نائل فايز: رئيس برنامج إنجاز السعودية لـ"الرجل" الطموح بلا حدود يحطم السدود
علي المقبلي –الرياض :
أقسم ألا يتنازل عن تطويع فكره الإبداعي لخدمة الجيل الصاعد، بما يتواكب مع تطورات العصر والتكنولوجيا.. وآلى على نفسه أن يقف في وجه العقبات، ليحوّلها بإرادة فولاذية إلى فرص نجاح حقيقية، واجه من خلالها التحديات التي تستسلم دوماً لطموحاته اللامحدودة. متبنياً غرس قيم العمل الجماعي المبنيّ على أهداف بعيدة المدى.
نائل سمير فايز عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبرنامج "إنجاز السعودية" يسعى حثيثاً من خلال عمله إلى رفع القيمة المعرفية بالمنشآت غير الربحية، والتعرف إلى مدى أهميتها في صنع مستقبل مشرق للأجيال القادمة، متصدياً لمسؤولية تعميق فكر المجتمع تجاه مفهوم البرنامج غير الربحية، الذي يبني التنمية المستدامة ويصنع التوازن المجتمعي.
البداية
نائل سمير فايز( 40 عاماً ) زوج مثالي وأب لأربعة أطفال، أنهى مؤخراً برنامج هارفارد لتدريب تنفيذيي المنظمات غير الهادفة للربح، فيما حصل على البكالوريوس في علوم الاقتصاد والمالية من جامعة لومار تكساس، كما أتمّ برنامج ماجستير إدارة الأعمال من جامعة أسبن من خلال مبادرات التدريب في شركة أرامكو السعودية، وله مشاركات فعالة في العشرات من الدورات التدريبية والبرامج في الإدارة المهنية والإستراتيجية المالية في مؤسسات تدريب عدة حول العالم.
المشوار العملي والتحديات
لا يتذكر نائل أنه أخفق يوماً في مواجهة العقبات والتحديات، فهو بطبعه متفائل لا ينظر إلى الجانب المظلم في الأشياء، هو دوماً يتمتع بنظرة إيجابية ويعدّها معيار القوة الحقيقي، عصامي منذ نعومة أظفاره، يعتمد على نفسه، ويهزم العقبات بإرادته القوية ويخلق منها فرصاً للنجاح والانطلاق، ويعتقد أن أهم التحديات في مشواره العلمي، تمثلت في غرس قيم العمل الجماعي المستدام والمبنيّ على أهداف بعيدة المدى، ولاسيّما برنامج إنجاز السعودية، كونه برنامجاً غير ربحي، فهو يرى بمفهومه الخاص أن هناك نقصاً من جانب المجتمع، في فهم الدور المسؤول لهذه البرامج، بوصفه عنصراً أساسياً في تنمية المجتمعات، والقيام بالدور المشترك بين القطاعات المختلفة لصناعة توازن مجتمعي بنّاء، لذا فقد وضع لحياته هدفاً أسمى، تمثل في سعيه مع فريقه المساعد إلى رفع القيمة المعرفية بالمنشآت غير الربحية، وأخذ على عاتقه مهمة التعريف بمدى أهمية هذه المنشآت في صناعة مستقبل مستدام لأجيال المستقبل في الوطن الغالي.
مسيرة النجاح.. ومدى تحقيق الطموحات
أطلق نائل العنان لطموحاته إبّان عمله لمدة تسع سنوات في شركة "أرامكو السعودية" التي تُعدّ أكبر منتج للنفط في العالم، وأكبر شركة في الشرق الأوسط، مؤكداً أن تطلعاته لا تنتهي، إذ تنوّعت تجاربه وخبراته، وانخرط في مجالات عدة، ما أكسبه مهارات قيادية وإدارية، كما سمحت تجربته في الإدارة المالية بالاطلاع واكتساب خبرات أكبر في الأمور المالية المختلفة التي تتعرض لها الشركات، كما احترف آليات وضع الميزانيات وآليات استمرار السيولة لاستدامة المشاريع، بالإضافة إلى الخدمات المصرفية، كذلك أُتيحت له فرصة العمل في العديد من بيوت الخبرة والشركات الاستشارية العالمية، ما فتح آفاق التعرف إلى الاستراتيجيات الإدارية والمعرفة التامة لتقديم المناقصات وتقييم المقترحات، فضلاً عن المعرفة في تقديم الاستشارات وآلية تحسين المنشآت وتطويرها وعمليات إعادة الهيكلة، ما صقل تجاربه وخبراته ومهاراته الوظيفية، وأسهم بشكل فاعل في بناء شخصية متزنة ذات رؤية وحكمة ثاقبة.
مسؤوليات وخبرات عملية
في منتصف عام 2009، تولّى نائل سمير فايز منصب الرئيس التنفيذي لتأسيس برنامج إنجاز السعودية في المملكة www.injaz-saudi.org التمثيل المحلي لـ"جونيور أتشيفمنت وورلد وايد www.ja.org "، أكبر وأقدم منظمة غير ربحية تُعنى بالتعليم وتنمية روح المبادرة لدى الطلاب بوصفها كياناً مستقلاً.
