أحدث 5 سيارات في العالم قيادة ذاتية و طاقة بديلة
الرجل – عادل مراد:
افتتحت شركات السيارات أول معارض العام في ديترويت، بإعلان التحدي على تطويع انواع جديدة من الطاقة، منها الكهرباء والهيدروجين، على الرغم من تدني أسعار النفط الى مستويات قياسية. وشمل معرض شمال اميركا الدولي للسيارات في ديترويت في دورته رقم 28 احتفاليات عدة للتصميم والهندسة والاعمال الخيرية ومحاضرات استشراف المستقبل. ولكن الواضح ان تدنّي اسعار النفط هذا العام بصورة قياسية، سرق الاضواء من تقنيات الطاقة البديلة التي تبدو غير مبررة، على الاقل من حيث مقارنة تكلفتها مع تكلفة محركات الوقود العضوي العادية.
وخصص اياماً عدة للاعلام والصناعة، قبل ان يفتح ابوابه للجمهور. واستعار فكرة ايام الصناعة من معرض فرانكفورت الالماني، وهو حدث يلقى اقبالا كبيرا في ديترويت، خصوصا أن 60 في المئة من موردي صناعة السيارات في العالم يعملون من ديترويت. ويصل عدد هذه الشركات الى 800 شركة يعمل فيها نحو 110 الاف عامل. ومعظمهم يأتي الى المعرض من اجل ابداء الاعجاب بالسيارات التي أسهموا في انتاجها.
وتشير احصاءات المعرض هذا العام الى حضور نحو خمسة آلاف صحافي من 60 دولة، وكان ثلث الاعلام الذي حضر المعرض من الاجانب. وظلت ديترويت تستقبل معرضا للسيارات فيها منذ اكثر من قرن باستثناء سنوات الحرب العالمية الثانية. وعقد اول معرض سيارات في المدينة في عام 1907.
ويعدّ معرض ديترويت الأول في جدول المعارض الدولية للعام الحالي. وتحاول الصناعة ان تتعايش هذا العام مع تراجع نسب النموّ في الاسواق الصينية، وهو ما انعكس على تراجع ارقام المبيعات من كل الشركات عن الارقام القياسية التي حققتها معظم الشركات في العام الماضي. ومازال تذبذب البورصات المالية وتراجع اسعار النفط والسلع الاولية ترسم صورة غير مستقرة للاقتصاد الدولي الذي انعقد في ظله هذا المعرض.
وعقدت دورة هذا العام على مساحة مليون قدم مربعة. وتوسع المعرض في استخدامه ادوات التواصل الاجتماعية للتعريف الفوري بأحداثه عبر تطبيقات الهاتف الجوال و"فيسبوك" و"تويتر". واستضاف عددا كبيرا من الزوار المشترين للسيارات الذين تعاقدوا على صفقات شراء. كما شهد الكثير من التحسينات في التصميم وتوسيع قاعات العرض مع تعزيز المراقبة الامنية.
ووفرت ادارة المعرض هذا العام الكثير من التقنيات الجديدة، مثل الزيارات الافتراضية للجمهور على موقع المعرض الالكتروني وتوفير المعلومات والصور على "فيس بوك" و"يوتيوب" و"تويتر". وزاره نحو مليون زائر. وشاهد الاعلام "غاليري" السيارات الفاخرة التي ضمّت هذا العام 25 سيارة سوبر من احدث ما قدمته الصناعة.
وينظم المعرض سنويا عشاء خيريا لنخبة من الضيوف لمشاهدة وتفقد هذه السيارات، وهي قاعة غير مفتوحة للجمهور. وكانت آخر أحداث المعرض ندوة خاصة عن التصميم وجوائز لأفضل جهود التصميم خلال العام.
وتلك نخبة من النماذج الجديدة التي عرضت في ديترويت هذا العام، وهي توضّح توجّهات التقنية والتصميم وتكشف عن سيارات سوف تصل الى الاسواق خلال عامي 2016-2017:.
