قد لا تصدق هذه الأخبار الحقيقية لكنها موّثقة بدليل
الرجل: دبي
تمر أخبار أحيانا لا يصدقها أحد، إلا إذا كانت مرفقة بمصدر موثوق وعليها دليل دامغ، كصينية مريضة بما يمنعها من الكلام والكتابة بيديها، فتمكنت من تأليف كتاب بملايين الإيماءات من عينيها، أو كعمياء معدة لبرنامج تلفزيوني حواري في أفغانستان.
الصينية Gong Xunhui المنشور خبرها اليوم الاثنين بصحيفة "التايمز" البريطانية، منعها عن الكتابة والكلام مرض يسمونه Amyotrophic lateral sclerosis المشل لخلايا متحكمة بحركات العضلات الإرادية، والمعتل به عالم الفيزياء النظرية، البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ، والذي نراه يستعين بكومبيوتر طوّروه له ليعبر بواسطته عما يريد أن يقوله من كلام، وهو مقعد على كرسي متحرك.
إلا أن غونغ، وهي طبيبة جراحة سابقة في مدينتها "تشينغدو" وعمرها 62 سنة، منها 13 أمضتها للآن مع المرض الذي منعها من أي حركة للتعبير سوى عينيها، استعانت برموش وعضلات عينيها لتأليف كتاب عن حياتها، بملايين الغمزات والايماءات.
كل كلمة كانت "دونغ" تكملها، كانت تشير إليها بغمزة يحولها الكومبيوتر إلى أمر تنضم معه الى أخرى لتتكون بها إحدى العبارات، وهكذا الحال مع "دونغ" يوميا، من 8 صباحا إلى 11 ليلا طوال 10 أشهر من غمز ورمش وايماءات، لم تتوقف إلا عندما انتهت من تأليف كتاب سمته "شخص جميل متجمد" من 318 صفحة وأكثر من 150 ألف حرف، وفي مقدمته كتبت أن غايتها من كتابته هي تشجيع المعوقين مثلها على البحث عن قدرات لديهم تجعلهم سعداء ومفعمين بالأمل إذا ما عثروا عليها واستخدموها.
وعمياء تقدم برنامجا بالتلفزيون ولا ترى الكاميرا والضيوف
أفغانية اسمها "بنفشى أحمدي" تعمل مقدمة برنامج في Saba Tv بالعاصمة كابل، وخبرها تطرقت إليه قناة CCTV News بتقرير تلفزيوني يوم الجمعة الماضي، وفيه أن الإقبال كبير على برنامج الضريرة المعتبرة للأفغان مثالا عن تحدي الإعاقات وقهرها.
وتبدو "بنفشى" أمام عدسات الكاميرا التلفزيونية كمذيعة عادية لمن يتابع برنامجها، على حد ما ذكرت "سي سي تي في" بتقريرها، لكنها في الواقع خارج مجال أي بصر ونظر، لا ترى حتى الملقن الإلكتروني وعدسة الكاميرا، ولا أيضا ضيوف برنامجها الحواري، وفيه تلفظ الكلمات عبر لمس العبارات المحفورة بارزة في لوح معها، بأسلوب "برايل" المخصص لفاقدي البصر مثلها، فنجحت المتزوجة والأم لأولاد، بتخطي الصعاب وذللتها واشتغلت ضريرة في برنامج تلفزيوني، يصعب العمل فيه أحيانا على أقوياء البصر والنظر.