الحمام الفخم أولوية ملاك الطائرات الخاصة
لندن -عادل مراد:
لاحظت شركات تجهيز الطائرات الخاصة ان نسبة اعمار المسافرين عليها تنحفض دوريا الى ما بين الثلاثين والخمسة واربعين عاما. ولهذا الجيل الجديد مطالبه التي تختلف عما كان يطلبه الجيل السابق من مستخدمي الطائرات الخاصة. يقول جون بيير الفانو، المدير الفني للتصميم في شركة "اير جيت ديزاين" ان اهم المطالب التي يصر عليها العملاء هي توفير الراحة والفخامة اثناء السفر مهما كانت التكليف.
واهم هذه المطالب الجديدة التي يذكرها ألفانو وتعمل الشركات المتخصصة على تلبيتها:
- عزل الضوضاء خصوصا في الاركان المخصصة للنوم على متن الطائرة. وتقوم بهذه المهمة شركات متخصصة عبر العديد من الوسائل التي تزيد من تكلفة الطائرة الخاصة.
- العناية بالحمامات بحيث يستطيع رجل الاعمال المسافر الاستمتاع بدوش قبل الهبوط من الطائرة. ويعتمد تركيب الدوش والحمام الفاخر على حجم الطائرة التي يجب ان تكون من القطاع المتوسط او الكبير.
- توجيه بعض الاهتمام الى المطابخ بحيث يمكن تحضير وجبات خمس نجوم اثناء الطيران. ويطلب زبائن الطائرات توجيه بعض اهتمام التصميم الى المطابخ بحيث تبدو هي الاخرى حسنة المظهر.
- يأتي التصميم الداخلي في الاهتمام الاول لاصحاب الطائرات الخاصة. ويبتعد الجيل الجديد عن التصميمات التقليدية ذات الوان البيج والرمادي الى الوان توفر مناخا جديدا للسفر. وهم يفضلون ايضا المساحات المفتوحة التي تشعرهم بالانطلاق والتصميمات الحديثة التي تناسب اذواقهم. ويستخدم العديد من العملاء طائراتهم الخاصة في انجاز الاعمال ولذلك فهم يرغبون في ان تعكس الطائرة شخصياتهم. وتستخدم الطائرات الخاصة لزيادة الانتاجية وايضا للترفيه.
- يتوجه الكثير من الاهتمام في الطائرات الخاصة نحو المقاعد. ويتم اختيار التصميم والالوان والمواد بدقة. وتتم استشارةالعميل في كل المراحل وتصميم المقاعد وفقا لرغبته في حجمها ولونها وتجهيزاتها بما في ذلك خاصية المساج.
- يتوجه الكثير من الاهتمام الى اختيار المواد ويفضل بعض العملاء ان يكون السجاد من الحرير وبتصميمات خاصة وان تكون الجلود من افخم الخامات، وكذلك تصميم الاضاءة وتوزيعها في ارجاء المقصورة.
وييمكن تنفيذ هذه الديكورات الحديثة على الطائرات العاملة في السوق حاليا عند تجديدها. ويمكن طلب تجهيزات المكاتب الحديثة او تركيب طاولة طعام تكفي لنحو 30 شخصا. وتقول شركات تجهيز الطائرات ان زبائنها يقررون العديد من العوامل المتغيرة مثل توقعات عدد الركاب الذين سوف تحملهم الطائرة. وعلى هذا الاساس يتم تحديد عدد المقاعد المطلوبة على متن الطائرة ومعالم التصميم العام للمقصورة.
ولذلك يمكن القول ان معظم التجديدات والابتكارات في التصميم الداخلي لمقصورات الطائرات الخاصة يكون مدفوعا برغبة العميل الذي يريد مستويات الفخامة نفسها اثناء الطيران التي يتمتع بها وهو على سطح الارض.
شركات مثل "اير جيت ديزاين" ترى ان العملاء يتركون مسألة الابتكار في التصميم للخبراء لكي تخرج لهم في النهاية تصميمات مبهرة تحقق لهم احلامهم. واحيانا يلفت الانتباه تصميم غير عادي يحتوي على حوض للاسماك الاستوائية ولكن ما يلفت نظر الاثرياء اكثر هي تلك اللمسات البسيطة التي ينفذها خبراء التصميم مثل براعة التشطيب للسجاد واختيار انواع الاخشاب ذات التصميمات الدقيقة.
ويستثمر العملاء حاليا في توفير الطيران الهاديء بحجب الضوضاء، وتوفر بعض الطائرات الحديثة مستويات متفوقة من الهدوء والصمت اثناء الطيران. وتحول هدوء الطيران الى اولوية بعد ان تعود اصحاب الطائرات على المعيشة الهادئة في المنزال والسيارات، مما دفعهم لطلب ذلك في الطائرات ايضا.
ويتم تخميد الضوضاء في الطائرات الخاصة عن طريق تركيب مواد عازلة للصوت داخل تجاويف جسم الطائرة، معادخال السجاد والعديد من المفروشات ناعمة الملمس. ويجب الحرص في اختيار هذه التعديلات على الطائرات حتى لا يزداد وزنها وبالتالي يزيد استهلاكها للوقود.
