أمور نمارسها وقد تقتلنا في المستقبل
23 يناير 2016
الرجل: دبي
5- السيجارة الالكترونية : قد تمنح السيجارة الالكترونية مدخّنها صورة جميلة أمام الآخرين، لأنها قد تعني التحضّر والحداثة وجمالية خاصة، ولكن حذار… فالعلماء غير متأكدين حتى الآن من عدم خطورتها تمامًا، ولكنهم يقولون بشكل عام إنها أقل خطورة من السجائر الاعتيادية. مع ذلك فإن استنشاق مادة ثنائي الأستيل يؤدي إلى الإصابة بالتهاب غير قابل للعلاج في القصيبات الهوائية. هذه المادة تتواجد عادة في الأطعمة بكميات ضئيلة، ولا تشكل ضررًا، لكن استنشاقها مؤذ جدًا. ولكون المرض غير قابل للعلاج، ولكنه لا يقتل بسرعة، فقد يحتاج المريض زراعة رئة كاملة في النهاية.
4- الطيران.. ولا علاقة لذلك بحوادثها المعروفة: أهم ما يمكن أن يقتل عند التحليق في أعالي الجو، ليس سقوط الطائرة أو انفجارها أو ما شابه من حوادث، بل الأشعة الكونية، التي تقلّ الحماية منها، كلما ابتعدنا عن سطح الكرة الأرضية، وهو ما قد يسبب أنواعًا من السرطان. غير أن الخبراء يعتقدون أن هذه التأثيرات تظهر في العادة على كثيري السفر، وهم الطيارون ومساعدوهم والمضيفون والمضيفات، ويؤكد خبراء على هذه التحذيرات مع اقتراب اعتماد النقل الجوي، حتى داخل المدن وبينها، بدلًا من السيارات، مع قرب إنتاج طائرات صغيرة تساعد الإنسان على التنقل بحرية أكبر. أضف إلى ذلك مشاريع عديدة لاستيطان مناطق في الفضاء، مثل المريخ، وما سينتج من ذلك من أمراض جديدة بسبب تأثير أجواء الفضاء على جسم الإنسان، الذي يتلاءم مع أجواء الكرة الأرضية بالدرجة الأساس.
3- تكنولوجيا حرية اليدين: من المفترض أن تسهم هذه التكنولوجيا في تحقيق الأمان عند قيادة السيارة، فالكثيرون يحتاجون هواتفهم حتى عند التنقل. فسهو سائقي السيارات أدى في عام 2013 وحده إلى مقتل 3100 وإصابة 424 ألف شخص في الولايات المتحدة، لكن دراسات حديثة أظهرت مرة بعد مرة أن هذه التكنولوجيا لم تقلل من عدد الحوادث، ولم تسهم في زيادة تركيز السائق، بل العكس تمامًا، لأن الانغماس في الحديث والمتابعة يصرف انتباه السائق بشكل كبير، وخاصة عندما يستخدم السابق تقنية الصوت، للانتقال من صفحة إلى صفحة أو من تطبيق إلى آخر داخل هاتفه.
2- السيارة بدون سائق : يتم تطوير هذا النوع من السيارات منذ سنوات، فشركة تيسلا استخدمت في بعض سياراتها في عام 2015 أنظمة القيادة الأوتوماتيكية، كما تعمل غوغل على إنتاج سيارة مستقلة تمامًا في وقت قريب. القصة هنا هو أن هذا النوع من السيارات سيكون مصممًا لاتخاذ قراراته بنفسه من دون تدخل بشري، وما دام الأمر كذلك، فمن المرجح أن يحدث خطأ ما كما يحدث في أي جهاز الكتروني، ولكن خطأ السيارة قد يؤدي إلى سقوط ضحايا بشرية، ومن يدري فربما تحاول السيارة تجنب الاصطدام بعدد من الأشخاص، ثم تنحرف لتقتل ركابها، وهذا أمر طبيعي يحدث حتى لدى البشر. وقد نبهت إلى هذا الخطر مجلة التكنولوجيا، التي تصدر من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا.
1- الروبوتات: الشيء نفسه الذي يقال عن السيارات بدون سابق، يقال عن الروبوتات، علمًا أن الآلات لها تاريخ في القتل، أول حادث وقع في عام 1979 عندما وجّهت ذراع آلية ضربات متواصلة إلى عامل شاب في الخامسة والعشرين من العمر، حتى مات، وكان ذلك في أحد معامل شركة فورد لصناعة السيارات. اسم العامل روبرت وليمز، واضطرت الشركة لتعويض أسرته بمبلغ 10 ملايين دولار أميركي في ذلك الوقت. بعد عامين فقط قتلت آلة تجهيز ضخمة عاملًا يابانيًا اسمه كينجي أورادا في معمل آكاشي لشركة كاواساكي لصناعة الأجهزة الثقيلة. نذكر أيضًا أن 33 شخصًا ماتوا في الولايات المتحدة وحدها خلال العقود الثلاثة الأخيرة على يد آلات، وعندما تنشر الصحف هذا النوع من الأخبار، لا بد وأن تستخدم تعبير بشكل غير متوقع وأشباهه.
وفي مجال الطب، مات 144، وأصيب أكثر من ألف شخص، بسبب الآلات المستخدمة في الجراحة في الولايات المتحدة، وبسبب أخطاء ارتكبتها. ومع ذلك يعتبر خبراء أن اللوم يجب ألا يوجّه إلى الآلات نفسها، بل إلى الإنسان الذي يمنحها الثقة، ويسلمها مقاليد الأمور، ومنهم كوث بلاي وثبي، خبير الذكاء الصناعي في جامعة ساسكس، إذ قال "في وضع التكنولوجيا الحالي، لا يمكننا توجيه اللوم إلى الروبوتات، لأنها لم تصل بعد إلى مرحلة وعي كامل وقدرة على اتخاذ قرار مدروس بشكل عميق، وبالتالي لا يمكن اعتبارها كائنات يمكن لومها".