بورشه 911 توربو: Porsche 911 Turbo سرعة 100 كيلومتر في ثلاث ثوان
اعتقد البعض ان طراز 911 توربو من بورشه، سوف يفقد بريقه عندما قررت الشركة ان تتحول جميع طرزها الى الشحن التوربيني في العام الماضي. ولكن العكس كان صحيحا في معرض ديترويت الاخير، حيث ظهر طراز 911 توربو بقدرات اعلى من السابق ومحرك يوفر للسيارة 533 حصاناً، بزيادة 20 حصاناً على المحرك السابق، مع الاحتفاظ بحجم المحرك عند 3.8 لتر وعدد اسطواناته الست على صف واحد. وتعني تعديلات المحرك انجازا افضل للسيارة التي تنطلق في جيلها الجديد الى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون ثلاث ثوان. وتحسّنت السرعة القصوى للسيارة ايضا الى 199 ميلاً في الساعة.
واكتسبت 911 توربو اضواء دايودية وفتحات تبريد بشكل جديد، وكذلك انابيب عادم مربعة الشكل وأضواء خلفية ذات تصميم جديد. كما اكتسبت السيارة عجلات اكبر بقطر 20 بوصة.
وفي الداخل كانت ابرز التحسينات مقوداً جديداً مستعاراً من الطراز الرياضي 918 سبايدر الذي يأتي بمفتاح لتغيير نمط الانطلاق بين العادي والرياضي والمضمار. وتأتي السيارة مجهزة بمقاعد رياضية وشاشة فعالة قياس 7 بوصات وتكييف لمنطقتين وكسوة جلدية ونظام بوز للموسيقى. ويتصل نظام الملاحة بالانترنت مباشرة، لتوفير معلومات حالة المرور للسائق. ويمكن للسائق ان يكتب وجهة السفر بيده على الشاشة بإصبعه، كما يمكن وصل الهواتف الجوالة الذكية بالسيارة لاسلكيا عبر بلوتوث.
وتأتي 911 توربو مجهزة بنظام التعليق الفعال ونظام بورشه للتحكم في الاستقرار مع حزمة "سبور كرونو" ضمن التجهيزات الاساسية. ومن الخيارات التي يمكن اضافتها للسيارة نظام الحفاظ على حارة السير بالرادار، ونظام آخر يرفع مستوى السيارة بنسبة اربعة سنتيمترات اثناء الانطلاق البطيء.
لنكولن كونتننتال: Lincoln Continental عودة الفخامة الهادئة
لم يختلف كثيرا النموذج المعدّ للانتاج من السيارة لنكولن كونتننتال في معرض ديترويت عن النموذج الافتراضي الذي سبق للشركة عرضه في معرض دبي الاخير. وهي سيارة تعد بعودة الفخامة التقليدية للسيارات الاميركية التي كان يظهر فيها نجوم السينما في الماضي. وتقول الشركة انها "فخامة هادئة" تركز على توفير جلسة وثيرة وانطلاقة واثقة بدلاً من التسارع الاهوج.
وتعتمد كونتننتال على محرك من نوع "إيكوبوست" سعته ثلاثة لترات بست اسطوانات، وهي مزودة بكاميرا محيطة ونظام كروز الفعال، ووقف تشغيل المحرك عند توقف السيارة. وفي الداخل يستمتع الركاب بنظام موسيقى من نوع ريفيل المزود بـ 19 سماعة في ارجاء السيارة. ويمكن تعديل المقاعد من 30 زاوية مختلفة كما يمكن ضبط المقاعد الخلفية ايضاً.
كما تتوقع مصادر قريبة من الشركة ان تعتمد كونتننتال على نظام دفع لكل العجلات المستخدم في بعض السيارات الاخرى التي تنتجها الشركة. والمتوقع ان يكون التركيز في هذا الموديل على الفخامة الهادئة التي يرددها رئيس الشركة كومار غالهوترا شعاراً لها، بحيث تتهادى بالركاب في انطلاق وثير يشبه سيارات الليموزين.
من ابرز معالم التصميم في كونتننتال الجديدة اختفاء مقابض الابواب في الاطار المعدني الذي يحيط بالنوافذ. وما أن يتم الضغط على اسفل الاطار حتى ينفتح الباب. كما ان السقف من نوع "الكتروكروماتيك" يتغير من اللون الداكن الى الشفافية وبالعكس بضغطة زر.
