فيصل بن قاسم آل ثاني لـ"الرجل": الاصرار سر نجاحي
شخصيتي صقلتها صحبتي لوالدي وحضوري مجالس الرجال
فلسفتي في العمل البساطة.. وأقضي وقتي في خدمة المجتمع
أقيم حفلاً سنوياً لأصدقاء الدراسة والمدرسّين ومحبةُ الناس رصيد حقيقي
أمتلك تحفاً قيّمة.. والمتحف إرث تاريخي وخدمة أقدمها للإنسانية
ولادتي في فترة ظهور الخير وبداية الاستقرارمع اكتشاف البترول
بدأت بثلاثة آلاف ريال وخسرت ثلاث مرات.. والإصرار سرّ نجاحي
في الأزمات لا بدّ أن يكون عندك أصدقاء تثق بهم ورجال تعتمد عليهم
من الضروري الاهتمام بالإنسان، لأنه هو من يسهم في إعمار الكون
علي المقبلي – الدوحة:
ولد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في فترة كانت تشهد فيها المنطقة ظروفاً صعبة، الا ان صرخته الاولى تزامنت مع تدفق الخير والاستقرار في بلاده. نشأ في كنف والده أول أمير لمنطقة دخان، وهي أول مكان يكتشف فيه البترول في قطر، حيث عاش طفولته هناك. كان حبه للتجارة منذ الصغر فبدأ مسيرته بثلاثة آلاف ريال. لم يستسلم بعد تعرضه لثلاث خسارات في ظرف سنتين، ونهض بقوة حتى بات أثرى أثرياء دولة قطر. يملك واحداً من أغرب المتاحف الشخصية في العالم، ليتحول من مجرد هواية إلى إنجاز وطني كبير، وربما عربي واسلامي ودولي، حيث يصنف اليوم أكبر متحف شخصي في العالم.
طفولته كانت مختلفة بعض الشيء، فقد استفاد كثيراً من ملازمته لوالده الشيخ قاسم بن فيصل بن ثاني آل ثاني، ولعل هذه الملازمة فتحت له أبواب المجالس القطرية، وسمحت له بمجالسة الكثير من الشخصيات الناجحة، فكانت لهذه البداية أثر كبير في شخصية الشيخ فيصل، رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين، ليخوض عالم التجارة التى صاحبها شيء من الخوف، ليس من الخسارة، بل من والده الذي كان يرفض الدخول في التجارة، ثم توسّع في العمل التجاري حتى أصبحت مشاريعه عالمية، وتوسع في الكثير من دول العالم.
في حوار شامل مع مجلة "الرجل"، نسلط الضوء على محطات وتجارب مختلفة من حياة فيصل بن قاسم آل ثاني العلمية والعملية، وقصة متحفه العالمي الذي من الصعب أن تعدّ عجائب ما ترى فيه، فهو أشبه بمؤسسة تراثية ثقافية نادرة الوجود، عجزت عن مثله دول كثيرة يقول "المتحف يحوي أقل من نصف ممتلكاتي الفنية، ولهذا نقوم حالياً ببناء متحف ثانٍ يبعد أمتاراً فقط عن المتحف الأول، وسيكون بالحجم نفسه ". سيضمّ المتحف مخزناً ستُوضع فيه أثمن القطع التي يملكها، حيث يتجاوز عدد القطع في المتحف أكثر من 30 ألف قطعة أثرية جمعها خلال 45 عاماً من أغلب بلدان العالم. يؤكد الشيخ فيصل، أن المتحف قد أسسه لخدمة المجتمع وحفظ الإرث التاريخي.
* حدثنا عن الطفولة، وكيف كانت البدايات ؟
وُلدت عام 1948، في منطقة المرخية في قطر، وكانت هذه فترة صعبة للغاية، فالمنطقة كانت تمرّ بظروف قاسية، لا سيّما أنها فترة ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، التي أتعبت الناس، إلا أن ولادتي، ولله الحمد، كانت في فترة ظهور الخير وبداية الاستقرار، مع ظهور البترول في قطر. عشت طفولتي مع والدي، ولأنني ابنه الأكبر، كنت أرافقه في رحلاته وزيارته. ترعرعت في قطر، في الصيف كنا نعيش في المدينة وفي الشتاء نذهب إلى البرّ، وفي هذه الأجواء عشت طفولتي، وقد استفدت من مرافقة والدي، وحضوري لمجالس الرجال دروساً لا يمكن عدّها أو حصرها، لأنها كنز، وقد انعكس هذا على شخصيتي، وساعدني في تحمّل المسؤولية، وجعلني أنظر إلى الحياة نظرة مختلفة. وهكذا بدأت في هذا العصر، وقد علمت الكثيرعن فترة ما قبل البترول التي أخذتها من مجالس الرجال، وعن الأوضاع الصعبة التي كانوا يعيشونها، وكذلك عن فترة ظهور البترول وتفاؤل الناس به.
بدأت دراستي بدخول الروضة والتمهيدي، ومن ثم الابتدائي والثانوي في المدارس النظامية في قطر.
