خمسة أسباب لتحطم الطائرات بعيدًا عن الإرهاب
الرجل: دبي
تتعدد أسباب تحطم الطائرات وتداخلت ما بين الأخطاء البشرية والكوارث الطبيعية، وإن أعتقد البعض أن الإرهاب هو السبب الأكثر احتمالا إلا أن مدير السلامة المدنية ووحدة الأمن في جامعة ليستر سيمون اشلي بينيت حدد خمسة أسباب رئيسية لكوارث الطيران.
خطأ الطيار: تعتبر الطائرات من الآلات المعقدة والتي تتطلب الحيطة والحذر في التعامل معها، ويتحمل الطيار الكثير من المسؤولية، خاصة وانه خط الدفاع الأخير عندما تسوء الأمور بشكل كارثي. وتتطلب منه وظيفته الإنخراط في كل مرحلة من مراحل الرحلة، وتدارك الخطأ خاصة ذلك الذي يتعلق ببرمجة الكومبيوتر لإدارة الطيران الجوي بشكل صحيح ومعرفة كمية الوقود التي يحتاجها. ولقد ارتفعت في الآونة الأخيرة نسبة حوادث الطائرات الناجمة عن خطأ الطيار إلى ٥٠٪، لكنها تبقى مرتبطة بمدى قدرة الطيار على التعامل مع الأزمات واتخاذ القرارات بشكل سريع، ففي يناير ٢٠٠٩ اصطدمت طائرة ايرباص A320 بسرب من الطيور بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار لاجوارديا في نيويورك، فما كان من الطيار تشيسلي سولينبرجر الا اخذ قرار الهبوط الإضطراري بشكل سريع جدا في نهر هدسون وإنقاذ حياة جميع من كانوا على متنها وعددهم ١٥٥ راكبا.
الأخطاء الميكانيكية: تشكل الأخطاء الميكانيكية نحو 20٪ من كوارث الطائرات، على الرغم من التحسينات في تصميم وجودة تصنيع المحركات والتي أصبحت أكثر موثوقية اليوم مما كانت قبل نصف قرن، فإنها لا تزال تعاني في بعض الأحيان من الفشل الكارثي، ففي عام 1989 أدى تحطم شفرة من مروحة المحرك رقم واحد الموجود في الجهة اليسرى إلى فقدان القوة في طائرة بوينج ٧٣٧-٤٠٠ المتوجهة من بلفاست الإيرلندية إلى ميرلاند الأميركية، وكان من الصعب على الطيار قراءة العطل بشكل صحيح فما كان منه إلا أنه أغلق محرك رقم أثنين الموجود في الجهة اليمنى، فتحطمت الطائرة بالقرب من مدرج مطار ايست ميدلاندز ما أسفر عن مقتل 47 وإصابة الكثيرين، بمن فيهم الطيار ومساعده الأول. وفي حادثة أخرى واجهت طائرة الايرباص ايه 380 التابعة لشركة كانتاس الاسترالية مشكلة في احد محركاتها الأربعة بعد وقت قصير في إقلاعها في رحلة من سنغافورة إلى سيدني وعلى متنها 459 راكبا. وبفضل مهارة الطيارين هبطت الطائرة المنكوبة بأمان، حيث طلب الطيار الإذن بالعودة إلى سنغافورة حسب الإجراءات المتبعة.
الظروف المناخية: تشكل الظروف المناخية حوالي ١٠٪ من كوارث الطائرات، وعلى الرغم من وفرة المساعدات الإلكترونية مثل البوصلات الجيروسكوبية، والملاحة الفضائية تحليل بيانات الطقس، إلا أن الطائرات لا تزال تتأثر بالعواصف والثلوج والضباب. ففي ديسمبر 2005، حاولت طائرة ساوثويست ايرلاينز ١٢٤٨ الهبوط في عاصفة ثلجية أثناء رحلتها من مطار بالتيمور واشنطن الدولي إلى مطار شيكاغو حيث انزلقت على المدرج وتحطمت في خط السيارات، مما أسفر عن مقتل طفل. وقبل خمسين عاما تحطمت الطائرة التي كانت تقل فريق مانشستر يونايتد الانجليزي لكرة القدم خلال رحلة العودة إلى بلاده من بلجراد عاصمة يوغوسلافيا السابقة بعد إعادة تزويد الطائرة بالوقود في مطار ميونيخ بالمانيا، ومحاولاتها الثلاثة للخروج من المأزق الناتج من الثلوج التي كانت تغطي مدرج الهبوط لمطار ميونيخ ريم، وتسبب ذلك الحادث في مقتل 23 شخصا من بين 44 كانوا على متنها. ومن حوادث سوء الأحوال الجوية الأكثر شهرة هي ما حدث في فبراير ١٩٥٨ عندما تحطمت طائرة ركاب بمحركين تابعة للخطوط الجوية البريطانية أثناء محاولة إقلاعها من مطار ميونخ-ريم، ولقد أشارت التحقيقات إلى أن الطائرة فشلت في تحقيق سرعة الإقلاع، ويعود السبب بحسب ما أفاد بعض الركاب الناجيين إلى سوء الحالة الجوية ووجود الصواعق والبرق.
أسباب تخريبية: تشكل عمليات التخريب حوالي ١٠٪ من كوارث الطائرات، وعلى الرغم من أنها قليلة لكنها مأساوية عندما تحدث، ففي العام 1970 تم خطف خمس طائرات في عملية واحدة أطلق عليها اسم «داوسون الميداني»، حيث تم اختطاف أربع طائرات في يوم واحد من قبل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وتم تحويل طائرتين إلى حقل داوسون في صحراء الأردن، وتحرير الـ ٣١٠ راكباً منها.
الأخطاء البشرية: تساهم الأخطاء البشرية بشكل كبير في كوارث الطائرات، مثل الأخطاء التي يرتكبها المراقبين الجويين، مزودي الوقود، مهندسي الصيانة، وفي بعض الأحيان يضطرون إلى العمل في دوامات طويلة ما يزيد من نسبة حصول الكوارث، ففي عام ١٩٩٠وبعد دقائق على إقلاع طائرة بريتيش آروايز 5390 سمع صوت مدو في مقصورة رحلة، حيث طار الزجاج الأمامي وجذب الطيار من الفتحة وألصق جسمه بجانب الطائرة، حينها أصيب مساعد الطيار في حالة هلع، لكنه تصرف بشجاعة وقوة وهبط بنجاح، ولقد كشفت التحقيقات أن سبب الكارثة يعود لعدم تركيب الزجاج بطريقة صحيحة من قبل أكبر شركات الصيانة في العالم.