وتبدو شركة لنكولن حاليا في مسار ايجابي يقوده كومار غالهوترا الذي يؤكد ان متاعب السوق الصينية لن تؤثر في مبيعات لنكولن فيها. وكانت الشركة قد دخلت السوق الصينية في عام 2014 وباعت فيها في اول اعوام وجودها في السوق نحو 11 الف سيارة، مقارنة بأكثر من مئة الف سيارة باعتها في السوق الاميركية. وتبني الشركة حاليا شبكة موزعيها في منطقة الخليج.
لكزس "إل سي 500": Lexus LC500 من الرصانة إلى الإثارة
على رغم الاعتمادية شبه المطلقة وجمال التصميم، فإن علامة لكزس كان يؤخذ عليها ارتباطها الوثيق بالشركة الأم تويوتا واستغراقها في الرصانة وأساليب التصميم التقليدية. ولكن هذه المعايير انقلبت رأساً على عقب بعد الكشف عن الطراز التجريبي المثير "إل إف - إل سي". والآن انتجت الشركة فئة "إل سي 500" وهي النموذج العملي المعدّ للانتاج من الفئة التجريبيبة. وكانت سيارة لكزس الجديدة احدى نجمات معرض ديترويت الاخير، حيث تنافس الشركة بهذه السيارة الكوبيه في الدرجة الاولى سيارات مثل مرسيدس- بنز إس إل. وهي بأربعة مقاعد منها مقاعد رياضية امامية بمستوى منخفض مع لوحة قيادة عصرية فيها لمسات فخامة مثل مفاتيح نقل السرعة المصنوعة من الماغنيسيوم.
وهي تعتمد على محرك سعته خمسة لترات بثماني اسطوانات يوفر لها قدرة 467 حصاناً و527 نيتون متر من عزم الدوران. ويرتبط المحرك بناقل حركة اتوماتيكي بعشر سرعات، وهو يستخدم للمرة الاولى في شركة لكزس. وتشير الشركة الى زمن انطلاق الى سرعة 100 كيلومتر في الساعة قدره 4.5 ثانية.
وهي مصمّمة على شاسيه جديد من الشركة يعتمد على الدفع الخلفي. وتستخدم الشركة العديد من المواد الجديدة الخفيفة فيها منها السقف والابواب المصنوعة من خلائط الكربون ومكونات نظام التعليق المصنوعة من الالومنيوم.
وقدّم السيارة في معرض ديترويت رئيس شركة تويوتا، اكيو تويودا الذي وصف السيارة بأنها "سوغوي"، وهي كلمة يابانية تعني جبّارة، وذلك بعد ان قادها على مضمار الشركة. وتفكر الشركة حالياً في انتاج نموذج رياضي من السيارة يتبع قطاع "إف" في الشركة.
أودي "إتش ترون": Audi H-tron كواترو هيدروجينية
هذا النموذج الافتراضي لسيارة رباعية رياضية من أودي لفت الانظار في معرض ديترويت، لأنه يعتمد على خلايا وقود الهيدروجين، وهي اول محاولة عملية من شركة اودي في هذا المجال. وتحاول اودي بهذا الطراز ان تدخل مجال المنافسة في قطاع جديد تقوده حالياً شركة بي إم دبليو بفئة "إكس 6" وهي فئة رباعية رياضية بجسم رياضي يشبه الكوبيه على قاعدة رباعية.
المواصفات الفنية تشير الى قدرة 282 حصاناً وانطلاق الى سرعة 100 كيلومتر في اقل من سبع ثوان. وهي ليست بالقدرات المتفوقة في القطاع ولكن اهم ما فيها انها تقطع مسافة 373 ميلا قبل الحاجة الى اعادة الشحن. كما ان شحنها بالهيدروجين لا يستغرق اكثر من اربع دقائق. وهي لا تفرز اي عادم. وتدفع السيارة محركات كهربائية توفر خلايا الوقود الطاقة لها بدلاً من البطاريات. كما انها صامتة في التشغيل تماماً، مثل السيارات الكهربائية. وتدفع المحركات العجلات الاربع بنظام كواترو الذي ابتكرته شركة اودي.