*ماذا بقي في ذاكرتك من تلك الحقبة ؟
أنا أحب التراث والتاريخ، وأقرأ عنهما كثيراً، ولذا مازلت أتذكر كثيراً من الأحداث القديمة. كما أنني مازلت على تواصل مع أصدقاء الطفولة الذين أزورهم بين الفينة والأخرى، وكثير منهم من فارقنا إلى الدار الآخرة. الذكريات والأحداث القديمة لا تفارق الذاكرة. أذكر أننا قديماً كنا نخرج بعوائلنا إلى البادية في فترة الشتاء، ونأخذ معنا الخيل والمطايا والغنم، وممّا قيل أن قدوم السيارات إلى قطر، كان بعد وفاة الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني، المؤسّس في عام 1913، وبدأت تنتشر حتى انقطع البترول جراء الحرب، فتوقفت السيارات في الشوارع وعادت الناس الى ركوب الخيل، واستخدام وسائل نقل اخرى، لفترة طويلة، ما أدى الى انتشارها بشكل كبير، فبدأوا بعد ذلك بإرسالها إلى إيران وباكستان، للتخلص منها، والعودة إلى المركبات. لقد عاصرت هذه الفترة ما بين انتقال الناس من استخدام الخيل والمطايا في التنقل، إلى استخدام السيارات، ومازالت هذه الطفولة في ذاكرتي.
*هل عشت طفولتك في عائلة بدوية أم تجارية؟
ترعرع والدي، رحمه الله، يتيم الأبوين، حيث فقد والديه وستة عشر من مرافقي والده، فقد كان الناجي الوحيد في سنة الرحمة. عاش تحت رعاية جده الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني، والشيخ ثاني بن جاسم آل ثاني، رحمهما الله، ولكنه ترعرع تحت كنف أخواله الشيخ علي بن عبداالله آل ثاني، والشيخ حسن بن عبدالله ال ثاني وخاصة تحت رعاية الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني، رحمهم الله، وتعلم منهم حسن القيادة والأخلاق، واكتسب منهم الكثير من الخبرة في الإدارة والعمل، حيث يعدّون من اهم المدارس في التربية والأخلاق والعلم. ولذلك عندما اكتشفوا البترول وضعوا والدي أميراً على منطقة دخان، حيث كانت أول منطقة ظهر فيها البترول. أذكر فترة طفولتي عندما كنا نعيش في دخان، وكنت مرافقاً لوالدي، كان يحبني كوني ابنه الأكبر، إذ كان يخاف عليّ بشكل كبير، واصطحبني معه في جميع رحلاته الى الخارج، حيث كان يلتقي مسؤولين مهمين، وتجاراً وغيرهم. كان والدي خير أب ومعلم لي، فقد اكتسبت الكثير من خبرته ومحبته للناس. أحب ان اتكلم اكثرعن صفات والدي، ولكن أكتفي بهذا القدر.
* إذن كان طموحك منذ الصغر أن تصبح رجل أعمال؟
كنت أطمح أن تكون لديّ مؤسّسة أديرها، ولذا بدأت أدير أعمال الوالد الخاصة، فقد كنت أسافر معه وأرافقه في رحلاته، وأنا مازلت في التاسعة من عمري، وهذه السفرات هي التي طورتني بشكل كبير، وكان والدي يحرص على الذهاب بنا إلى المتاحف والمواقع الأثرية، وكان يعطينا دوافع للذهاب إلى هذه الأماكن التاريخية.
* بلغة الارقام؛ كما كان رأس مالك في بدايتك التجارية؟
بدأت في سن صغيرة، وكان رأس مالي ثلاثة آلاف ريال، وخسرت، ثم بدأت من جديد، وخسرت ثلاث مرات في سنتين، ولكن الإصرار على العمل ساعدني في النهوض من جديد، رغم ما تعرضت له من استغلال وشماتة من بعض الناس، بحكم صغر سنّي، وتحملت بعض الديون في تلك الفترة، لكن فيما بعد اتضحت الأمور أمامي، وعرفت الطريق الصحيح. فقد افتتحت مكتباً تجارياً في لبنان في عام 1967، وكان عمري 17 عاماً، ساعدني كثيراً في عملي خارج قطر، حيث كنت اتعامل مع اخواني السعوديين بأنواع متنوعة ومتعددة من البضائع، وكذلك مع بعض الإخوان من الخليج.
* أنت عشت قريباً من الأسرة الحاكمة، كيف هي علاقتك الآن بحكام قطر؟
علاقتي بهم أسرية أكثر من غيرها، وفي البداية، كان من العيب عندنا في الأسرة الدخول في مجال التجارة، ولذا كان أبي يخشى عليّ من المراسلة، وعندما أخذت صندوق البريد زاد خوفه عليّ، بالرغم من معرفته بي ومسيرتي الحسنة وتربيته لي، وكان يعرف أين أسافر وأين أذهب، ولذا حافظت على العادات والتقاليد نفسها.
