جلد الرجال وسيلة لشفائهم من عقمهم
26 فبراير 2016
الرجل: دبي
يمكن أن يشهد علاج العقم ثورة حقيقية بعد نجاح علماء في تصنيع حيوان منوي من الصفر في المختبر. إلا أن معوقات أخلاقية ستثار بشأنه خصوصًا أنه إذا ما نجح فإنه قد يجعل الاستغناء عن الرجل ممكنًا مستقبلًا عندما يتم تصنيع الحيوانات المنوية لاحقًا من جلد المرأة.
يمنح الإنجاز الاستثنائي أملًا لأعداد لا تُحصى من الرجال، الذين يتمنّون أن يصبحوا آباء، بينهم كثيرون أُصيبوا بالسرطان في طفولتهم فقدوا خصوبتهم بسبب المرض. ويعني الاختراق العلمي أن الحيوانات المنوية التي تُنتج في المختبر من استخدام جلد الرجل تتيح له إنجاب أطفال ينتمون إليه وراثيًا. ويعاني نحو سُبع المتزوجين من صعوبة في الإنجاب. ورغم أن عدم الخصوبة يرتبط تقليديًا بالمرأة، فإن سبب المشكلة قد يكون الرجل بقدر المرأة. وفي حين أن التلقيح الاصطناعي يمكن أن يساعد الرجال، فإن كثيرين يُقال لهم إن حل مشكلتهم بهذه الطريقة ليس ممكنًا. ويتسم تكوين حيوان منوي في الجسم بالتعقيد، ويستغرق زمنًا طويلًا، حتى إن تصنيعه في المختبر كان يُعد متعذرًا. وحقق العلماء بعض النجاح في السنوات الأخيرة، ولكن الدراسة الجديدة التي أُجريت في الصين هي الأشمل والأكثر وعدًا حتى الآن.
نجح فريق من العلماء في جامعة نانجيغ الطبية في تصنيع حيوان منوي من جلد فأر، والأكثر من ذلك أنهم استخدموه لتخصيب بويضة، أدى إلى إنجاب فئران صغيرة. ومما له أهمية أن صغار الفئران ولدت سليمة متعافية، وكبرت، حتى إنها توالدت وأنجبت فئرانًا أخرى، كما أفادت مجلة "سيل ستيم" Cell Stem في تقرير عن الإنجاز الصيني.
وبدأ فريق العلماء الصينيين بأخذ خلايا جذعية جنينية يمكن تحويلها إلى أي نوع من الأنسجة لتصليح ما تتعرّض له أعضاء الجسم من تلف. واستخدموا خليطًا من المواد الكيميائية والهورمونات وخلايا الخصية لتحويل الخلايا إلى "نطف أرومية"، هي بمثابة الحيوان المنوي في المرحلة الأولى من نشوئه، بلا ذنب، لكنها مع ذلك قادرة على تخصيب البيوض.
ويعتزم الباحثون البدء بتصنيع حيوان منوي بشري في وقت قريب، بحيث يمكن استخدامه في عيادات التلقيح الاصطناعي في غضون عشر سنوات. وكان مصدر الخلايا الجذعية التي استُخدمت في الدراسة أجنة، ولكن استخدام جلد الإنسان كمادة في بداية تصنيع الحيوان المنوي الجديد يتيح له إنجاب أطفال يكونون أطفاله وراثيًا.
وقال الباحث جياهاو شا إن الدراسة "تبشّر بوعد هائل لعلاج العقم عند الرجال". أضاف شا إنه "بسبب عدم جدوى العلاجات الحالية لكثير من المتزوجين فإننا نأمل بأن يتمكن بحثنا من تحسين معدلات النجاح في علاج العقم عند الرجل بدرجة عالية".
واتفق خبراء بريطانيون وأميركيون معه، قائلين إن إنجاز العلماء الصينيين يمكن أن يحدث انقلابًا في علاج العقم بالتلقيح الاصطناعي، ولكنهم حذروا من أن ما ينجح مع الفئران لا ينجح دائمًا مع البشر. ويتسم عامل السلامة بأهمية بالغة في مثل هذه الأبحاث.
ونقلت صحيفة الديلي مايل عن الدكتور تيري هاسولد من جامعة ولاية واشنطن أن الطريقة الصينية "يمكن أن تحدث ثورة في الإنجاب بالمساعدة الطبية كما نعرفه". وأضاف إن عيادات التلقيح الاصطناعي كلها ستعتمد هذه الطريقة على الأرجح.
واعتبر البروفيسور آلان بايسي الخبير في مشاكل الخصوبة عند الرجل في جامعة شيفيلد البريطانية أن التمكن من إنتاج حيوان منوي اصطناعي "إنجاز استثنائي". ولكنه أشار إلى جملة قضايا أخلاقية، بينها إمكانية الاستغناء عن الرجل في الإنجاب مستقبلًا. ومن الإمكانيات الأخرى تصنيع الحيوان المنوي من خلايا جلد المرأة نفسها.