ما سبب شعوركم بأعراضٍ "مشبوهة"؟
الرجل: دبي
هل تحاربون بشكل مستمرّ أو متكرّر مشاعرَ التعب والغضب والكآبة وغيرها من الأعراض؟ قبل التفكير في أيّ مشكلة صحّية مُزمنة، أنظروا جيداً إلى نظامكم الغذائي. أحياناً يمكن لأبرز الأعراض الطبّية الشائعة أن تُشيرَ إلى نقص في عناصر غذائية معيّنة. فما هي؟وجد الباحثون من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بعد إجراء إختبارات الدم والبول لرصد مؤشراتِ التغذية، أنّ واحداً من بين 10 أشخاص في الولايات المتحدة يعاني نقصاً في مادة غذائية واحدة على الأقلّ.
وفي حين أنّ هذا الاستطلاع لم يشمل كلّ المغذّيات، إلّا أنه سلّط الضوء على أبرز المواد التي لا يحصل معظم الناس على المعدل المطلوب منها:
- الفيتامين B6: تبيّن أنّ أكثر من 10% من الأشخاص الذين شملتهم هذه الدراسة لديهم مستويات منخفضة جداً من الفيتامين B6 الذي يحتاج له الجسم لأكثر من 100 تفاعلات أنزيمية، كذلك هو أساس خلالَ الحمل لضمان سلامة نموّ دماغ الجنين.
اعلموا أنّ نقص هذه المادة الغذائية يعرّضكم للكآبة، ولطفح جلدي أو تشققات في زوايا الفم، ويزيد خطر إصابتكم بسرطان القولون وبأنواع أخرى. ينصحكم الأطباء بالحصول على أيّ مادة رئيسة من مصادرها الطبيعية قبل اللجوء إلى مكمّلاتها الغذائية. تجدون الفيتامين B6 في التونة، السلمون، الدجاج، الحبش.
- الحديد: نحو 10% من النساء في سنّ الإنجاب لديهنّ معدلات متدنّية من هذا المعدن، وكذلك الأمر في ما يخصّ بعض الأولاد. لا غنى عن الحديد من أجل النموّ والتطوّر، ومساعدة الجسم على إنتاج بروتين الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء والمسؤول عن نقل الأوكسيجين إلى مختلف أجزاء الجسم.
اذا كنتم تملكون مستوياتٍ منخفضة جداً من الحديد، فإنكم ستتعرّضون للأنيميا وتشعرون بتعب شديد. تحصلون على الحديد من اللحوم الخالية من الدهون، ثمار البحر، الدجاج، الحبوب المدعّمة به، المكسرات، الفاصولياء، الفاكهة المجففة.
يُشار إلى أنّ نصف كوب من السبانخ المطبوخ يحتوي نحو 3 ملليغرامات من الحديد، لكن إحرصوا على إضافة إليه عصير الحامض أو أيّ فاكهة تحتوي الفيتامين C لتعزيز امتصاصه من مصادره النباتية. كذلك يمكنكم تناول سَلطة السبانخ مع البندورة بما أنّ هذه الأخيرة تحتوي معدل حموضة يساعد على تحسين امتصاص الحديد.
- الفيتامين D: وفق هذا الاستطلاع، نحو 8% من الأشخاص لديهم مستويات منخفضة من الفيتامين D الذي يدعم صحّة العظام، ويحافظ على سلامة وظائف العضلات والأعصاب، ويساعد على دعم الجهاز المناعي. إذا تعرّضتم لانخفاض شديد في هذا العنصر الغذائي فقد تزيدون خطرَ إصابتكم بالكسور وهشاشة العظام.
إستشيروا طبيبكم لتحديد الجرعة الملائمة لأجسامكم بما أنّ الفيتامين D غير متوافر في أطعمة كثيرة (سلمون، بيض، الحليب والمنتجات الأخرى المدعّمة به). وصحيحٌ أنّ التعرّض للشمس يؤدّي دوراً كبيراً في استمداد الفيتامين D، غير أنّ وضع كريم يقي من أشعتها للحماية من سرطان الجلد يمنع هذه العملية.
- الفيتامين C: يفتقر إليه نحو 6% من الأشخاص الذين خضعوا لهذه الدراسة، علماً أنه يساعد على التئام الجروح، وتعزيز الجهاز المناعي، ومحاربة المواد المدمّرة المعروفة بالجذور الحرّة. يمكن لقلّة الفيتامين C أن تُبطئ التئام الجروح، وتسبب آلام المفاصل والتهاب اللثة. تجدونه في الفلفل الأحمر، الكيوي، الفريز، التوت، البطاطا المشوية والفاكهة الحمضية.
- الفيتامين B12: وجد هذا البحث أنّ 2% تقريباً من الأشخاص لديهم مستويات منخفضة من الفيتامين B12 الذي يصبح أكثر شيوعاً مع التقدّم في العمر، علماً أنّ من أبرز أدواره أنه يساعد على ضمان سلامة الأعصاب والخلايا. يؤدي نقصه في الجسم إلى الشعور بالتعب والضعف، الإصابة بالتنميل خصوصاً في اليدين والقدمين. يمكنكم الحصول عليه من خلال لحم لبقر، الدجاج، الحبوب المدعّمة به وأطعمة أخرى.
كذلك أظهر الاستطلاع أنّ فقط 1% من الأشخاص لديهم معدلات منخفضة من:
- الفيتامين A: يساعد على ضمان رؤية سليمة، وتعزيز الجهاز المناعي، ودعم أداء القلب والرئتين والكليتين. وإذا بلغ معدلات منخفضة جداً، يمكن أن يؤدّي إلى مشكلة في العين قد تتطوّر وتجعل من الصعب الرؤية في الإضاءة الخافتة. من أبرز مصادره الـ»Kale»، السلمون، المشمش، الجزر، مشتقات الحليب، اللحوم.
- الفيتامين E: يحمي الخلايا من الدمار الناتج عن تلوّث الهواء ومشكلات بيئية أخرى، ويحافظ على جهاز مناعي قويّ. تجدونه في الزيوت النباتية، والمكسرات، والأفوكا، والسبانخ، والبروكولي، والحبوب المدعّمة به. قد يؤدّي النقص الشديد في الفيتامين E إلى فقدان الرؤية أو عدم الشعور بالأطراف.
- الفولات أو الفيتامين B9: لا غنى عنه خلال الحمل للوقاية من التشوّهات الخلقية. إنه موجود طبيعياً في الخضار خصوصاً الورقيات الخضراء، والمكسرات، والفاصولياء، والليمون والحبوب ورقائق الذرة المدعّمة به.
ما المطلوب منكم؟ في حال لاحظتم أيّاً من الأعراض المذكورة أعلاه، استشيروا طبيبكم لإجراء فحص دم ورصد ما إذا كنتم تملكون مستويات متدنّية من إحدى المواد الغذائية الرئيسة، أم أنّ السبب يعود إلى مشكلات صحّية أكثر جدّية.