وتسمح معدلات الضوضاء في الطائرات العادية بإجراء محادثة بصوت عادي الى مسافة قدمين بين الركاب ولكن مستويات خفض الضوضاء وصلت الان الى امكانية اجراء محادثة بالصوت العادي عبر مسافة تصل الى 16 قدما.
ويتم ايضا استخدام مواد جديدة من شأنها خفض الضوضاء وامتصاصها بنسبة النصف. وتتصاعد تكلفة هذه التجهيزات وفقا للخبراء الذين يقدرون تكلفة تجهيز طائرة صغيرة بحوالي 35 مليون دولار ترتفع الى 90 مليون دولار في حالة تجهيز طائرة من الحجم الكبير.
من ناحية اخرى زادت طلبيات الطائرات الخاصة في العام الماضي بنسبة ثمانية في المائة وتم تسليم 722 طائرة جديدة حول العالم. وكانت اكثر الطائرات نجاحا في طلبيات التسليم الطائرة فينوم 300 التي تنتجها شركة امبرير البرازيلية. وهي تعمل في القطاع الصغير وتنقل ستة ركاب وسلمت منها الشركة في العام الماضي 73 طائرة. وهي طائرة معروفة في قطاع الايجار حيث تجمع بين الانجاز والمدى وبين اقتصادية التشغيل. ولكن نجاح الشركة في مبيعات هذه الطائرة لم يتكرر في الطائرات الاخرى التي تنتجها والتي انخفضت بوجه عام في كل القطاعات. وباعت الشركة طائرتين فقط من طراز ليغاسي 500 الكبيرة، واحدة في البرازيل والاخرى في الولايات المتحدة.
ولكن اقوى الشركات انجازا في القطاع الكبير كانت شركة بومباردييه الكندية، حيث بلغ عدد طلبيات الطائرات غلوبال 5000 و6000 نحو 80 طائرة. وتعد طائرات غلوبال بأنواعها من الطائرات المفضلة من الطيارين، وهي تعمل في القطاع الكبير وتطير بين القارات. وتنتج منها الشركة عدة انواع تحت اسماء غلوبال اكسبرس وغلوبال 5000 وغلوبال 6000. والى جانب قطاع غلوبال شهدت شركة بومباردييه ايضا ارتفاعا ملحوظا في مبيعات طائرات ليرجيت الصغيرة التي باعت منها 33 طائرة. وتعود طائرات ليرجيت الى سابق شعبيتها بفضل اقبال الطيارين الاميركيين عليها وضاعفت الشركة من مبيعاتها في العامين الاخيرين.
وحققت شركة غالف ستريم انجازا جيدا بمجموعة طائراتها من انواع "جي 280" الصغيرة و"جي 650" الكبيرة. كما سجلت شركة سيسنا ايضا انجازا مرموقا بزيادة 14 فيالمائة في تسليم طلبيات طائراتها من انواع "سايتيشن تن". وبدأت الشركة ايضا في تسليم احدث طائراتها من نوع "سايتيشن إم 2".
وفيما يتعلق بالمنافسة في قطاع طائرات الاعمال بين ايرباص وبوينغ، باعت شركة ايرباص في العام الماضي عددا مماثلا لما باعته في العام الاسبق ولكن الطلب كان اكثر على فئات 320 بدلا من 319 بفضل المساحة الاوسع التي توفرها. اما شركة بوينغ فقد باعت اربع طائرات خاصة من فئة 737 المخصصة للاعمال بالاضافة الى طائرة عريضة من طراز 777، وهي اكبر طائرة اعمال بيعت في العام الماضي.
وكان العام الماضي صعبا لشركة داسو الفرنسية التي انخفضت مبيعاتها بنسبة 14 في المائة، وعانت الطائرة "7 إكس" من اكثر انخفاض في مبيعاتها منذ عام 2008 بعدد لم يتعد 27 طائرة في العام الماضي. وكان الكشف عن طراز "8 إكس" كطائرة احدث له تأثير سلبي على مبيعات سابقتها "7 إكس". ومع ذلك فإن شركة داسو اكدت انها سوف تستمر في انتاج طراز "7 إكس" الى جانب الفئة الاحدث "8 إكس". والغريب ان الطائرة فالكون 2000 الاقدم تحقق مبيعات جيدة لشركة داسو بعد عدة طلبيات الى الصين.
وتستعد شركة بوينغ لتقديم فئة جديدة من طائرات الاعمال تطلق عليها اسم "ماكس" وهي فئة معدلة من طائرة الاعمال السابقة على هيكل الطائرة 737. وتتلقى الشركة طلبيات على "ماكس" حاليا.
وبصفة عامة كان سوق الطائرات الخاصة ايجابيا في العام الماضي مع مؤشرات لاستمرار الانتعاش خلال العام الجاري. وتبقى اميركا الشمالية واوروبا هما اهم اسواق الطائرات الخاصة، وان كانت حصصهما تناقصت من 90 في المائة قبل عشر سنوات الى 70 في المائة حاليا. وتمثل الاسواق الناشئة نسبة 30 في المائة وبنسب نمومتزايدة من الشرق الاوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهاديء بالاضافة الى اميركا اللاتينية.