أعمال الفنانين العرب تسجل أرقامًا قياسية في أول مزاد عالمي بالسعودية
شهدت المملكة العربية السعودية، السبت الماضي، تنظيم أول مزاد عالمي كبير للفنون والمقتنيات الفاخرة، حيث استضافت دار سوثبي للمزادات الحدث الافتتاحي في قلب الدرعية التاريخية، محققة مبيعات بارزة للأعمال الفنية الإقليمية وسط إقبال واسع من المشاركين الدوليين.
نجاح باهر وإقبال دولي واسع
أقيم المزاد، الذي حمل عنوان "أصول"، في مدرج خارجي يتسع لـ 250 مقعدًا، وسط حضور مكتمل العدد، وانضم إليه مشاركون من 45 دولة.
وبلغت القيمة الإجمالية للمبيعات 17.28 مليون دولار، بمعدل بيع بلغ 67% من حيث عدد القطع و74% من حيث القيمة، وشكّل المشترون السعوديون نحو ثلث إجمالي المزايدين، في إشارة إلى تنامي الاهتمام المحلي بسوق الفنون الفاخرة.
تنوع في المعروضات وتسجيل أرقام قياسية
وضم المزاد نحو 120 قطعة متنوعة، حيث شكلت الأعمال الفنية ما يقرب من نصف العدد، بينما استحوذت الساعات والمجوهرات على ربع المعروضات، إلى جانب 17 حقيبة يد لمصممين عالميين وعدد من القطع التذكارية الرياضية.
اقرأ أيضًا: سوثبي تحقق 309 ملايين دولار من مبيعات لأعمال فنية في مزاد نيويورك
وجاءت أبرز المبيعات من نصيب الفن العربي، مع تسجيل رقمين قياسيين جديدين، إذ بيعت لوحة "وماذا بعد؟" (1965) للفنان السوري لؤي كيالي مقابل 900 ألف دولار، بينما حصدت لوحة "بلا عنوان" (1984) للفنان السعودي عبد الحليم رضوي 264 ألف دولار.

الأعمال الفنية تتفوق على قطاع الرفاهية
وعلى الرغم من توقعات الخبراء بأن قطاع المقتنيات الفاخرة سيتصدر المبيعات، فإن الفنون الجميلة حققت نتائج قوية، ما يعكس الطلب المتزايد على الفن السعودي والعربي.
وأكدت ريبيكا آن بروكتور، مؤلفة كتاب "الفن في السعودية: اقتصاد إبداعي جديد؟"، التي حضرت المزاد، أن "النتائج كانت مفاجئة، حيث تفوقت الأعمال الفنية على القطع الفاخرة رغم أهميتها في السوق السعودي"، وفقًا لوكالة CNN.
كما تجاوزت جميع الأعمال الأربعة للفنانين السعوديين تقديراتها الأولية، إذ بيعت لوحة "الفخ الأزرق (في محطة قطار)" للفنانة سامية حلبي بمبلغ 384 ألف دولار، وهو ما يقارب ضعف الحد الأعلى لتقديرها.

إشارة إلى نهضة فنية واعدة
في تعليق على الحدث، قال أشكان باغيستاني، رئيس قسم مبيعات الفنون الجميلة في "سوثبي"، إن النتائج التي حققناها خلال هذا المزاد الافتتاحي تؤكد الشغف الكبير بالفن في المنطقة، والرغبة المتزايدة في الاستثمار به، مما يجعل هذه الليلة خطوة ناجحة في تعزيز سوق الفنون السعودي.
ويعد هذا المزاد محطة بارزة في مسيرة السعودية نحو ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للفنون والمقتنيات الفاخرة، في ظل رؤية طموح لدعم القطاع الثقافي والفني، وخلق بيئة مزدهرة للفنانين والمقتنين المحليين والدوليين.