* متى كانت نقطة التحول في حياتك؟
زوّجني والدي في وقت مبكر في الشهر الخامس من سنة 1961، بعد انتهاء امتحانات الصف السادس، ما زاد من تحمّلي للمسؤولية وإحساسي بها، وخلال خمس سنوات تمكنت من أن أصبح رجل أعمال، والفضل في ذلك يعود إلى توفيق الله سبحانه وتعالى، ثم معرفتي بالناس وتقديري لهم، وتوفيق الله لي في اختيار رجال مناسبين، والفريق الذي معي هو الذي أسهم في نجاحي، ولذا كثير من المجالات التي لا تكون لديّ الخبرة الكبيرة فيها، أختار من يغطي لي هذا المجال. والأن، وبعد تخرج أولادي، والحمدلله، أصبحوا أكثر فاعلية وأكثر خبرة، لتعاملهم مع المديرين والعاملين المؤسّسين للمجموعة.
* ما المستوى الدراسي الذي وصلت إليه؟
وصلت في دراستي إلى المرحلة الجامعية والتي درستها في الجامعة في مصر.
* ترأس مجلس إدارة رابطة رجال أعمال قطر؟ ما هدفها والمأمول منها؟
تتمثل أهمية إنشاء رابطة رجال الأعمال القطريين، في العمل على الربط بين خطط الدولة الاستراتيجية، وأنشطة رجال الأعمال القطريين من ناحية، ولعب دور رائد في دفع عملية النموّ وإرساء وتطوير أنشطة القطاع الخاص على الصعيدين المحلي والدولي، من ناحية أخرى. ولتحقيق ذلك قامت الرابطة بتبنّي عدد من الأهداف التي تعنى بالحفاظ على استمرارية التنمية والتقدم في المجتمع القطري، بشكل عام، وترسيخ روح المبادرة في مجتمع الأعمال المحلي، بشكل خاص، وإنشاء آلية لتجمّع نخبة من رجال الأعمال والاقتصاديين القطريين، تضمن التفاعل والتجانس والانسجام الفكري، للإسهام في خلق بيئة أعمال واستثمار مشجعة للعمل الإقتصادي والريادي والمحافظة عليها، وتأهيل القطاع الخاص، للعب دوره المأمول في تنمية الاقتصاد الوطني القطري، والعمل على أن تلعب الرابطة دوراً رائداً ومحورياً، من خلال متابعة خطط الدولة الاستراتيجية، والإسهام في وضعها وتقديم الحلول العملية، ورفع التوصيات الملائمة لتطوير أنشطة القطاع الخاص على الصعيدين المحلي والدولي، بما يتناسب مع تحسين معدلات النموّ الاقتصادية والتنمية في المجتمع بشكل عام.
* حدثنا عن برنامجك اليومي بوصفك رجل أعمال؟
أحب أن أقوم بعملي بنفسي، وأن تكون علاقتي مع بيتي ومجلسي وعملي جيدة. احب الجميع واحب لغيري ما احبه لنفسي. في بداية حياتي كان لديّ كادر أشرف عليه، يقوم بتنفيذ مختلف الأعمال، ونظراً لاختلاف المؤسّسات وتشعّب الأعمال، وكثرة الفروع وتطورها، قمت بتخصيص فريق لكل مؤسّسة فيها مجالس ادارة تقوم على تنظيم أعمالها وترتيبها، ويكون دوري الإشراف المباشر على هذه الفرق التي يتجاوز عدد كوادرها الآلاف. واليوم تجدني اقضي أكثر وقتي في خدمة المجتمع، وهي متعتي الحقيقية.
* عرف عنك الأعمال الخيرية ومساعدة الآخرين؛ حدثنا عن «الفيصل بلا حدود»، وإلى ماذا تهدف ؟
دائما اسعى من خلال مؤسساتي الى اعطاء الانسان شيئاً لا يستطيع احد سلبه منه، وهو العلم والخبرة. ومثالها مؤسسة الفيصل بلا حدود للاعمال الخيرية، وهي مؤسّسة غير حكومية وغير ربحية، أسعى من خلالها لإنشاء مشاريع خيرية إنسانية، فإن من الضروري الاهتمام بالإنسان، لأنه هو من يسهم في إعمار هذا الكون. لذلك يقع اهتمامها على التعليم في قطر وخارجهنا اقليمياً ودولياً، ومن خلالها نسعى لخدمة الإنسان أينما كان دون النظر إلى جنسيته أو انتمائه، وقد خصّصت اعمالاً وقفية بأكثر من مليار ريال قطري، لدعم المشاريع الخيرية والإنسانية في قطر ودول مختلفة من العالم. وتسعى "الفيصل بلا حدود"، الى الإسهام في تحقيق العديد من الأهداف، منها ابتكار البرامج التعليمية المحلية والعالمية، ودعمها وتنفيذها، في المجالات التعليمية والإجتماعية والثقافية والإنسانية والصحية، وتوفير فرص التدريب والتأهيل في المجالات الإدارية والأعمال الريادية، ودعم برامج التأهيل واندماج الأفراد في المجتمع.
