كبير سدنة الكعبة المشرفة : لم ينازعنا على السدانة احد
الرجل –دبي:
نفى كبير سدنة الكعبة المشرفة ان تكون هناك اية محاولات لانتزاع السدانة من عائلته مؤكدا ان احدا لم يحاول فعل ذلك "احتراماً لأمر رسول الله" ، لافتا الى ان جميع قطع القماش التي تقام عليها مزادات في الداخل أو الخارج على اساس انها جزء من كسوة الكعبة " مقلدة" ، مؤكدا ان المملكة العربية السعودية تعوض اسرته عن الكسوة بمقابل مالي فيما تهدي الثوب إلى كبار ضيوفها ، وا صفا ما قام به الملك سلمان عندما زار الكعبة في مستهل عهده
واكد صالح الشيبي كبير سدنة بيت الله الحرام ، وحامل مفتاح الكعبة المشرفة " لم يحاول أحد انتزاع سدانة الكعبة من آل الشيبي، احتراماً لأمر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وتخصيص الله سبحانه وتعالى لآل الشيبي في هذه المهمة، حتى أن رسول الله عليه الصلاة والسلام، قالها لجدي عثمان بن طلحة "إني لم أدفعه إليكم، ولكن الله دفعه".
مضيفاً في حوار خاص اجرته معه (مجلة الرجل) " لم يتجرأ احد على ان ينتزع السدانة من آل الشيبي حتى أنه كان هناك وليّ من ولاة مكة، في عهد من العهود، قيل له: لمَ لا تأخذ مفتاح الكعبة من آل الشيبي؟ قال إذا قلتم جميعاً عني ظالم، فلا يهمّني، أما أن يقول عني رسول الله، ذلك، فلا هذه لا اطيقها ولا اتحملها"
وشرح الشيبي ما قام به الملك سلمان في مستهل عهده عندما زار الكعبة قائلا "عندما دخل الملك سلمان الكعبة، شأنه شأن أقرانه، بدأ بالصلاة في المكان الذي صلّى فيه سيّد المرسلين، عليه أفضل الصلوات والتسليم، ثمّ دعا الله وأحاط الكعبة من الداخل بعطر العود وماء الورد، ثم تحدث إلى رئيس الحرمين، وتحدث إليّ وإلى الأمير خالد الفيصل، بأن أي شيء تحتاجه الكعبة من الداخل أو الخارج، هو على استعداد للقيام به في أسرع وقت.
وكشف الشيبي على انه " لم يحاول أي من الملوك، منذ عهد الصحابة إلى اليوم، ولله الحمد، فتح الكعبة، إلا من آل الشيبي".
ويحظى صالح الشيبي كشخصية باهمية استثنائية كونه السادن السابع والسبعين للكعبة والتي ظلّت سدانتها إحدى أعظم المهن وأجلها شرفاً، عند العرب والتي بدأت مع إسماعيل عليه السلام، وتنقلت بعده لأيدي عائلات وقبائل عربية عريقة، قبل أن تستقرّ بشكل نهائي، منذ عهد الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- وإلى اليوم، في أيدي آل الشيبي الذين يستوطنون مكة المكرمة.
وفيما يخص كسوة الكعبة التي تُقام عليها مزادات في الخارج اكد الشيبي ان "جميعها مقلدة" مؤكدا ان القطع التي تقام عليها مزادات في الداخل أو الخارج، "جميعها مقلدة، لأن جميع ما يخرج من الكعبة، تأخذه الدولة، وتهدي بعضاً منه إلى رؤساء الدول والملوك، أو لآل الشيبي" ، لافتا الى ان تكلفة إنتاج كسوة الكعبة تبلغ من 20 إلى 25 مليون ريال سنوياً ، بينما باب الكعبة الخارجي صنع من 278 كيلو غراماً من الذهب الخالص .
ويوضح الشيبي انه غسل الكعبة المشرفة اكثر من مئة مرة ، وانه يفتح باب الكعبة المشرّفة مرتين في العام ويحضّر قبل أسبوع للغسل ، مشيرا الى ان هناك نوع من العود يستخدم لغسل الكعبة يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد منه 40 الف ريال سعودي .
و يحتفظ آل الشيبي بمفتاح الكعبة في كيس خاص، صُنع يدوياً في مصنع كسوة الكعبة، من خامة القماش نفسها التي تصنع منها الكسوة، ويبقى هذا الكيس في مكان آمن في بيت كبير السدنة، وعند وفاته ينتقل الكيس وبداخله المفتاح إلى كبير السدنة الجديد الذي تتوافق عليه العائلة، ومفتاح الكعبة هو مفتاح عادي من الحديد يبلغ طوله 35 سم، وتم تغييره مرات عدّة في عصور إسلامية مختلفة. وتم تغييره في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.