أين ياتي العرب في قوائم اثرياء العالم؟
لندن: عادل مراد
نشرت مصادر عالمية عدة،من بينها صحيفة "صنداي تايمز" ومطبوعة "فوربس"،لوائح اكبر اثرياء العالم في عام 2015، لم يحظ منها العرب سوى بموقع واحد في المركز 28 عالمياً،وحققه الامير الوليد بن طلال بثروة تقدر بنحو 26.4 مليار دولار. في الوقت نفسه ظهر اربعة اثرياء عرب بين لائحة اكبر اثرياء بريطانيا، بناء على اقامتهم فيها.
وعلى المستوى العالمي حققت عائلة والتون الاميركية، المركز الاول بثروة تقدر بنحو 160 مليار دولار، وتلاها اثرياء امريكيون ايضاً في المراكز الثلاثة التالية، هم دافيد وتشارلز كوش (124.5 مليار دولار) وبيل غيتس (82.4 مليار دولار) وعائلة مارس (80 مليار دولار).
وبين العشرة الاوائل في العالم، ظهر المكسيكي من اصل لبناني كارلوس سليم حلو في المركز الخامس، بثروة تقدر بنحو 73.8 مليار دولار.
وعلى المستوى البريطاني حقق الاوكراني الاصل لين بلافيتنيك المركز الاول بثرة قدرها 19.7 مليار دولار، زادت في العام الاخير بنحو 4.7 مليار دولار. اما اكبر الاثرياء العرب في بريطانيا فكان المستثمر السعودي الشيخ محمد بن عيسى الجابر في المركز 15 بثروة قدرها 8.9 مليار دولار، تراجعت في العام الاخير بنحو 352 مليون دولار، بسبب تراجع اسعار النفط. ويدير الشيخ الجابر مجموعة "إم بي إي" القابضة التي تشرف على استثمارات في الفنادق والعقارات والاغذية والطاقة. وهو يوفر الكثيرمن المنح الدراسية للطلاب العرب. وقد تراجع موقع الشيخ الجابر على اللائحة موقعين منذ العام الماضي.
ومن العرب ظهر ايضا مهدي التاجر في المركز رقم 56، بثروة قدرها 2.5 مليار دولار، وهو يعمل في مجالات المعادن والنفط والعقار. وعلى رغم عدم تغير حجم ثروته عنها في العام الماضي،فإن موقع التاجر تراجع على اللائحة البريطانية من 52 في العام الماضي الى 56 هذا العام، بسبب ارتفاع المعدل العام لحجم الثروات في بريطانيا.
وفي المركز 59 متراجعاً من 55 في العام الماضي، جاء المستثمر السوري الاصل وفيق سعيد، بثروة قدرها 2.25 مليار دولار. وله منح دراسية لمساعدة الاطفال العربايضاً.
وفي المركز 73 بلا تغيير من العام الماضي، جاء المستثمر المصري المعروف محمد الفايد، وهو يقيم الآن في قصر في اسكتلندا، بعد ان باع "هارودز" ونادي فولهام، ولكنه مازال يحتفظ بفندق "الريتز" في باريس. وتقدر ثروة الفايد حالياً بملياري دولار.
اما الرابع والاخير على لائحة الاثرياء البريطانيين، فهو السوري ايمن اسفاري الذي يعمل في مجال خدمات النفط. وقد تراجع مركزه على اللائحة من 87 في العام الماضي، الى 197 هذا العام، بسبب تراجع اسعار النفط. وتراجع حجم ثروته الى النصف الى ما يقرب حاليا من 863 مليون دولار.
وعلى هامش الاثرياء في بريطانيا يظهر جورج كلوني وزوجته اللبنانية الاصل أمل علم الدين في المركز 790 كمدخل جديد، على اعتبار اقامة أمل في بريطانيا وشرائهما لمنزل ريفي فاخر في مقاطعة بيركشاير البريطانية. وتقدر ثروة كلوني وزوجته حالياً بـ 181 مليون دولار.
ويحتاج الثريّ الآن الى مئة مليون استرليني (150 مليون دولار) على الاقل، لكي يرتقي الى مصافّ اكبر الف ثريّ في بريطانيا، بزيادة 22 مليون دولار على لائحة العام الماضي. وتضمّ بريطانيا حالياً 117 مليارديراً، وهو اكبر عدد بالمقارنة الى التعداد مع اي دولة اخرى في العالم. وكان عدد هؤلاء في بريطانيا في عام 2005 نحو40 مليارديراً فقط.