وتعمل المؤسسة في مجالات عدّة داخلياً وخارجياً. داخلياً كبرنامج "وجهه وجهتك" الذي يركز على تطوير المهارات الأساسية للطلاب، عن طريق تحديات علمية، وبرنامج المزارع الصغير الذي يهدف إلى نشر الوعي الغذائي والزراعة، من خلال خلق بيئة تعليم عملية، بالإضافة الى برنامج قدرات الذي نهدف من خلاله الى إكساب الشباب في سنّ المراهقة مهارات تحديد الاهداف والعمل عليها. أما برنامج اللغة العربية، فنهدف من خلاله الى ترسيخ الاهتمام باللغة العربية عبر مسابقات واحتفالات وورش عمل ومحاضرات خاصة باللغة العربية. بالإضافة الى برامج اخرى في مجالات متعددة، منها المجال الصحي كتنظيم حملات للتبرع بالدم والاعضاء، بالتعاون مع مؤسسة "حمد الطبية"، وبرامج المشاريع الموسمية كتنظيم إفطار صائم سنوياً، والاحتفال باليوم الوطني واليوم الرياضي.
اما خارجياً، فلدينا برامج متعددة، من خلال مبادرة "موزاييك"، مع "مؤسسة الأمير تشاليز الخيرية" في بريطانيا، وهنالك مشروع الاندماج الأخضر في الولايات المتحدة، بالاضافة الى مشروع الصيد البحري في جزر القمر، بالتعاون مع وزارة الخارجية القطرية، والكثير من المشاريع الأخرى يطول ذكرها. رسالتنا هي تهيئة الأفراد والأسر والمجتمعات المحتاجة وتأهيلهم تعليمياً واجتماعياً وثقافياً وصحياً، من خلال تقديم خيارات تنموية واسعة، وتوفير فرص مبتكرة، وحشد الطاقات التطوعية والخيرية محلياً ودولياً.
* هل أنت مركزي في العمل؟
كلا؛ ولكن لدينا سياسة تدريجية تبدأ من الأسفل وحتى أعلى شخص في الهرم، ولدينا تحفظ على بعض الأمور، ولا نندفع فيها بشكل كبير، ولدينا شجاعة للدخول في مختلف المجالات، ولكن المغامرة يجب أن تكون مدروسة بعناية قبل الاستثمار في أي مجال، حيث نقوم بدراسته ومعرفة السلبيات والإيجابيات والمخاطر، ومن ثم اتخاذ القرار. كما نحرص على تطوير العمل في عدد من المجالات المختلفة، بدءاًً من السيارات إلى العقارات والفنادق، وغيرها من الأمور. ولدينا فنادق في مختلف المدن الأوروبية الكبيرة وفي الولايات المتحدة الأمريكية.
* هل توسعكم في مختلف المجالات يتمّ من خلال خطط مدروسة؟
نحن نحرص في كل مكان على البحث عن الشخص المناسب لتكليفه تولي العمل، وبعد ذلك نقوم ببناء الكادر الكامل للعمل.
* كيف هي علاقتك بأصدقائك وموظفينك؟ ومن الأقرب إليك؟
لديّ بعض الموظفين من بداية الستينات، وأغلب موظفينا عملوا معنا طيلة الثلاثين عاماً الماضية، ونحن مع الموظف كأسرة واحدة، نحرص على أن يكون مرتاحاً بشكل كامل، ويؤدي عمله بكل يسر وسهولة.
* كم موظفاً تدير في مختلف شركاتك اليوم؟
لديّ عدد كبير من الموظفين اجتمع إليهم في مناسبات واجتماعات سنوية عدّة، حيث التقي فيها كبار الموظفين وصغارهم.
* وماذا عن الترفيه في حياتك كرجلَ أعمال؟
لديّ بعض الهويات التي أحبها من طفولتي؛ أحب الذهاب الى المتاحف وأهوى شراء التحف، كما احب التاريخ والآثار، والحفاظ على الحيوانات المعرضة للانقراض، ولديّ محمية بأعداد كبيرة من المها والظباء، موزعة في ثلاث مناطق خوفاً عليها من المرض، ودائماً أهدي بعضاً منها الى اصدقائي حتى تتكاثر. وكنت عند الذهاب في رحلات الصيد مثلاً الى الصومال وباكستان، أجلب بعض الحيوانات وأنواعاً من الطيور والغزلان، ومن بعض البلدان الأخرى ايضاً. وقديما كنت أهوى الصيد، ولكن في الأونة الأخير لم يعد الصيد كما كان من قبل، ولكن دائماً اصطحب اولادي في رحلات برية، ليعرفوا اكثر عن البيئة الصحراوية ورؤية الصيد في البر.
* خلال هذه الفترة ما الذي أثر في شخصيتك؟
من الأشياء التي أثرت كثيراً في صقل شخصيتي، زيارتي الكثير من البلدان، منذ فترة مبكرة في عمري، فكنت أسافر مع والدي إلى العديد من الدول، فقد ذهبت إلى مصر ولبنان وسوريا وسويسرا، وغيرها من دول العالم، إلا أنني أحببت لبنان، لاسيّما أننا كنا نلتقي في فترة الصيف مجموعة من الأحبة الخليجيين، ثم بعد ذلك أصبحت المسافات قريبة، وزرت دولاً أخرى لسهولة التنقل والسفر.
