عالمة فضاء: البشر ليسوا وحدهم في الكون.. والكائنات الفضائية أمر لا مفر منه
قالت عالمة الفضاء البريطانية الشهيرة ماجي أديرين-بوكوك إن الاعتقاد بأن البشرية وحدها في هذا الكون الواسع يعكس ما وصفته بـ"الغرور الإنساني"، مؤكدة أن وجود الكائنات الفضائية شبه مؤكد من وجهة نظر علمية. وجاءت تصريحات أديرين بوكوك في حديث صحفي نقلته جريدة "الجارديان"، حيث طرحت إجابة قاطعة على السؤال القديم: "هل نحن وحدنا؟"، لتجيب بثقة: "لا، لا يمكن أن نكون كذلك".
ورأت العالمة أن هذا الاعتقاد المتجذر لدى البعض نابع من تركيز الإنسان على ذاته بشكل مفرط، وقالت: "نحن منغمسون في أنفسنا إلى درجة تدفعنا للاعتقاد بأننا الكائنات الوحيدة في الكون".
دلالات علمية تؤكد اتساع الكون واستحالة تفرده بالبشر
أشارت أديرين بوكوك إلى أن تطور العلم في قياس حجم الكون كان نقطة تحوّل في وعي الإنسان بحجمه الحقيقي. واستشهدت بإسهامات هنريتا سوان ليفيت، عالمة الفلك التي وضعت في القرن التاسع عشر أول طريقة علمية لقياس المسافات بين النجوم، وهو ما فتح الباب أمام العلماء لفهم الاتساع الحقيقي للكون.
وبعد إطلاق تلسكوب "هابل" الفضائي، ظهرت مئات المليارات من المجرات، ما جعل من المستحيل علميًا افتراض وجود الحياة في مجرة واحدة فقط. تقول العالمة البريطانية: "ثم أدركنا فجأة أننا أقل أهمية بكثير مما كنا نعتقد".
اقرأ أيضًا: رصد موجات كونية غامضة تشبه أصوات الطيور في الفضاء
مفارقة فيرمي.. اللغز الذي لم يُحل حتى الآن
ورغم وفرة الدلائل النظرية على وجود حياة خارج الأرض، فإن الغياب التام لأي اتصال أو دليل مادي على وجود كائنات فضائية يشكل ما يُعرف في الأوساط العلمية بـ"مفارقة فيرمي". وهي المفارقة التي طرحها العالم الفيزيائي إنريكو فيرمي عام 1950، وتتساءل ببساطة: "إذا كانت الحياة منتشرة في الكون، فلماذا لم نتواصل مع أي حضارة أخرى حتى الآن؟".
وفي هذا السياق، أكدت بوكوك أن جزءًا من الجواب قد يكمن في محدودية معرفتنا بالكون، قائلة: "نحن لا نعرف سوى ما يقارب 6% فقط من الكون... وهذا في حد ذاته أمر مُحرج بعض الشيء".
احتمالات الفناء قبل التواصل.. وهشاشة الحضارات
أشارت أديرين-بوكوك إلى أن الحياة في الكون هشة بطبيعتها، وضربت مثالًا بما حدث على كوكب الأرض من اصطدامات كويكبية، التي أدت إلى انقراض أنواع كاملة من الكائنات الحية، وهو ما قد يحدث في أماكن أخرى من الكون أيضًا.
وتقول بعض النظريات إن الحضارات المتقدمة قد تُفنى قبل أن تصل إلى مستوى تقني يسمح لها بالتواصل مع حضارات أخرى، وهذا أحد التفسيرات الممكنة لغياب أي إشارة فضائية حتى اليوم.
اقرأ أيضًا: اكتمال الاستعدادات قبل انطلاق رائدي الفضاء السعوديين إلى الفضاء
أفق البحث العلمي.. ومستقبل الاكتشافات الفضائية
ورغم كل الغموض، تُشير أديرين-بوكوك إلى أن المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت، وأن العلم ما زال في بداياته لفهم طبيعة الكون وتعقيداته. فمع التوسع في استخدام المراصد الفضائية المتطورة، وتحليل الانبعاثات الراديوية، قد يُكتشف في العقود المقبلة ما يغيّر مفاهيمنا بالكامل حول الحياة في الكون.