تيسلا تخسر الصدارة.. BYD تحقق قفزة تاريخية في سوق السيارات الكهربائية
حققت شركة BYD إيرادات سنوية بلغت 777 مليار يوان لعام 2024، أي ما يعادل نحو 107 مليارات دولار، متجاوزة بذلك شركة تيسلا الأمريكية التي بلغت إيراداتها 97.7 مليار دولار، في أحدث مؤشر على التحول في موازين القوى داخل سوق السيارات الكهربائية العالمي.
ارتفاع مبيعات BYD وتراجع تيسلا لأول مرة منذ عقد
مبيعات BYD بلغت 4.27 مليون سيارة كهربائية في عام 2024، بينما اكتفت تيسلا بـ1.79 مليون مركبة، بتراجع نسبته 1% عن العام السابق.
ويُعد هذا أول تراجع سنوي لتيسلا منذ أكثر من عشر سنوات، رغم تحقيقها رقماً قياسياً في الربع الرابع من العام بتسليم 495,570 مركبة.
اقرأ أيضًا: BYD 50.. يخت عملاق بحمام سباحة يتحول لمهبط طائرات
وعلى الرغم من تفوق BYD في الإيرادات وعدد السيارات المبيعة، فإن أرباحها السنوية البالغة 5.55 مليارات دولار ظلت دون أرباح تيسلا التي بلغت 7.1 مليارات دولار، إلا أن أداء الشركة الصينية فاق توقعات المحللين، ما يعكس تنامي قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.
شواحن فائقة السرعة ترفع سقف المنافسة
في خطوة قد تُربك خطط تيسلا المستقبلية، كشفت BYD عن شواحن كهربائية فائقة السرعة بقدرة 1000 كيلوواط، قادرة على شحن نحو 400 كيلومتر من مدى السيارة خلال خمس دقائق فقط، وهو أداء يتفوق بأربعة أضعاف على شواحن تيسلا الحالية البالغة 250 كيلوواط. وعلى الرغم من أن تيسلا تعتزم طرح شواحن بقدرة 500 كيلوواط هذا العام، فإن الفجوة التقنية بدأت تتسع بشكل واضح.
تحديات تيسلا الداخلية تزداد
إضافة إلى الضغوط الخارجية، تواجه تيسلا صعوبات داخلية بعد موجة من الانتقادات بسبب تركيز إيلون ماسك على مشروع العملة الرقمية DOGE، وما تبعه من هجمات تخريبية ضد منشآت تيسلا في أمريكا وأوروبا.
وقد تراجعت قيمة سهم الشركة بأكثر من 50% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ما دفع JPMorgan إلى خفض السعر المستهدف لسهم تيسلا إلى 135 دولاراً. ومع ذلك، شهد السهم انتعاشًا بنسبة 10% يوم الاثنين الماضي بعد اجتماع طارئ دعا إليه ماسك.
اقرأ أيضًا: الملياردير وارن بافت يخفض حصته في BYD مرة أخرى
BYD تواجه عراقيل توسعها العالمي
ورغم صعودها اللافت، تواجه BYD بدورها تحديات على مستوى التوسع الدولي، أبرزها الرسوم الجمركية المرتفعة في أمريكا والاتحاد الأوروبي وروسيا. ومع ذلك، تؤكد الشركة أنها لا تستفيد من دعم حكومي غير عادل، بل تتفوق بفضل الابتكار والتصميم الذكي. وقالت ستيللا لي، نائبة الرئيس التنفيذي لـBYD، إن سيارات شركتها "أكثر أناقة وذكاء من تلك الأوروبية".
وفي خضم هذه التحولات، أعلنت شركة Northvolt السويدية، التي كانت تُعتبر أمل أوروبا في مواجهة هيمنة آسيا على سوق البطاريات، إفلاسها بسبب ارتفاع التكاليف وعدم الاستقرار الجيوسياسي.
مستقبل المنافسة يحتدم في سوق السيارات الكهربائية
في ظل هذه التطورات، يتضح أن المنافسة بين الشركات الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية تتجه إلى مزيد من التوتر، مع احتدام الصراع على الابتكار التقني، والإيرادات، والقدرة على التوسع عالميًا، وسط تحديات تنظيمية وتقلبات السوق.