هل الرجال يتخلون عن زوجاتهم إذا مرضن؟ محامي يثير الشكوك حول دراسة مثيرة
أثارت تصريحات في بودكاست "دياري أوف أيه سي إي أو" لـ"ستيفن بارتليت" جدلاً واسعًا حول الطلاق عند المرض، حيث قال: "إذا أصيب الرجل بمرض خطير وتولت زوجته رعايته، فإن معدل الانفصال 2.9%، بينما إذا مرضت المرأة، يرتفع المعدل إلى 21%، مما يعني أن الرجال أكثر عرضة للانفصال بـ624%.
هذه الأرقام مستندة إلى دراستين من 2009 و2015، لكن محامي الطلاق "رايفورد دالتون بالمر"، من شركة "إس تي جي ديفورس لو"، يرى أن الأمر ليس بهذه البساطة.
يشكك رايفورد بالمر في مصداقية الدراستين، فالدراسة الأولى عام 2009 شملت 515 شخصًا فقط، وهي عينة صغيرة جدًا لاستخلاص نتائج اجتماعية كبيرة.
أما دراسة 2015، فقد سُحبت بعد اكتشاف خطأ فادح، حيث اعتُبر المشاركون الذين انسحبوا من الدراسة مطلقين.
ويقول "بالمر": "لا يمكن الاعتماد على هذه الأرقام بثقة"، ويضيف أن عوامل مثل الوضع المالي قد تؤثر على قرار البقاء في الزواج، وليس بالضرورة الوفاء أو الأنانية، لكن الباحثين لم يتمكنوا من قياس ذلك بدقة.
اقرأ أيضًا: الطلاق عبر الفيسبوك أحدث أنواع الطلاق
ويوضح أن دراسة 2009 ذكرت في ملخصها أن "خطر الطلاق لا يزداد لدى مرضى السرطان"، مما يناقض الاستنتاجات الشائعة.
هذا يعني أن المرض بحد ذاته قد لا يكون سببًا مباشرًا للانفصال، بل هناك عوامل أخرى لم تُدرس بعمق، ويرى أن الافتراضات حول أنانية الرجال قد تكون مبالغًا فيها دون دليل قوي.
اقرأ أيضًا: كيف يمكن للرجل الاستشفاء من الطلاق وبدء حياة جديدة؟
وعند سؤاله عن تجربته كمحامي، أكد أنه لم يلاحظ أي اتجاه واضح في قضاياه يدعم هذه الفكرة، وأضاف: "لدينا حالات مع أطراف مريضة، لكنها قليلة جدًا ولا تكفي لتحديد نمط"، مؤكدًا أنه لا يعرف كيف يمكن جمع بيانات دقيقة حول هذا الموضوع، بينما لا ينكر أن بعض الرجال قد يتركون زوجاتهم المريضات، لكنه غير مقتنع بأن الأرقام المذكورة تعكس الحقيقة بدقة.
لا شك أن هذا الموضوع يثير مشاعر قوية، ولكنه يدعو إلى الحذر في تفسير الإحصاءات، مؤكدًا أن الحقيقة قد تكون أكثر تعقيدًا مما تُظهره الأرقام.