لماذا يسأل جيف بيزوس المتقدمين للوظائف: "هل أنت محظوظ؟"
قد تبدو مقابلات العمل في شركات التقنية الكبرى صعبة وغير مألوفة، لكن أحد أكثر الأسئلة إثارة للدهشة في تاريخ "أمازون" كان ببساطة: "هل تعتبر نفسك شخصًا محظوظًا؟". هذا السؤال، الذي اعتاد جيف بيزوس طرحه على المرشحين خلال سنواته الأولى في قيادة الشركة، بدا غريبًا في الظاهر، لكنه في الواقع محمّل برؤية نفسية عميقة.
الحظ كتعبير عن التواضع
بحسب خبراء في علم النفس، فإن اعتراف الشخص بأنه "محظوظ" يُعد مؤشراً على التواضع الفكري، وهي سمة أساسية كان بيزوس يسعى لتوفرها في موظفيه. فالإقرار بأن النجاح لا يأتي فقط من الذكاء والعمل الجاد، بل من ظروف مواتية، يُظهر نضجًا وقدرة على التعلّم من الأخطاء.
اقرأ أيضاًسيارة جيف بيزوس الـKoenigsegg بـ4.8 مليون دولار.. من أرخص ممتلكاته الفاخرة!
الحظ كمؤشر على اليقظة والمبادرة
دراسات نفسية كلاسيكية أظهرت أن الأشخاص الذين يرون أنفسهم محظوظين غالبًا ما يتمتعون بقدرة أعلى على ملاحظة الفرص والتصرف بسرعة. في إحدى التجارب، استطاع "المحظوظون" تحديد رسالة خفية في صحيفة تُعلن الإجابة على التمرين قبل الآخرين، فقط لأنهم كانوا أكثر يقظة.
بالتالي، من يعتبر نفسه محظوظًا، قد لا يكون يركن للمصادفة، بل يرى الحياة من منظور الفرص لا العقبات.
الحظ كعلامة على التفاؤل
الذين يرون أنفسهم محظوظين يميلون أيضًا إلى التفاؤل، وهي سمة ترتبط بزيادة الإنتاجية، الصحة المالية، والقدرة على التكيف في بيئات العمل. فالمتفائلون غالبًا ما يتحلون بالإبداع والمرونة، ويعتمدون مقاربات أكثر فعالية في التعامل مع التحديات.
اقرأ أيضاًحياة الملياردير جيف بيزوس تشهد تحولات جذرية.. ما السبب؟
السؤال الغريب.. لكنه عبقري
عندما يجمع الشخص بين التواضع، المبادرة، والتفاؤل، يكون أقرب لما يبحث عنه كل مدير توظيف: شخص يراهن على نفسه وعلى المستقبل، لكنه واعٍ أن النجاح لا يتحقق دون دعم وظروف مواتية.
إذًا، قد يكون سؤال "هل أنت محظوظ؟" غير تقليدي، لكنه نافذ إلى أعماق شخصية المرشح، ويختصر صفات قد لا تظهر في أي سيرة ذاتية.