أصغر أعضاء إدارة غرفة جدة نصّار السلمي: القبيلة لم توصلني بل نتائج التصويت
جدة - علي المقبلي:
لم يمنع الخوف رجل الاعمال السعودي الشاب المهندس نصار السلمي من خوص غمار تجربة العمل الحر متسلحاً بخبرة إدارية سابقة، فضلاً عن الإصرار والعزيمة لكسر روتين العمل الحكومي. انطلاقة السلمي لم تكن وليدة يوم فمشروعه الريادي جاء نتيجة مجموعة من التجارب السابقة في الاعمال التجارية مع والده؛ هذه التجارب شكلت خارطة طريق واضحة المعالم له جعلته يقدم على الخطوة بكل ثقة وإصرار. حظي بثقة المجتمع الاقتصادي بجدة، ليحصد أعلى الاصوات، ويحجز مقعده في مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية، ليصبح أصغر عضو مجلس إدارة.
يحمل السلمي صفات متميّزة وله بصمات إبداعية في الاعمال التجارية. خرج المهندس نصار من دائرة التمسك بالوظيفة، واقتحم عالم التجارة والمال والأعمال، متسلحاً بخبرة والده، التي تسربت إليه بالفطرة، هذا الشاب يحمل فكراً لا يقل طموحاً عن طموح الكثير من الشباب، ولكن وجه الاختلاف أنه يمتلك زمام المبادرة والإصرار. اكتسب من أبيه الكثير من أمور التجارة، ومن أهمها الصبر والإخلاص في العمل. تشارك مع أخيه في افتتاح ركن في سلسلة مطاعم «ريدان» يلبّي حاجة العملاء في الحصول على «الحلا» الذي يحتاجه الإنسان بعد تناول الوجبة الرئيسة. وفي عام 2004 أسس شركة «الجونة» المتميّزة للحلويات والحفلات الخارجية، التي أتى اسمها على اسم ابنته الجونة. نفى السلمي الذي اكتسح التصويت في انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة وجود خلافات بين اعضاء المجلس، مشيراً أنها مجرد شائعات، ومؤكداً في السياق نفسه أن أصوات القبيلة ليست الوحيدة التي حجزت له مقعداً بين تجار جدة، لكن نتائج التصويت أثبتت ان هناك أصواتاً كثيرة جاءت من خارج قبيلته.
وهنا تفاصيل الحوار مع رجل الأعمال السعودي المهندس نصار السلمي:
* نبدأ معك عن البدايات حدثنا عن نشأتك كيف كانت ؟
نشأت في مدينة جدة في بيت محافظ يسود الودّ والاحترام بين أفراده، المراحل الاولى من دراستي كانت في جدة، ثم التحقت بجامعة الملك عبد العزيز، وفي أثناء دراستي الجامعية تدربت مع والدي على العمل التجاري حتى تخرجي، وبدأت بعدها في العمل في مجال الحلويات والحفلات والإعاشة، وأنشأت أول شركة رائدة في هذا المجال.
* عشت في عائله تجارية، أين وصلت اليوم أعمالكم ؟
اليوم أنا عضو في مجلس الإدارة في مجموعة السلمي التي تتضمن شركة ريدان شركة سعودية مساهمة، وشركة القلزم، وعدداً من الشركات الأخرى. كما أنني رئيس مجلس الإدارة لشركة الجونة للحلويات والحفلات المتميّزة، وعضو مجلس إدارة في الغرفة التجارية الصناعية في جدة وعضو جمعية المهندسين السعوديين وعضو جمعية الاقتصاد السعودية وعضو جمعية الإدارة السعودية.
* هل كنت مدللاً في طفولتك وولدت وفي فمك ملعقة ذهب؟
لا اعتقد ذلك، لكنني كأي طفل ينال من والديه الدلال والاهتمام، أما فيما يخصّ الشق الآخر من السؤال فهي ليست ملعقة ذهب، فمنذ صغري كنت وإخواني نساعد الوالد، حفظه الله، في عمله وكان وضعنا الاقتصادي متواضعاً قليلاً، لكن منّ الله علينا بكرمه وفضله بعد ذلك.
* التعليم في حياتك، من أين بدأ وإلى أين وصل ؟
انهيت بفضل الله دراستي الجامعية من جامعة الملك عبد العزيز وتخرجت سنة 2000، وحصلت على شهادة بكالوريوس هندسة كهرباء تخصص حاسبات، واتجهت بعدها للمجال العملي وحصلت على دورات تدريبية داخل المملكة وخارجها.
* ما نقطة انطلاقة وتحولك من مجال الدراسة إلى الدخول في المجال الاستثماري والتجاري ؟
كما ذكرت سابقاً، بدأت الحياة العملية مبكراً فكنت اساعد الوالد في الكثير من اعماله حتى في ايام الدراسة.