* كم طائرة خاصة تملك؟
املك طائرة واحدة فقط، ولولا كثرة اسفاري وتعدد الرحلات، لما تملّكتها.
* ماذا استفدت من السفر والترحال في تلك الفترة؟
لا شكّ أن للسفر فوائد كثيرة، وقد استفدت منه في الاطلاع على تجارب الدول، واكتسبت خبرة في معرفة الشعوب وطباعها، ورأيت نظاماً في بعض الدول، وهذا أمر مهمّ للغاية، أن تشاهد تجارب إيجابية وتحاول تطبيقها. كذلك صار عندي الكثير من الأصدقاء في عدد من دول العالم.
*هل وصلت إلى النجاح الذي تتمناه ؟
كلمة النجاح لا تنطبق على عملنا التجاري؛ انا حاليا لا انظر إلى ميزانيات شركاتي، بل اتابع النظام، لتستمرّ هذه المؤسّسات تخدم المجتمع، فهدفي اليوم، ليس الربح المالي فقط، بل أن احافظ عليها، لتبقى لخدمة المجتمع والعاملين فيها، وأن تبقى مستمرة الى الأجيال القادمة.
* هناك شخصيات خلف كل نجاح؛ مَن الشخصيات التي لها تاثيرفي حياتك؟
التأثير دائما يكون من البيت، لأن الإنسان أول ما يرى والديه، وقد تأثرت كثيراً بوالدي، ورأيت انعكاساً كبيراً على حياتي، من خلال زيارة المجالس مع والدي. وكما قيل المجالس مدارس، ومجالسة كبار القوم لها تأثير كبير في شخصيتي، وقد حضرت منذ طفولتي اغلب مجالس حكام قطر، وفي بعض المجالس كانوا يتحدثون عن التاريخ والتراث، وربما هذا الأمر أسهم كثيراً في ارتباطي الوثيق بالتاريخ، حيث كانوا يتحدثون عن البحر والماضي وذكرياته. ادين بالفضل لوالدي، رحمه الله، مدرستي في هذي الحياة، وإلى والدتي، حفظها الله، والى كل عائلتي ادين لهم بالفضل، وفريق عملي الذين شاركوني بناء مجموعتي.
* تقول إنك تحملت المسؤولية مبكراً، كيف كان ذلك؟
لقد تزوجت في فترة مبكرة من عمري، وهذا جعلني أتحمّل المسؤولية مبكراً، وأعتقد أن وجود امرأة صالحة يساعد الرجل على الوصول إلى النجاح؛ فالمرأة قادرة على البذل والعطاء متى وجدت الاهتمام والتشجيع.
* ما الذي كان يستهويك في فترة الشباب؟
في فترة مبكرة من عمري، وجدت عندي رغبة كبيرة في العمل وخوض تجارب تجارية، وأحسست بأن هذا الأمر يستهويني كثيراً، فقررت العمل في التجارة، وهذا الأمر رغم أنه محبوب بالنسبة لي، فإن والدي وعائلتي كانوا يرفضونه، ما جعلني أعمل في الخفاء وأحياناً بأسماء مستعارة. كان المهم عندي أن أعمل وأعتقد أن من أهم عوامل النجاح في التجارة أن تكون هناك رغبة في العملن وعدم الخوف من الفشلن والتركيز على اقتناص الفرص. وفي تجربتي الشخصية وجدت أن بداية العمل في فترة مبكرة كانت من أسباب نجاحي.
* برأيك ما الذي يساعد على صناعة النجاح؟ وكيف ترى واقع الشاب الخليجي؟
نصيحتي الدائمة لكل الشباب، أن يعطوا العمل وقته، وقد اثبت الشاب الخليجي نفسه، فالكثير من الشباب جاؤوا من خلفية عسكرية او مدرسين او حتى اطباء ونجحوا في التجارة. دائماً اقول عندما تحب عملك وتعطيه حقه، فسوف يكون النجاح حليفك، لأن الوقت هو احد عوامل النجاح والاستمرارية. والانسان يولد برأس ماله، وأستشهد بذلك بأية من القرأن الكريم من سورة العصر، بسم الله الرحمن الرحيم "وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ". صدق الله العظيم. فالعصر يعني الوقت، فكلما حاول الانسان استغلال وقته، ان كان في العلم او في العمل، حوّل وقته الى اصول ثابتة في حياته يجني ثمارها بنجاح. اما الذي لا يعمل او يكدّ او يدرس، فإنه يخسر وقته، وبالتالي لا منفعة يجنيها. فمثلاً الإنسان اذا استغل وقته في شبابه في اكتساب المعرفة والعلم والخبرة، فسيكتسب فيما بعد المزيد من المعرفة والمهارة، ليكون شخصاً ناجحاً. فالموظف يبيع وقته في العمل والمسؤول يحول وقته الى ربح. وبذلك يكون رأس مال الإنسان هو وقته. لذلك عندما يكون الشاب مسلحاً بالإيمان والأخلاق والصدق والأمانة، يكون قد امتلك مفاتيح سبل النجاح، بالإضافة الى وجود رؤية واضحة لعملهم وتركيزهم على العمل، واعتبار اي مشروع او عمل يعملون عليه مدرسة ستبدأ فيها صغيراً وستتعلم حتى تكبر .
