قرارات العام.. كيف نلتزمها من دون تملّص؟
19 يوليو 2016
ألمانيا - مايا مشلب:
جميعنا نقطع وعوداً في بداية كل عام، آملين بتحقيقها، مع انقضاء الأشهر الاثني عشر المقبلة. بعضنا يصوّب مقرراته على الصحة العامة وما تطوله من مجالات، من خفض الوزن الاجمالي الى ممارسة الرياضة واتباع نمط حياة صحي وسليم، بهدف خفض نسبة التوتر العام. فيما يقرّرالبعض الآخر إضافة مهارات معيّنة الى محفظته، أو الانطلاق في تأسيس شركة ما. مهما كانت هذه المقررات، فالمؤكد ان معظمنا ينكث بهذه المقررات بعد مرور الاشهر الثلاثة الاولى فقط.
في هذا التقرير نضع بين ايديكم عدداً من الخطوات، علّها تساعدكم في التزام وعودكم، لئلا ينقضي عام تشعرون في نهايته بالعجز، أو بأن الوقت قد مرّ سريعاً، من دون ان تلمسوا أي نتائج.
- الوقت: هناك بعض القرارات التي نتحجّج بأنه قد تعذّر تطبيقها بسبب ضيق الوقت. في المقابل، معروف ان الوقت المناسب يمكن ايجاده، متى أيقن المرء أنه قادر على تنظيم جدول أعمال يومه. لذلك إن قررت، على سبيل المثال، تخفيف وزنك، فعليك أولاً أن تجد الوقت لاستشارة اختصاصي تغذية، وممارسة الرياضة مرتين الى ثلاث في الاسبوع. لتطبيق هذه القرارات، عليك ان تحذف نشاطاً روتينياً اعتدت القيام به، من اجل تخصيص هذا الوقت لهدفك الجديد. بمعنى آخر، الهدف المرجوّ تطبيقه، يجب ان يحتل صلب اولوياتك، ويدخل قائمة اعمالك اليومية، وإلا فلن تجد "الوقت المناسب" على الإطلاق.
- حدد هدفك: لا تبقِ قرارك أسير العموميات، وإلا تبخّر في الاشهر الثلاثة الاولى. على سبيل المثال، إذا قررت توفير المال، لكي تتمكن في نهاية العام من شراء سيارة او شقة، أو القيام برحلة طويلة، فعليك ان تنظر في التفاصيل. بمعنى آخر، عليك أن تحدّد المبلغ المنوي توفيره كل شهر أو كل أسبوع. مقابل هذا القرار، من المهم أن تحدّد النشاطات أو المصاريف التي يجب الاستعداد للتخلي عنها او التضحية بقسم كبير منها. من خلال هذه الطريقة، يمكنك أن تحدّد في ختام كل شهر إذا تمكنت من تطبيق قرارك ام لا.
- حدد نجاحك: الخطة التفصيلية تبقى مهمة، لحسن تنفيذ القرار. وما يعزّز فرص تطبيق الوعود او التزامها، هو القدرة على قياسها؛ إذا قررت على سبيل المثال ان تتمتع بقوام رشيق، فعليك ان تتبع حمية لإنقاص الوزن، وبالتالي عليك ان تحدّد اولا ما هوعدد الكيلوغرامات المنوي التخلص منها، لتتمكن في نهاية العام من تحديد نسبة النجاح. كما يمكنك أيضا ان تقيس أسبوعاً بأسبوع مدى التزامك هذا القرار. من جهة أخرى، إذا أخفقت في التزام الحمية الغذائية طوال اسبوعين او شهر واحد، يمكنك أن تشدّ عزيمتك وتستجمع قواك لتواصل المسيرة.
- الصبر والعزيمة: لطالما شكلا مفتاحاً أساسياً للنجاح. اجعلهما رفيقيك كلّ يوم. فهما يبعدان عنك اليأس والاحباط، ويجعلان التطلع الى آفاق مشرقة أمراً ممكناً. كن صبوراً ومجتهداً في تنفيذ قراراتك. الصبر يعني كذلك، وضع قرارات واقعية يمكن بلوغها ضمن 12 شهراً. أما إن أخفقت فلا تستسلم، أو تقسُ في الحكم على نفسك. تذكر أن الخطوات الجديدة تحتاج منا جميعا إلى القيام بمجهود اضافي وأحيانا مضنٍٍ، لذلك لا مانع من الفشل، شرط ان تليه العزيمة الكافية للانطلاق من جديد. فلا تحوّل التعثر عذراً للتخلي عن احلامك او قراراتك، بل حوّلها تجربة تتعلم منها.
- أعلم المقرّبين منك: عندما تتخذ قراراً معيناً، يبقى إطلاع الاهل او العائلة او المقربين منك عليه أمراً مساعداً، خصوصاً إذا كانوا من النوع الذي يمدّك بالتشجيع والتحفيز للقيام بالأفضل. في هذا المجال، لا بدّ من التذكير بضرورة توخّي الحذر في وسائل التواصل الاجتماعية، التي تزدحم بحلقة كبيرة ممّن هم جاهزون دوماً للانتقاد.
- خطوة خطوة: نحن لا نتحدث عن القرارات اليومية الصغيرة، بل عن القرارات الكبرى التي تتطلع إلى تحقيقها، وتتطلب منك بذل جهود اضافية او حتى مضاعفة. في هذه الحال، حدد أولوياتك، ولا تثقل كاهلك باتخاذ الكثير من القرارات الكبرى التي يجب تطبيقها في عام واحد. بمعنى آخر، إذا كان وقتك ونمط حياتك وقدرتك على التحمّل لا تسمح بتبنّي الكثير من القرارات مجتمعة، منها تعلم مهارة جديدة او لغة جديدة وتأسيس عمل جديد والانجاب مثلاً. في هذه الحال، تقدم خطوة تلو الأخرى، بحسب درجة الاهمية، والا وجدت نفسك معرضاً للفشل بنسبة أكبر. تذكر ان تحقيق هدف واحد يبقى خيراً لك من الفشل في تحقيق ثلاثة اهداف، مع ما يرافقه من شعور بالفشل والعجز.