فقدان حاستي الشم والذوق: الاسباب والعلاج
مايا مشلب – برلين:
غالبيتنا نعتبر ان حاستي الشم والذوق امر عادي مسلّم به، لا يستحق منا اي اهتمام او انتباه او حتى تقدير. لكن ما يجهله كثيرون اننا معرضون لفقدان هاتين الحاستين، إما لفترة وجيزة أو متوسطة او حتى نهائية، وذلك تبعا لاختلاف الحالة المرضية التي يعانيها المرء.
ما من شك ان عدم القدرة على شم رائحة الطعام والتلذذ بطعمه، سيكون امرا صعب التعايش معه، إذ انه يؤدي الى فقدان لذة الاكل والرغبة في تذوق اطباق معينة دون سواها. كما قد تولّد هذه المشكلة خطرا، حين يعجز المرء عن شم حريق او انبعاث غاز في ارجاء المنزل او المكتب او المكان الموجود فيه. اللافت ان هاتين الحاستين مرتبطتين الى حد كبير. فحاسة الشم تؤثر مباشرة في حاسة الذوق. لذلك عندما تصاب الاولى، تتأثر الثانية حكما، وذلك يعود الى في هذا التقرير، نعرض الأسباب التي تؤدي الى فقدان هاتين الحاستين او احداهما:
فقدان حاسة الشم: الواقع ان الشم يحصل عندما تتطاير بعض الجزيئيات من عطر او طعام او ازهار فتلتقطها مستقبلات الشم وهي عبارة عن خلايا عصبية في الانف، فترسل اشارات الى منطقة معينة في الدماغ لتحليل المعلومات. لذلك اي شيء قد يعترض عمل هذه الآلية او يعرقل طريقها، يؤثر سلبا في حاسة الشم. الاسباب متنوعة ومتشعبة، نذكر ابرزها.
- التقدم في السن قد يشكل احد الاسباب، لكن فقدان هاتين الحاستين او احداهما ليس جزءا ضروريا من الشيخوخة. إنما ما هو مؤكد ان أنوف المتقدمين في السن، أي أولئك الذين تخطوا الستين، تتمتع بعدد أقل من مستقبلات الشم وبصغر حجم البصلة الشمية. مما يعني ان القدرة على الشم تنخفض مع العمر.
- تناول بعض الادوية، كالادوية المهدئة للاعصاب او ادوية بعض انواع السرطان، المضادات الحيوية، الادوية الخاصة بأمراض القلب.
- التعرض لمواد كيميائية وشعاعية في مكان العمل او بسبب الخضوع لعلاجات معيّنة، العلاج الإشعاعي لسرطان الرأس والعنق.
- التدخين أو التعرض لدخان السجائر بطريقة مستمرة.
- الاصابة بأمراض معينة كالألزهايمر والباركنسون. كما يعتبر فقدان حاسة الشم إحدى الاشارات الاولى للاصابة بالالزهايمر. الاصابة بالامراض الايضية كداء السكري او انخفاض نشاط الغدة الدرقية... الخ.
- الاصابة بحالات وراثية نادرة.
- التعرض لإصابة في الرأس، او تضرر الالياف العصبية او المنطقة الشمية.
- مشكلات في الجيوب الانفية، حساسية، التهابات في الاغشية الانفية، الزوائد الانفية (اللحميات) وما يمنتج عنها من التهابات تطال الجيوب الانفية.
- الاصابة بالانفلوانزا التي تؤثر في الجهاز التنفسي.
- تعاطي المخدرات.
فقدان حاسة التذوق:
إضافة الى الاسباب السابق ذكرها، نعرض الآتي:
- فقدان التذوق يتعلق بالاصابة بعدوى في الفم او التهاب، علما ان التدخين يلعب ايضا دورا سلبيا.
- بعض أنواع الادوية تتسبب بجفاف الفم، او بالعطش الزائد، مما يؤثر بشكل مباشر في مستقبلات التذوّق.
- الادوية المضادة للحساسية.
العلاجات:
- عند فقدان حاسة الشم بسبب الاصابة بانفلوانزا، فمن المفضل انتظار الشفاء من المرض لاستعادة الحاسة.
- إذا لم تعد حاسة الشم بعد الشفاء من الانفلوانزا، من المستحسن استشارة الاختصاصي في الانف والاذن والحنجرة، لتحديد السبب. عادة ما يتم اخضاع المريض لتنظير في الانف، او لصورة أشعة لتحديد مكمن المشكلة.
- إذا تبين ان الخلل ناتج عن وجود زوائد أنفية، فالجراحة غالبا ما تكون الحل.
- اذا كان تناول عقار معين هو المسبب، فيمكن مناقشة الامر مع الطبيب للتوصل الى حل. المهم، الا تبادر الى ايقاف الدواء من دون استشارة الاختصاصي.
- تناول بعض الفيتامينات قد يشكل احد الحلول.
- إذا كنت مدخنا، فالحل بسيط وبين يديك، يكفي الاقلاع عن التدخين والانتظار فترة معينة لاستعادة الحاسة المفقودة.
- هنا بعض العلاجات المرحلية التي تستند الى مضادات حيوية، أو بخاخات مضادة للاحتقان.