تعرف إلى التمرينات الأكثر إفادة للصحة العقلية
05 مارس 2016
الرجل: دبي
وجدت دراسة حديثة أن بعض أنواع التمرينات الرياضية قد تكون أكثر فعالية من غيرها لتعزيز صحة الدماغ. وقام العلماء للمرة الأولى بمقارنة التأثيرات العصبية لأنواع مختلفة من التمرينات، مثل الجري، والأيروبيكس ورفع الأثقال والتدريبات عالية الكثافة والمجهود. وأظهرت النتائج المفاجئة التي تم التوصل إليها أن اللجوء إلى نوعية التمرينات الصعبة قد لا يكون الخيار الأفضل لضمان تعزيز صحة الدماغ على المدى الزمني الطويل.
تحفيز دماغي: وبينما يقال إن التمرينات تغيّر تركيبة ووظائف الدماغ، جاءت دراسات أجريت على حيوانات وأشخاص، لتقول إن النشاط البدني يزيد عمومًا حجم الدماغ، ويمكنه أن يقلل عدد ومقاس الثقوب المرتبطة بالعمر داخل المادتين البيضاء والرمادية في الدماغ.
كما ثبت أن التمرينات الرياضية تقوّي عملية تكوين الخلايا العصبية للأفراد البالغين، وهي العملية المقصود بها إنماء خلايا دماغية جديدة في دماغ ناضج بالفعل.
المشي وركوب الدراجات: ووجدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن التمرينات الرياضية (في صورة ركوب دراجة أو استخدام جهاز المشي) تُضاعِف أو حتى تزيد بمقدار 3 أضعاف عدد الخلايا العصبية الجديدة التي تظهر بعد ذلك في منطقة الحصين، وهي منطقة رئيسة في الدماغ مسؤولة عن مهارات التعلم والذاكرة مقارنة بأدمغة الحيوانات التي تظل ساكنة.
وقد ركزت تلك الدراسات السابقة الخاصة بالتمرينات الرياضية وتكوين الخلايا العصبية على جري المسافات. ووجدت تلك الدراسة البحثية الحديثة التي أجراها باحثون في جامعة جيفاسكيلا الفنلندية، بعد تخصيصهم مجموعة تمرينات لكل مجموعة من فئران التجارب، حدوث مستويات مختلفة للغاية على صعيد تكوين الخلايا العصبية، اعتمادًا على الطريقة التي مارس بها كل حيوان التمرينات الخاصة به. واتضح أن الفئران التي كانت تستخدم العجل أظهرت مستويات قوية على صعيد تكوين الخلايا العصبية، وأنه كلما زادت المسافة التي قامت الفئران بركضها خلال وقت الدراسة، كلما زاد عدد الخلايا الجديدة، التي باتت تحتويها أدمغتها الآن. وبالنسبة إلى فئران تدريبات الوزن، فرغم أنها أصبحت أقوى عند نهاية الدراسة أكثر من بدايتها، إلا أنها لم تُظهِر زيادة يمكن تمييزها على صعيد عملية تكوين الخلايا العصبية.
التمارين الهوائية: ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في هذا السياق عن الدكتورة ميريام نوكيا، زميلة البحوث لدى جامعة جيفاسكيلا التي قادت تلك الدراسة البحثية، قولها: "جاءت النتائج التي توصلنا إليها على الفئران لتكشف النقاب عن أن التمارين الهوائية (الأيروبيكس) قد تكون الأكثر إفادة لصحة الدماغ لدى البشر أيضًا".
واستطردت قائلة: "لا تعني النتائج أن الركض وغيره من تمرينات التحمل المعتدلة فقط هي التي تقوّي الدماغ، فتدريبات الوزن والتدريبات عالية الكثافة ربما تؤدي إلى أنواع مختلفة من التغييرات في أماكن أخرى في الدماغ. فربما تشجّع على سبيل المثال على إنشاء أوعية دموية إضافية أو إنشاء وصلات جديدة بين خلايا الدماغ أو بين أجزاء مختلفة من الدماغ".