* كونك رجل أعمال ناجحاً، كيف تستطيع التنسيق بين أعمالك المختلفة؟
الاهتمام بالأولويات يساعد كثيراً في صناعة النجاح، وهذا الأمر يجب الاهتمام فيه كثيراً، لأن مجرد أن تعرف أولوياتك، يعني أنك مؤهل لتحقيق النجاح، وبالنسبة لي استطعت التنسيق بين مشاريعي وهواياتي وبيتي، لأنني وضعت بيتي في مقدمة اهتماماتي، لأن النجاح ينطلق من خلال الأسرة السعيدة المترابطة، وبعد ذلك يأتي الاهتمام بالمتحف، لأنني أحب التاريخ وأجد أن لهذه الهواية مكانة في نفسي. فالمحافظة على التراث بالنسبة لي واجب إنساني، بالإضافة الى الحفاظ على البيئة والحيوانات خوفاً من الأنقراض. وبعد ذلك تأتي تجارتي في المرتبة الثالثة، ولكل شيء وقت.
* هل تم تأهيل الجيل الثاني من أبنائك في إدارة أعمالك ومشاريعك؟
أبنائي يديرون اليوم العمل معي، وأنا أؤمن بإعطاء الصلاحيات، وفق مفهوم اللامركزية، متى وجدت الثقة. والحمد لله هناك رجال أثق بهم، وبعضهم عمل معي منذ البداية، وهم يساعدونني في إدارة أعمالي ومشاريعي.
* في عملك ومسيرتك التجارية، هل واجهت معوّقات ؟ وكيف تغلبت عليها؟
التجارب كثيرة إلا أنني لا أحب متابعة السلبيات، وأتطلع دائما نحو الأمور الإيجابية، فعلى سبيل المثال إذا كانت عندي عشر تجارب، ونجحت في ثمانٍ أجدها نعمة كبيرة، وأحاول دائما ألا أتأثر بالتجارب السلبية، لأنها أكبر عائق للوصول إلى النجاح. بالرغم من انه لا بدّ من وجود السلبيات ولكني اعتدت على معالجتها بسرعة حتى لا تكون مستنقعاً.
* وكيف تتعامل مع الأزمات؟
الأزمات تحتاج إلى مواجهة، وفي الأزمات لا بدّ أن يكون عندك أصدقاء تثق بهم ورجال تعتمد عليهم، وبهذا تجد نفسك تواجه الأزمات بنجاح، والاعتماد على الآخر لا يعدّ فشلاً، والحمد لله أجد لهذه الفلسفة أثراً كبيراً.
* كيف تكسب ولاء الآخرين، لاسيّما العاملين معك؟
الاهتمام بالآخر دليل احترام، وبالاحترام تستطيع أن تكسب الآخرين، بالإضافة إلى التعامل معهم بتواضع ودون تكبّر وأن تكون المحبة صادقة.
* تملك اليوم أكبر متحف شخصي في العالم، كيف كانت بداية إنشائه؟
كنت أهتمّ بالتاريخ والتراث، وقد جمعت الكثير من القطع النادرة التاريخية من باب الهواية، ومع الأيام بدأ الناس يطلبون مني الاطلاع على هذه القطع، ثم نقلتها إلى مكتبي، ووجدت أن الأمر بدأ يتطور، فكانت المحطة الثالثة بعد البيت والمكتب إنشاء متحف بمساحة واسعة. كان الكثير من القطع الموجودة في المتحف موجودة عندي في المنزل قبل إنشاء المتحف الذي جاء بناء على رغبة بدأت من طفولتي في جمع التراث.«كانت هواية سكنتني وأنا صغير». جمعت كل شيء من الطوابع الى الاحجار، والتماثيل الجاهلية وبعض المتحجّرات التي كنت اجدها في الصحراء. اقتنيت الكثير من العملات والفضيات والنحاسيات والمجوهرات والزجاجيات وغيرها، ومع الوقت جاء اناس كثر يسألون عن التحف، وكان التشجيع كبيراً، وأصبحت هذه الهواية تسليني في وقت الفراغ، ولذلك لم يعد لديّ وقت فراغ، فأنا اما مع المختصين، او عند بائعي الاشياء القديمة او اقرأ عن التاريخ والأشياء المرتبطة بتلك العصور.
المتحف نفعني كثيراً وربطني بعلاقات مع اناس كثر في العالم.هناك فريق عمل يدير المتحف ولا أبالغ لو قلت انني اعرف الموجودات قطعة قطعة، نحن لا نعرض كل ما لدينا، فثمة ما هو مخبّأ، لأن ما هو مميّز وفريد يستحق ان يحفظ في أماكن خاصة. ليس هدفنا عرض الثمين والنادر، بقدر ما نسعى للمحافظة على تاريخيته. نجدد دائماً، ونبحث باستمرار، ونتوسّع افقياً وعمودياً. والمتحف له مجلس امناء، وفريق صيانة، وموظفون لاستقبال الزوار.
