من هي ملالا يوسف اصغر فائزة بجائزة نوبل للسلام
ملالا يوسف اصغر فائزة بجائزة نوبل للسلام
منذ سبعة سنوات وتحديدًا عام 2009 كتبت فتاة مدونة مجهولة عن وضع الحياة تحت سلطة منظمة طالبان الإرهابية في شمال غرب باكستان، وسرعان ما اكتشفت هوية الفتاة التي تدعى "ملالا يوسف زاي" لتتم محاولة اغتيالها من قبل مقاتلي التنظيم لكن القدر شاء لها أن تنجو لتكون أصغر من يفوز بجائزة نوبل بحصولها على جائزة نوبل للسلام.
ولدت ملالا عام 1997 في منطقة مينغورا شمال غرب باكستان ويعتبر والد ملالا زيادين يوسف زاي هو الملهم الأساسي لأفكار ابنته، حيث كان يدير مدرسة خاصة لتعليم الفتيات والأطفال في منطقته وكان يحض ابنته على التعلم والتكلم بحرية ونصحها باكتساب كل ما تستطيع من المعرفة وهنا يتضح كيف وضع الوالد بذرة حب المعرفة والعلم في أفكار ابنته، وهكذا تعرض زيادين لتهديدات بالاغتيال وقتل عائلته بسبب إصراره على إبقاء أبواب المدرسة مفتوحة لكل من يرغب بالتعلم، ولم يعلم أن الوحشية ستصل بالإرهاب لمحاولة قتل فتاة عمرها 12 عامًا!
إذ أن ملالا في عمر الثانية عشرة كتبت مدونة لموقع بي بي سي التابع للمحطة الشهيرة حول وضع الحياة في ظل تهديد طالبان المستمر لمنطقتها، وأجريت معها لقاءات عديدة و صور الصحفي في مجلة نيويورك تايمز آدم إيليك وثائقيًا عن حياتها في تلك الظروف الصعبة مما دفع بالعديد للتعاطف مع قضيتها وتم ترشيحها لجائزة الأطفال للسلام العالمي.
لكن المنعطف المفصلي في حياة ملالا كان محاولة اغتيالها بسبب دعوتها لحماية حق الفتيات في التعليم، حيث أطلق عليها مقاتل الرصاص في رأسها بهدف قتلها ولكنها نجت بأعجوبة مما منحها تعاطفًا عالميًا وارتفعت الدعوات لإيقاف الظلم الذي تتعرض له فتيات باكستان تحت قمع الإرهاب، وتم نقلها إلى بريطانيا لتمر بمرحلة علاجية طويلة وصعبة لتخرج منها بسلام وتستمر في دفاعها عن حقوق الإنسان والفتيات خصوصًا في التعليم والحرية والمساواة.
عام 2013 أصدرت ملالا كتابها الأول باسم "أنا ملالا" ولعل أجمل ما قالته في كتابها الجملة التي تقول "لم ندرك أهمية أصواتنا إلا عندما أجبرنا على الصمت" وأكدت أن السلاح قد يستطيع إجبار الإرهاب على التراجع لكن العلم والتعليم هو الوحيد القادر على إنهائه بشكل تام ، وتقول "التعليم هو أقوى الأسلحة في العالم".
كل ذلك النضال توج بفوز ملالا بجائزة نوبل للسلام عام 2014 كما صنفتها مجلة تايم كواحدة من أكثر 100 شخص تأثيرًا في العالم لثلاثة أعوام على التوالي عدا عن فوزها بجائزة سيمون دو بوفوار لحقوق المرأة وهي اليوم سفيرة للنوايا الحسنة وافتتحت منظمتها الخاصة لرعاية شؤون الإنسان والمرأة وتدعى "ملالا فاند"، كما أعلنت ملالا دعمها لمنظمة "هي فور شي" التي أسستها الممثلة البريطانية إيما واتسون والتي تعنى بحماية حقوق المرأة وتوعيتها حول دورها في المجتمع.
مسيرة طويلة ما زالت أمام ملالا يوسف زاي لمنح حق التعليم لصديقاتها في باكستان اللاتي يعانين من القمع والاضطهاد، لكن الأمر يبدو غير مستحيل بالنسبة لفتاة لم تتجاوز السابعة عشرة وتحدت الموت والإرهاب لتقف على منصة أهم جائزة في العالم لتقول للجميع: " أنا ملالا ومن حقي أن أتعلم".