لماذا رفض جنسن هوانغ مقارنته بإيلون ماسك
في مشهد فريد من كتاب "The Thinking Machine" الذي يتناول حياة ومسيرة مؤسس Nvidia جينسن هوانغ، يسرد الكاتب "ستيفن ويت" تفاصيل لحظة متوترة خلال مقابلة جمعته بالرئيس التنفيذي المخضرم، بعدما تجرأ على طرح سؤال مستقبلي مستوحى من الخيال العلمي.
بمجرد أن عرض ويت مقطعًا صوتيًا من آرثر سي كلارك يتحدث فيه عام 1964 عن احتمال تفوّق الآلات على البشر في التفكير، تغيرت ملامح هوانغ، وأوقف المقابلة على الفور، رافضًا الحديث عن موضوع "يدّعي أنه مستقبلي".
"لست إيلون ماسك"
بحسب الكاتب، فإن هوانغ عبّر عن امتعاضه قائلاً: "أشعر وكأنك تحاور إيلون ماسك الآن... ولست أنا".
ويشرح ويت هذه العبارة بالقول إن ماسك يبدأ من رؤى مستقبلية حالمة، ويعود منها إلى الحاضر لتطوير التكنولوجيا التي تحققها، بينما يسير هوانغ بالعكس تمامًا: يبني من الواقع ويعتمد المنطق خطوة بخطوة، دون الانجرار وراء سيناريوهات الخيال العلمي التي يعتبرها مضلّلة وغير عملية.
هوانغ لا يقرأ الخيال العلمي.. ويكره المسرح
المفاجأة الأكبر، كما يوضح ويت، أن جينسن هوانغ لم يقرأ في حياته كتابًا لآرثر سي كلارك، بل إنه لا يحب الحديث العلني ولا المقابلات، رغم براعته فيها.
ويضيف الكاتب: "إنه يكره المسرح، يكره المقابلات، ويتوتر بشدة عند ظهوره العلني. ومع أن مؤتمر GTC أصبح محط أنظار الجميع، إلا أنه يسبب له توترًا كبيرًا".
قيادة صارمة وغياب تام للورثة
ويتحدث الكاتب عن هيكل قيادة Nvidia، ويقول إن هوانغ لا يملك نائبًا أو خليفة محتملًا، رغم تجاوزه سن الـ62، مؤكدًا أنه لا توجد خطة واضحة لخلافته.
ويضيف: "مخطط القيادة في Nvidia يبدأ به، ويتفرّع منه مباشرةً إلى 60 مديرًا دون أي طبقة وسطى، ولا يوجد شخص محدد يمكن القول إنه الرجل الثاني في الشركة".
اقرأ أيضًا: من العداء إلى الصداقة: كيف تحول خلاف تايسون وهولي فيلد إلى علاقة صداقة مفاجئة؟
كيف بدأ ويت كتابة هذا الكتاب؟
يكشف الكاتب أنه فقد الاهتمام بـNvidia بعد أن باع أسهمه فيها عام 2005، لكنه عاد للاهتمام بها بعد صعود ChatGPT، إذ فوجئ بأن نفس الشخص ما زال يقود الشركة، ويقودها بقوة.
ويختم بقوله: "ظننت أن Nvidia أصبحت شركة مملة... لكن حين بدأت البحث، اكتشفت أن جينسن هوانغ شخصية أعقد وأذكى بكثير مما توقعت. رجل يرفض أن يحوّل شركته إلى مسرحية خيال علمي... لكنه في الحقيقة من يصنع واقع هذا الخيال".