يتضمن المتحف ايضا قسماً للعملات من عملات فضية ونحاسيه تعود من ايام قارون الى ايام الملك عبد العزيز ال سعود رحمه الله. وتأتي السيارات الخاصة في صدارة المقتنيات في متحفي التي تعدّ ركيزة اساسية من ركائز البعد الأقتصادي والتاريخي في العالم. آخذاً في الحسبان، ما اظهرته هذه السيارات من رفاهية وسرعة كبيرة في انجاز المهام. يضمّ المتحف اكثر من 500 سيارة كلاسيكة، حيث يبدأ تاريخ السيارات المعروضة من عام 1887، ومنها السيارات البخارية التي كانت اول سيارة تصنع تاريخيا.ثم تتدرج اعوام إنتاج السيارات لتصل الى فترة الخمسينات التي تضمّ بدورها بعض سيارات الأسرة الحاكمة الكريمة في قطر، وسيارات لشخصيات قطرية وكذلك سيارات استعملت في قطر. وهناك ايضا قسم خاص للدراجات مثل الدراجة الإنجليزية الأولى والدراجات النارية بمختلف تطوراتها.
ولديّ ايضا متحف للسجاد الشرقي يضمّ مجموعة من الفنون الاسلامية، وهي مجموعة نادرة وقيّمة من السجاد الشرقي المتنوع الاشكال والمصادر، ينحصر تاريخ نسجه ما بين القرن الثالث عشر وأواخر القرن التاسع عشر، ويبلغ عدده المئات بحجوم مختلفة بين عثماني من القرن الخامس عشر الى أواخر القرن التاسع عشر، وايراني من العهدين الصفوي والقاجاري، وقفقاسي متنوع المناطق، وهندي وافغاني، اضافة الى عدد من السجاد الارمني والالباني والعراقي، وعدد من سجاد بلدان شمالي افريقيا كالمصري والمغربي والجزائري والتونسي. وتشكل هذه المجموعة واحدة من اهم المجموعات التي تمتلكها المتاحف، وهواة اقتناء السجاد الشرقي بشكل عام. المتحف ليس للاستثمار، وما اود فعله هو إيجاد آلية تحفظه الى ما لا نهاية.
* رجل اعمال يهتم بلغة الارقام، ما الدافع من وراء الاهتمام بتطوير المتحف بشكل مستمر؟
أعتقد أن المتحف يخفف عني الفراغ، وهو رصيد اجتماعي كبير بالنسبة لي، فأنا أسعد دائما برؤية الزوار الذين يأتون من دول مختلفة من العالم، وأعدّ هذا الاهتمام محاولة لخدمة الإنسانية، كما أن المتحف يسد حاجتي الشخصية وهي محبتي التراث وجمع النوادر.
* أكثر هذه القطع من أين حصلت عليها؟
ربما تستغرب إذا علمت أن اغلب القطع الخاصة بالعالم الإسلامي والعربي أجدها خارج البلاد العربية، واشتريت الكثير منها من الاوربيين.
* كم تقدر عدد قطع الموجودة في المتحف؟
أكثر من 30 الف قطعة وقد جمعتها على فترات، واشتريت الكثير منها، لأنني مولع بجمع القطع، وصرفت جزءاً كبيراً من ثروتي على شراء التحف النادرة، واليوم هذا المتحف، الذي يقام على مساحة قاعاته الذي اعرض فيها المقتنيات بما يقارب 65 الف متر، وسوف نتوسع اكثر انشالله، المتحف لايقدر بثمن و لا استطيع ان أحصي كم صرفت عليه.
* في رأيك ما أهمية الهواية بالنسبة للإنسان؟
أعتقد انه من الضروري أن يكون للإنسان هواية يلجأ إليها لشغل وقت الفراغ، إن وجد، وكذلك من الضروري أن يكون للإنسان اهتمام بعمل الخير؛ فالهواية وعمل الخير عوامل ضرورية حتى يسعد الإنسان في هذه الحياة، ولا سعادة دون الرجوع إلى الله.
* "فيصل ال ثاني" رئيس مجلس إدارة عدة شركات أين تسير خطط شركاتك؟
ان ما يميّز كلاً من شركتي "الفيصل القابضة" وشركة اعمال هو تنوع أنشطتهما . شركة الفيصل القابضة هي شركة محدودة المسؤوليه، يبلغ رأس مالها 15 مليار ريال قطري، وتعمل ضمن عدة قطاعات منها العقاري، الضيافه، التجارة، المقاولات، التعليم، الخدمات. نجحت الفيصل القابضة في دخول الاسواق الاقليمية والدولية، عبر استثماراتها في قطاع الضيافة، حيث تملك ما يزيد على 24 فندقاً ومشروعاً قيد التنفيذ في كل من قطر، مصر، الجزائر، ايطاليا، المانيا، بريطانيا، الولايات المتحدة الامريكية.
