك، سواء من الخبراء، أو المستخدمين عند طرحه، وذلك لتعدد سلبياته، كما دفع سوء أداء "فيستا" "مايكروسوفت"، إلى التعجيل بإطلاق الإصدار "ويندوز 7"، الذي يعدّ نظام التشغيل الأكثر استخداماً في العالم.
أما عن أكثر ما يفتخر به "بالمر"، منذ وجوده في "مايكروسوفت"، بدءاً من عام 1980، فقد أشار إلى فترة الثمانينات والتسعينات، حيث أسهمت "مايكروسوفت" بشكل بارز في ولادة ما يعرف بـ "الحوسبة الشخصية الذكية"، التي أثرت في حياة البشر بشكل جذري، من خلال استخدامهم للتقنيات المتطورة، سواء على أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف.
ساتيا ناديلا وخلافة ستيف بالمر
في شهر فبراير/ شباط سنة 2014، أعلنت "مايكروسوفت"، أنها اختارت الأميركي من أصل هندي ساتيا ناديلا، ليخلف ستيف بالمر في منصب المدير التنفيذي للشركة. كما شغل ناديلا منصب رئيس إدارة المشروعات المسؤولة عن قسم الحوسبة وأدوات التطوير.
وتعليقاًً على تعيين ناديلا خلفاً لبالمر، قال بيل غيتس رئيس مجلس إدارة الشركة آنذاك: "في فترة التحول لا يوجد شخص أفضل من ساتيا ناديلا لقيادة "مايكروسوفت"، ساتيا قائد كفء لديه مهارات هندسية قوية ورؤية تجارية، وقدرة على التنسيق بين الأشخاص، رؤيته حيال كيفية استخدام التكنولوجيا في المستقبل هي بالضبط ماتحتاج إليه، "مايكرو سوفت" شركة تدخل في مرحلتها الجديدة من النموّ وابتكار المنتجات الجديدة.
شهدت فترة عمل بالمر في إدارة الشركة مراحل مهمة عدة، لاسيّما إعادة تشكيل نظام تشغيلها للهواتف الذكية، ودخولها في شراكة استراتيجية مع "نوكيا"، والبدء في دخول عالم الأجهزة، من خلال إطلاق الحاسب اللوحي "سيرفس".
وتعبيراًً عن فرحة المستثمرين باستقالة ستيف بالمر عن إدارة "مايكروسوفت"، قفز سهم الشركة بأكثر من 6%، ما أكسبه زيادة في ثروته بقيمة تصل إلى 769 مليوندولار.
وعندما تولى بالمر إدارة"مايكروسوفت" كانت القيمة السوقية للشركة، تقدر بنحو 600 مليار دولار، فيما تقدر قيمتها اليوم بأقل من 270 مليار دولار، ما يعني أن قيمة الأسهم السوقية انخفضت بأكثر من النصف، خلال الـ 13 سنة من إدارته.
يبرّر بالمر استقالته، بضرورة تحوّل "مايكروسوفت"، من مجال البرمجيات، والتوسّع إلى قطاع الأجهزة والخدمات. وقال في إحدى مقابلاته الصحفية: إن وجود قِسم الأجهزة داخل "مايكروسوفت"، يعدّ أمراً ضرورياً للغاية، ولايمكنها المواصلة دونه، خاصة فيما يتعلق بالهواتف الذكية. وذكر بالمر أن "مايكروسوفت"، مرّت بتجارب ناجحة مع بعض الأجهزة، مثل كمبيوتر"سيرفس" اللوحي الذي أطلق بالتوازي مع نظام التشغيل "ويندوز 8" المخصّص للحواسيب اللوحية، ومنصة الألعاب "إكس بوكس"، المنافسة لـ"بلايستيشن" من "سوني"، و"هولو لينز"، لكنه يرى أنه يتوجب على "مايكروسوفت"، اتخاذ سبيل أكثر وضوحاً بشأن التقنيات والأجهزة المحمولة.