* كيف هو برنامجك اليومي؟ وهل حقا أن رجال الأعمال لا يجيدون إدارة أوقاتهم؟
يبدأ بعد صلاة الفجر بتناول طعام الفطور مع العائلة وبعدها اتوجه إلى مقر الشركة أو مكتبي، وأنجز اعمالي اليومية حتى الساعة 5 عصراً، ومن ثم أعود لأقضي بعض الوقت مع ابنائي. إدارة الوقت أمر صعب جداً في ظل هذا التسارع الضخم، لكنه مفيد ويؤثر في كل امور الحياة.
* ألم يؤثر عملك وسفرك في حياتك الأسرية، خصوصاً في وجود الأبناء؟
لا اخفي عليك يوثر في بعض الأحيان، لكنني أحاول قدر المستطاع أن امنح عائلتي وأطفالي الجزء الاكبر من وقتي.
* حدثنا عن الأبناء.
الأبناء زينة الحياة الدنيا، ونسأل الله أن يحفظهم من كل مكروه وفي الحقيقة يجب متابعتهم جيداً وتوجيههم وتربيتهم تربية حسنة، ليستطيعوا مواجهة مواقف الحياة المختلفة، ورزقني الله أربعة أبناء، وهم مشاري والجونة وزياد ونوف.
* ماذا عن علاقتك بالمقربين منك ؟
مع كل هذه الانشغالات الحياتية نحاول الإبقاء على جسور التواصل مع الأقارب والمقربين، وهذا ما امرنا الله به من صلة الرحم، ووالدي، حفظه الله، عودنا أنا وإخوتي على الاجتماع كلنا في بيت العائلة كل يوم جمعة ونقضي كل اليوم سويةً.
* أين الترفيه في حياتك؟
قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.
* هل ترى أنك وصلت إلى ما تريده من نجاح؟
راضٍ بكرم الله وفضله، وأنا بفضله سبحانه دائماً أطمح إلى الأفضل، فلا يوجد سقف لطموحاتي.
* كيف ترى التحدي وتجاوز الصعاب ؟
احب التحدي ومواجهة الامور وتجاوز الصعاب، وكما قال الشاعر ابو القاسم الشابي: ومن يتهيّب صعود الجبال/ يعش أبَــدَ الدهــر بيــن الحــفرْ
* هل يعني هذا أن هناك علاقة ودية بينك وبين التحديات والصعاب؟
ليست ودية بالمعنى الدقيق، لكن تجاوز الصعاب يعني صعود سلم النجاح، فكلما تجاوزت احدى الصعاب، تجاوزت درجة من درجات النجاح.
* خلف كل شخصية ناجحة أشخاص أسهموا في ذلك النجاح، ماذا عن هذه الشخصيات؟
من أهمها والداي وزوجتي حفظهم الله لي.
* ما أبرز المواقف الصعبة التي مرت بك، في بدايات عملك التجاري؟ وكم كان رأس المالي الذي بدأت به ؟
المواقف كثيرة، وهي كالتي واجهت كل رجال الأعمال في بداياتهم. ورأس المال الذي بدأت به هو 3 ملايين ريال سعودي.
* ما التحدي الذي يواجه الشباب اليوم في سوق العمل؟
إيجاد فرص العمل المناسبة وتوفيرها من قبل الشركات العامة والخاصة،
وكذلك اتساع هذا السوق وتنوعه، فيجب على الشباب معرفة ما يريدون، ليكونوا قادرين على الصمود في سوق الأعمال.
* ولكن ما شأن التعليم والأسرة والمجتمع؟ أليس الشاب مسؤولين عن تصرفاتهم؟
الاسرة هي اساس كل شيء في هذه الحياة، ودورها مهم في تنشئة الشباب تنشئة صالحة، ويسهم بعد ذلك التعليمم والمجتمع في تطوير مهاراتهم ومميزاتهم التي اكتسبوها من الاسرة.
* ما نقطة ضعفك ؟
لا يوجد نقاط ضعف ولله الحمد.
* وماذ عنك داخل الأسرة، أنت ضعيف أمام من ؟
لا تسمّه ضعفاً، إنما رفق ولين لأسرتي وكلمة طيبة، ولا أخفيك أنني ضعيف أمام ابنتي نوف من شدة حبي لها وتعلقي بها.
* هل يعني ذلك أنك متعاطف مع النساء عموما؟
أجل متعاطف؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بهنّ "رفقاً بالقوارير".
* ما مفهومك للنجاح؟
أرى أن النجاح يعني القدرة على تحقيق الأهداف المرسومة. فإن كانت لدى شخص معيّن أهداف محددة واستطاع من خلال خطوات عملية وأساليب إدارية واجتهادات ذاتية، تحقيق تلك الأهداف، فإنه يُعدّ ناجحاً وكذلك المجتمع الذي يرسم تحقيق أهدافه العامة إذا استطاع من خلال قنواته ومؤسساته تحقيق أهدافه، فإنه المجتمع الناجح.