يهتمّ برنامج إنجاز السعودية - الذي يتسنّم فايز رئاسته - بالعمل مع رواد القطاع الخاص ووزارة التربية والتعليم ووزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية والجامعات والمتطوعين، ومسؤولي المدارس والطلاب بإيجاد وسائل لخلق الوعي ونشر ثقافة التطوع المؤسساتي البنّاء، وتحفيز القدرات لتنفيذ البرامج على مستوى المملكة ووصولها إلى ربع مليون طالب سنوياً، تعزيزاً لمستقبل الشباب السعودي وإعدادهم للانضمام إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وتزويدهم بالمهارات والتعليم لتنمية مهارات الاستعداد لسوق العمل والثقافة المالية وريادة الأعمال.
أهمية العمل الجماعي
الشباب هم أساس المستقبل واللبنة الأولى في بناء الأوطان، لذا فإن نائل فايز يدرك أهمية العمل الجماعي والمستدام لنموّ الشعوب وتطورها، فهو يستقي دوماً قوته وعزيمته من طاقات الشباب وإبداعاتهم وإنجازاتهم، ويؤكد أنها تزيده إصراراً يوماً بعد آخر على تقديم الأفضل وتخطي العثرات، ما يعظّم إحساسه بالمسوؤلية تجاه شباب الوطن بشكل عام، كما يسعى جاهداً للتطوير وتقديم الأفضل، سواء على مستوى البرنامج أو على مستوى تطوير مهاراته وقدراته الشخصية، لتحقيق أهدافه والارتقاء بمستوى الأداء لضمان الوصول إلى النتائج المرجوّة.
ولا يخفى على نائل صاحب النفسية المتواضعة، أنه تعلم في برنامج إنجاز السعودية ضرورة التخطيط الجيد للوصول إلى تحقيق الأهداف، وفق رؤية محورية تعكس مدى إدراك فريق العمل لدوره الفعّال في المجتمع، مشيراً إلى فخره واعتزازه بالبرنامج، لما يحققه من توسع ونموّ، متخطياً كل التحديات والصعوبات التي تواجههم في تقديم البرامج على أعلى مستوى بمدن المملكة كافة.
نائل الإنسان
وفي محاولة لاستنطاقه للحديث عن نفسه، أوضح أنه شخصية بسيطة في تعاملاتها.. مستدركاً: أمتلك رؤية وفكراً وإبداعاً خلاقاً، إلا أنني أسعى دوماً إلى تطويرها، مبحراً في عميق الأفكار، فهو يهوي التحديات الصعبة، يحب التجديد والتغيير والتطوير، ولا يقبل بأنصاف الحلول.
درج نائل منذ صغره على الاعتماد على نفسه، فهو رجل عصامي بامتياز، إلا أن نقطة ضعفه الوحيدة هي أسرته الصغيرة؛ زوجته وأبناؤه مريم (11سنة)، يوسف (6 سنوات)، نور (3 سنوات)، ضحى (سنة) ويرى من خلال ابتساماتهم ألوان الحياة الوردية، فتصبح سعادته بلا حدود، كما يسعى لغرس القيم الأخلاقية والمعرفية والإبداعية في سلوكاتهم، ويعدّهم أصدقاءه الذين بهم تستعيد الحياة ملامحها، يحافظ على استقلالية قراراتهم ويحترم رغباتهم. أما زوجته نوران بحري فهي سنده في نجاحاته وعثراته وهي صديقته ورفيقة دربه، قبل أن تكون أماً لأغلى ما يملك.
وفي جانب آخر من شخصية نائل تعلقه بوالدته ووالده بشكل قويّ، حيث يعدّهما مثله الأعلى وقدوته في مسيرة حياته ونجاحاته. فقربه من والده يحفزه على الاستمرار في تحقيق ما يصبو إليه، ويستمدّ منه الإصرار على تخطي التحديات التي تواجهه في حياته العملية والشخصية، فيما يتبع نائل نهج والده الناضج في تربية أولاده.
التطلعات المستقبلية .. والشباب
ولأن نائل يتمتع بشخصية قيادية لا تعرف المستحيل، فإن تطلعاته للمستقبل بلا حدود، كما أن سقف طموحاته أعلى من أي تخيّل، فهو يخطط جيداً لأهدافه، ويضعها في أولوياته، ويسخّر كل وقته لتنظيم معارفه الفكرية والإبداعية، كما أنه في زحام يومه لا ينسى هوايته المفضلة قراءة الشعر وكتابته، والكتابة عموماً. كما يتطلع دوماً إلى تطوير شخصيته لتصبح مؤثرة في نموّ الفكر الإبداعي الشباب، بما يتواكب مع لغة العصر ويحاكي التكنولوجيا الحديثة.