بالنسبه لشركة اعمال، وهي شركة مساهمة عامة مدرجة في بورصة قطر منذ 2007 ، يبلغ رأس المال المدفوع 6.3 مليار ريال قطري، وتعدّ شركة الفيصل القابضة اكبر مساهم في شركة اعمال.
تضمّ شركة اعمال 24 فرعاً وشركة تابعة تعمل ضمن اربعة قطاعات رئيسية وهي الانتاج الصناعي، التجارة والتوزيع، العقاري وإدارة الخدمات. تركز شركة اعمال على الاستثمار في قطاع الانتاج الصناعي للاستفادة من الفرص الناتجة من مشاريع تطوير البنى التحتية التي تقوم بها البلاد، تماشيا مع رؤية قطر 2030.
* كم يبلغ عدد موظفي الشركة؟
إذا اخذنا في الحسبان جميع الشركات التابعة لكل من شركة اعمال والفيصل القابضه فسوف يتجاوز عدد الموظفين 5000.
* المسؤولية الاجتماعية..اين وصلتم فيها في شركاتكم؟
هناك طبعا مركز الفيصل للمسؤولية المجتمعية ومركز الفيصل لريادة الاعمال، وهي مؤسسات لها كيان منفصل وفريق إداري يحرص على تقديم المبادرات والمشاريع المهمة التي تسهم في تطوير المجتمع المحلي. بالنسبة للشركات تواصل كل من اعمال والفيصل القابضة في لعب دور حيوي في تنمية البلد والمجتمع القطري، فمثلاً تتمحور برامج المسؤولية الاجتماعية لشركة اعمال حول المساهمة في تعزيز القطاع الرياضي، من خلال رعاية الاتحاد القطري لكرة القدم حرصاُ منها في ان تكون من السباقين في دعم الرياضة التي تشكل ركناً من أركان رؤية قطر الوطنية 2030.
بالاضافة الى ذلك تقدم شركة ابن سينا الطبية، وهي فرع من شركة اعمال، البرامج التعليمية من خلال توفير فرص التدريب والتطوير لطلاب كلية الصيدلة في جامعة قطر وكلية شمال الأطلسي داخل سلسلة الصيدليات التابعة لها. وكذلك تقوم بتوفير منح دراسية لطلاب الصيدلة لإكمال دراسة الماجستير والدكتوراه، بالتعاون مع جامعة قطر. وقامت شركة كابلات الدوحة بتأسيس "أكاديمية الدوحة للكابلات"، لتنظيم ورش العمل والندوات التعليمية المختلفة لعدد من المعاهد والمؤسسات الهندسية والاستشاريين والمقاولين في قطر.
* هل من مناصب أخرى لك حكومية أو أهلية؟
انا رجل اعمال وليس لديّ اي دور سياسي / حكومي.
* مابين اعمالك التجارية والتراثية والاعمال الخيرية ؟ مانصيب أصدقائك ؟
عندي نشاط اجتماعي، ففي كل عام احرص على جمع أصدقائي في المدرسة وأجد لهذا اللقاء أهمية كبيرة وأنا اعتزّ كثيراً بجميع الأصدقاء، وأعتقد أن العلاقات الاجتماعية رصيد حقيقي واليوم أقضي أكثر وقتي لخدمة المجتمع.
* ماهي فلسفتك في العمل ؟
فلسفتي في عملي البساطة في كل شيء، ولذا تجدني انساناً بسيطاً في مكتبي ومجلسي ومتحفي.
*خلال تتبع سيرتك الذاتية نجدك متربعاً على قائمة أثرياء قطر، ماذا تعنى لك هذه المسمّيات ؟
لا تعني لي شيئاً هذه القوائم، والاموال هي اموال مؤسسات يعمل فيها المئات من الموظفين، وهم شركاء فيها، وانا سعيد أني وضعت لها نظاماً لن يتأثر بإذن الله، وسيستمرّ إن شاء الله لخدمة الوطن والبشر.
* كيف هي علاقتك مع حكام دول الخليج ورؤساء الدول ؟
لديّ معرفة وتربطني بهم صداقات، وهي علاقة ولاء ولديّ معرفة بالكثير من الحكام ورؤساء الدول العربية والاسلامية والعالمية.
* هناك توجه لدى أثرياء العالم للتبرع بثرواتهم ؟ فيصل ال ثاني ماهو توجهك القادم ؟
أعمال الخير لدي ولله الحمد لم تتوقف، ولمؤسسة الفيصل بلاحدود خصصت مبالغ كي تؤدي رسالتها وتشرف على الأعمال الخيرية، وان شاء الله ان أعمالي الخيرية لن تتوقف، لأني زرعت في ابنائي حب عمل الخير.
*هل تحققت طموحاتك ؟ ام لديك أمنيات ؟
في الحقيقة أتمنى أن يعمّ السلام، وأن تهدأ الصراعات، وأن يحفظ الله الإسلام والمسلمين. وطموحاتي لم تتوقف ولكن تغيّرت مع الزمن.