تمثال يُباع في مزاد بريطاني يثير جدلًا في الأوساط الأثرية الفرنسية
أثار بيع تمثال من الجرانيت منسوب لعصر البرونز، في مزاد أقيم في لندن بتاريخ 13 مارس، موجة انتقادات في الأوساط الثقافية الفرنسية.
التمثال الذي يبلغ ارتفاعه 63 سنتيمتر، والذي تم بيعه مقابل 22,500 يورو عبر تاجر إسباني، وُصف بأنه شبيه بالنُصُب الحجرية المكتشفة في موقع "فيليتوزا" بجنوب جزيرة كورسيكا، لكن علماء آثار وممثلي الثقافة الفرنسية أكدوا أن القطعة مزيفة.
"فرانك لاندري"، عالم آثار ومؤلف مرجع عن آثار كورسيكا، أكد أن الصور المنشورة في كتالوج المزاد تكفي للجزم بأن التمثال "لا يمكن أن يكون أصليًا"، واصفًا إياه بأنه "نسخة باهتة"، وأشار إلى صغر الحجم، ورداءة الملامح، وغياب عناصر أساسية في التماثيل الأصلية مثل بروزات الخوذة على الأذنين.
فيما أعرب "لاندري" و"لايتيسيا دودون"، رئيسة قسم الآثار في كورسيكا، عن دهشتهم لعدم استشارتهم قبل المزاد، مؤكدين أن مراجعة بسيطة لعلامات النحت وأصل الحجر كانت كفيلة بتوضيح الحقيقة.
تراجع حاد في عائدات مزادات الأعمال الفنية عالميًا خلال 2024
دار المزادات تُصر على أصالة القطعة
في ردها على الجدل، أكدت دار Lyon & Turnbull أنها ما زالت "واثقة من أصالة وعمر التمثال"، مشيرة إلى تقارير فنية تدعمه، لكنها رفضت مشاركة تفاصيل تلك التقارير أو أسماء القائمين عليها، كما ذكرت أن التمثال فُحص في معارض فنية كبرى وتداوله خبراء محترفون.
وذكرت كتالوجات المزاد أن التمثال حصل على "شهادة" من الجمعية الدولية لتجار الآثار القديمة (IADAA)، لكن متحدثًا باسم الجمعية أوضح أن هذه الشهادة تعني فقط أن القطعة ليست مدرجة في قاعدة بيانات الإنتربول للفنون المسروقة، دون علاقة بمسألة الأصالة أو التوثيق التاريخي.
بيع لوحة نادرة لبانكسي مقابل 4.3 مليون جنيه إسترليني في مزاد بلندن
ولم يُذكر في كتالوج المزاد أي معلومات موثقة عن أصل التمثال، باستثناء أنه تنقل بين جامعَيْ تحف في ألمانيا وهولندا منذ عام 1972، قبل أن يشتريه التاجر الإسباني في عام 2023.
فيما أكدت السلطات الفرنسية أن تصدير أي قطعة أثرية من كورسيكا محظور تمامًا، ما يثير احتمال أن تكون القطعة إما نُسخة فنية مقلدة أو قطعة أثرية مهرّبة.
وتشير التقديرات إلى وجود نحو 800 نصب ميغاليثي على الجزيرة، منها حوالي 100 تمثال بملامح بشرية وتفاصيل دقيقة يصعب تزويرها دون اكتشاف.