ويبدو ان الاثرياء يقودون موجة الخروج من الكساد، حيث زادت ثروتهم في العام الاخير بنسبة 5.4 في المئة، لتصل الى رقم قياسي جديد هو 820 مليار دولار. وقد ضاعف الاثرياء حجم ثرواتهم في العشر سنوات الاخيرة. وأسهم في نموّ الثروة في لندن وفود اثرياء العالم للإقامة فيها وإدارة اعمالهم منها. وتجذب لندن اليها كذلك عدداً من الفنانين العالميين، مثل جورج كلوني وسلمى حايك وكاثرين زيتا جونز.
ويوجد في بريطانيا اربعة اضعاف المليارديرات بالمقارنة مع الصين التي يفوق اقتصادها اقتصاد بريطانيا اربعة اضعاف. وعلى الرغم من وجود رقم قياسي من المليارديرات في امريكا، ويصل عددهم الى 384، فإن النسبة الى التعداد تجعل بريطانيا اكثر ثراء. وزاد عدد مليارديرات بريطانيا هذا العام بنسبة 12 في المئة.
والملاحظ ان معظم كبار الاثرياء في بريطانيا هم من الاجانب الذين قرروا المعيشة فيها، بفضل ضرائبها المنخفضة (حتى الآن)، وقوة النظام القانوني فيها ونوعية التعليم المتفوقة، وسهولة اللغة، والموقع داخل اوروبا، ولكن من دون متاعب اليورو. وفي بريطانيا ايضاً توجد مهارات الاعمال والاستثمار في المجالاتكافة. وهي متوسطة التوقيت الاستثماري، بحيث يمكن الاستثمار في ثلاثة اسواق عالمية في اليوم الواحد، وتتمتع لندن بحياة فيها هوامش حرية كبيرة.
وبلغ من حجم ثروات بريطانيا ان الملكة نفسها لا ترتقي الى اول 300 مركز على اللائحة، حيث لا تزيد ثروتها على 510 ملايين دولار. وحقق معظم الاثرياء البريطانيين ثرواتهم من التجارة والاستثمار. وأسهمت بعض النساء من سيدات الاعمال في بريطانيا في تكوين ثروات والحضور على لائحة الاثرياء، ولكن النمط السائد، هو ان ثراء السيدات يكون في الأغلب عبر الزواج من رجال اعمال اثرياء، او الطلاق منهم.وكانت اشهر قضية طلاق هي لسلافيكازوجة بيرني ايكلستون السابقة التي حصلت على 1.1 مليار دولار من زوجها في تسوية الطلاق. وتبلغ ثروة ايكلستون نحو 4.4 مليار دولار.
وفي المجال الرياضي، يعدّ متسابق السيارات لويس هاميلتون اكبر الرياضيين الاثرياء في بريطانيا، بثروة تصل الى 132 مليون دولار. ومن الممثلين كان دانييل رادكليف بطل افلام "هاري بوتر" هو اكبر الممثلين ثراء في بريطانيا، بثروة تصل الى 103 ملايين دولار. بينما كانت اصغر الفنانين سنا بين الاثرياء المغنية أديل التي لم تصل بعد الى الثلاثين، ولكن ثروتها بلغت 75 مليون دولار.
وبين مدن العالم تعد لندن هي الاكثر ثراء بحساب عدد المليارديرات فيها وقيمة ثروتهم، تليها مدينة نيويورك ثم سان فرنسيسكو ثم موسكو وهونغ كونغ ولوس انجلوس وبكين وباريس. وفيما زادت ثروات التجار والمستثمرين وأصحاب المشاريع الجديدة والابتكارات على الانترنت، تراجعت ثروات المعتمدين على النفط اوالتعدين اوالطاقة بعد تراجع اسعار بنسب كبيرة منذ العام الماضي.
وتضم لائحة المليونيرات البريطانية عدداً من الرياضيين، مثل واين روني (كرة قدم) وإندي مواري (تنس) وروري ماكلروي (غولف). ومن الفنانين كل من ايلتون جون وتوم جونز وستينغ ورود ستيوارت وايريك كلابتون وميك جاغر.
ممّا يذكر ان كل تقديرات الثروات تقريبية، حيث شكا بعض الاثرياء في السنوات الماضية ان تقديرات ثرواتهم كانت دون الواقع. وتختلف هذه التقديرات بين مصدر وآخر، ففي لوائح عام 2015 تعُدُّ مؤسّسة "فوربس" بيل غيتس أثرى رجل في العالم، بثروة تقدر بـ 79.2 مليار دولار، بينما تضعه صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في المركز الثالث، بعد عائلتي والتون ودافيد كوش، على رغم ان تقديرها لثروته كان يزيد على تقدير "فوربس"، ويصل الى 82 مليار دولار.
ولابدّ ان يؤخذ تقدير تحويل العملة في الحسبان، حيث كل الثروات البريطانية كانت محسوبة بالاسترليني الذي يصل سعر صرفه في المتوسط الى 1.5 دولار.