لندن تتراجع في قائمة المدن المفضلة للمليونيرات بعد خسارة 11,000 مليونير
تواجه لندن تراجعاً ملحوظاً في قائمة المدن التي يفضلها المليونيرات، حيث أفادت الدراسات بأن المدينة فقدت أكثر من 11,000 مليونير خلال العام الماضي، ما جعلها تتراجع إلى المركز السادس بين المدن العالمية المفضلة للثروات الكبيرة.
وفقاً لتقرير سنوي عن الثروات العالمية، فإن لندن تعد واحدة من المدينتين الوحيدتين في أفضل 50 مدينة شهدت انخفاضاً في عدد الأغنياء مقارنة بعام 2014.
وعلى الرغم من تراجعها، فلا تزال لندن تحتفظ بمكانة بارزة، حيث تعتبر المدينة الرابعة من حيث تكلفة المعيشة، حيث تتفوق فقط على هونغ كونغ و نيويورك وموناكو من حيث تكلفة العقارات. ومع ذلك، فالمستقبل لا يبدو مشرقاً بالنسبة للمدينة في ظل استمرار التحديات الاقتصادية التي تؤثر على مكانتها كمركز مالي عالمي.
أسباب تراجع لندن في جذب المليونيرات
تتعدد الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع الكبير في عدد المليونيرات في لندن، ومنها زيادة الضرائب والظروف الاقتصادية غير المستقرة التي أثرت سلباً على بيئة الأعمال.
ومن أبرز الأسباب التي جعلت العديد من الأثرياء يغادرون لندن هي الضرائب المرتفعة، وخاصة على رأس المال والميراث، إلى جانب تداعيات بريكست التي أضرت بالاقتصاد البريطاني، وأدت إلى تغيير مكان مركز المال في أوروبا.
كما أن السياسات الاقتصادية الجديدة، مثل إلغاء وضع المقيم الغير دائم والتي كانت تسمح للوافدين الأثرياء بالاستفادة من تخفيضات ضريبية، جعلت العديد من المليونيرات والمستثمرين يبحثون عن ملاذات ضريبية أخرى مثل موناكو والإمارات العربية المتحدة.
ووفقاً للعديد من المستشارين الضريبيين، فإن هذه العوامل قد دفعت العديد من رجال الأعمال الأثرياء مثل ألفي بيست و تشارلي مولينز إلى مغادرة المملكة المتحدة.
اقرأ أيضًا: فرصة لامتلاك قصر تاريخي في لندن بسعر 21.5 مليون جنيه إسترليني
الوجهة الجديدة للمليونيرات
مع تزايد القلق من فرض المزيد من الضرائب، بدأ المليونيرات في لندن في البحث عن دول أخرى ذات قوانين ضريبية أقل، مثل البرتغال و إيطاليا و دبي و إسبانيا.
كما أن الأسواق المالية في الولايات المتحدة وآسيا قد أصبحت أكثر جذباً للمستثمرين، مما أثر على لندن التي كانت حتى وقت قريب تعتبر المركز المالي الأول في أوروبا.
كما يشير المحللون إلى أن دبي و جنيف و باريس أصبحت تشكل منافسة قوية لها.
ويتابع أندرو أمويلز، رئيس الأبحاث في New World Wealth، أن التأثير الكبير لهذا التراجع في العدد الكبير من المليونيرات في لندن سيكون له عواقب كبيرة على الاقتصاد البريطاني.
حيث أشار إلى أن معظم الشركات الكبرى في FTSE 100 تأسست على يد رجال أعمال ثرواتهم تفوق الـ 100 مليون دولار، مما يعكس تأثير هذا التراجع في قدرة لندن على جذب الثروات.
اقرأ أيضًا: زياد المعيوف يفوز بلقب أكثر ملاكم ملهم لعام 2025 في لندن
مستقبل لندن كمركز مالي عالمي
رغم التراجع الكبير في عدد المليونيرات في لندن، فإن المدينة لا تزال تحتفظ بمكانتها كمركز مالي مهم عالميًا، ولكنها الآن تواجه منافسة من مدن أمريكية مثل لوس أنجلوس، التي صعدت في القائمة.
ومع ذلك، لا يزال العقار في لندن واحدًا من أغلى الأسواق في العالم، ما يجعلها تبقى في المرتبة الرابعة من حيث تكلفة المعيشة.