وهي تزخر بكثير من التقنيات الجديدة، مثل السقف المكون من خلايا شمسية والاضاءة الداخلية التي يمكن ان تتغير الوانها. وهي تعتمد على التعليق بضغط الهواء الذي يسمح بتغيير نسبة ارتفاع المركبة عن سطح الارض. كما انها توفر امكانات القيادة الذاتية وصفّ السيارة تلقائيا، وهو نظام مماثل لما تستخدمه شركة تيسلا التي تنتج سيارات كهربائية. ومن المتوقع ان يكون النظام جاهزاً للاستخدام في عام 2017، ويطبّق للمرة الاولى عمليا في طراز "أيه 8" الجديد. وتعد "أتش ترون" هي اول سيارة تستخدم شاشة معلومات مقوسة داخلها. ولكنها مع ذلك تواجه تحديات عدة منها انخفاض اسعار النفط من ناحية، وعدم وجود بيئة تحتية لخدمة شحن الهيدروجين في محطات الوقود، من ناحية اخرى.
- مرسيدس بنز "إي كلاس": Mercedes-Benz E Class القيادة بالتكنولوجيا
كشفت شركة مرسيدس بنز للمرة الاولى عالمياً عن الجيل الخامس من طراز "إي كلاس" الجديد في معرض ديترويت قبل ان تصل الى الاسواق في ربيع العام الجاري. وقامت "الرجل" بتجربة السيارة عملياً في البرتغال في الشهر الماضي. وترى الشركة ان هذا الطراز هو "الاكثر تقدماً تقنيا في القطاع والاحدث بين جميع سياراتها". وهي اول سيارة مرسيدس يمكن تحديثها لاسلكياً عن طريق ادخال البرامج الحديثة اليها. كما انها الاقرب بين سيارات القطاع الى فكرة القيادة الذاتية. وبدأت الشركة بفكرة تحديث الخرائط والوظائف غير الحيوية حتى لا تمنح اي فرص للهاكرز بالدخول الى نظم السيارة الحيوية الخاصة بالسلامة.
في التصميم الخارجي تشبه السيارة اختها الكبرى في القطاع "إس كلاس" وهي اكثر انسيابية من الاجيال السابقة، وتكتسب اضواء دايودية. وفي الداخل تحمل شاشة مساحتها 8.4 بوصة، مع خيار شاشة اكبر بحجم 12.3 بوصة. ويمكن استبدال مؤشرات لوحة القيادة التقليدية بلوحة رقمية يختار السائق ان يعرض عليها ما يروق له من معلومات.
وللمرة الاولى تستخدم الشركة أزراراً باللمس الخفيف على المقود للتحكم في انظمة السيارة، كما يمكن استخدام خاصية التحكم بالصوت في الوظائف. ويمكن الاختيار من بين فئات عدة، منها أفان غارد المريحة في التعليق مع خيار التعليق بضغط الهواء.
وهناك عدد من المحركات التي يمكن الاختيار من بينها مجموعة ديزل للاسواق الاوروبية ومجموعة بترولية لاسواق العالم، ومنها اسواق الخليج. كما تطرح الشركة فئة هايبرد بالشحن الخارجي قبل نهاية العام الجاري، فضلاً عن فئة رياضية قوية هي "أيه إم جي إي 63".
من التقنيات المتاحة خياراً اضافياً نظام "درايف بايلوت" وهو نظام ملاحة اتوماتيكي يسمح بالقيادة التلقائية على مسافة آمنة من السيارة التي تتقدم "إي كلاس" على الطريق، وحتى سرعات 130 ميلا في الساعة. ويمكن للسيارة ان تتوقف و تتحرك على منحنيات غير شديدة اتوماتيكيا. وتعتمد السيارة في ملاحتها على الكثير من الوسائل المتكاملة، منها الكاميرات والرادار وإشارات الهواتف الجوالة التي يحملها ركاب السيارات الأخرى.