* هل ترانا مجتمعاً نفتقد ثقافة النجاح؟
ثقافة النجاح موجودة والأمثلة كثيرة في المجتمع، وفي ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين، نتطلع لتنفيذ أفكار تؤدي إلى هذا النجاح وتطبيقه على أرض الواقع.
* إلى أين وصل مجتمعنا في نطاق الإعلام الاجتماعي؟
وصلنا إلى مراحل متقدمة وخاصة ما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي، من تطور من شبابنا الواعد في طرح الافكار والنقد البناء غالباً والتركيز على مشكلات المجتمع وطرق حلها.
* نحن من أغنى الدول، ولكن برأيك ما الذي ينقصنا؟
ينقصنا التخطيط السليم لاقتصاد قوي يعتمد على المعرفة والابتكار ومشاركة القطاع الخاص، ولعل برنامج التحويل الذي يقوده سموّ وليّ وليّ العهد، الأمير محمد بن سلمان بداية الطريق الصحيح .
* نصار السلمي الإنسان، ما الذي يتمنّاه؟
أتمنى أن يسود الأمن والأمان في جميع بلاد المسلمين وأن يديم على هذا البلد أمنه وأمانه ويحفظ قادته.
* ما هي استثمارتك؟ وحدثنا عن صناعة الحلويات أين وصلتم بها، وما المستقبل لشركتكم ؟ وكم حجم استهلاك السعودي من الحلويات؟
نحن نستثمر في المجال العقاري وكذلك الضيافة والتغذية والحفلات؛
يومياً هناك جديد في مجال الحلويات والتطوير مستمر ونحاول في شركتنا دائماً منح الأفضل لعملائنا، ولمزيد من التطور نقوم حالياً بإنشاء مشروع ضخم، وهو مصنع لإنتاج الحلويات والشوكولا والمخبوزات في المنطقة الصناعية، بمساحة 24,000 متر مربع، الذي يتناسب مع الطلب الكبير والاستهلاك في السوق السعودية ودول الخليج.
* كيف تتعامل مع موظفيك؟ وكم عددهم اليوم؟
أتعامل معهم كأخ لهم، قبل أن اكون مديراً عليهم، وهذا يسهم في منحهم الثقة بالشركة وبإعطاء كل ما لديهم من طاقة لها. وعدد الموظفين هو800.
* هل من مناصب قيادية تتقلدها نساء في شركتك ؟
أجل، يوجد مناصب عدة تقلدتها المرأة في الشركة وهن:
مديرة الجودة والتطوير، ومديرة قسم التعبئة والتغليف، ومديرة العلاقات العامة.
* دخلت مجلس إدارة غرفة جدة حدثنا عن التجربة ؟
كانت تجربة مميّزة وجيدة للاحتكاك برجال الأعمال والاطلاع على المشكلات التي تواجه قطاعات الاعمال المختلفة وهموم شباب الأعمال وتطلعاتهم.
* يقال إن القبيلة هي التي أوصلتك إلى كرسي مجلس إدارة غرفة جدة.
كيف يكون ذلك وأغلبية من صوّت لي في الانتخابات هم من خارج القبيلة حسب الإحصاءات، ومن استندوا إلى هذه الشائعات لم يثبتوا صحة ما قالوا.
* هل فعلاً هناك صراعات داخل مجلس غرفة جدة ؟
سمعت عن هذه الشائعات لكن لا يوجد شيء من ذلك.
* لماذا استبعد جيل الشباب من مناصب نواب المجلس ؟
لم يستبعد من هذه المناصب، ولكن عادة منصبا الرئيس ونائبه يحتاجان من لديهم الخبرة في هذا المجال. كذلك، لم يتقدم أحد من الشباب لهذا المناصب حتى يتم استبعاده.
* تبقّى عام او عامان من الدورة الجديدة، هل ستخوض الانتخابات القادمة؟
الوقت مازال مبكراً لاتخاذ مثل هذا القرار، فنحن في منتصف الدورة الحالية ولحين انتهائها يُحدث الله ما يشاء.
* أنتم حالياً شركة عائلية تديرون إحدى كبرى الشركات لصناعة الغذاء، كيف تدار الشركة؟
الأعمال في الشركة مقسمة فيما بيننا، وكل يؤدي دوره على أكمل وجه، ونستعين بأهل الخبرة في المجال من الخبرات المحلية والعربية والعالمية، ونحاول استقطاب أفضل الكفاءات.
* نصيحة تختم بها اللقاء لشباب الأعمال ؟
أنصحهم بالجهد والمثابرة وخدمة هذا الوطن وأن المستقبل لهم لقيادة اقتصاد البلد والتوجه للمشاريع التي فيها ابتكار، حتى نصبح من الدول المنتجة وفي مصاف الدول العظمى. يجب على شباب الأعمال أن يجددوا روح الأعمال، وأن لا يستعجلوا النجاح، وأن يسعوا لبنائه خطوة خطوة، وأن يتجهوا لنجاح ثابت ليس ببرّاق غير ثابت، وأن يعتمدوا على الله عز وجل فهو من يهب النجاح.