أكبر طائرة في العالم تستعد للإقلاع برحلات سياحية إلى إسبانيا والقطب الشمالي
كشفت شركة "هايبريد إير فيهيكلز" البريطانية عن موعد إطلاق أكبر طائرة في العالم، مع خطط لتنظيم رحلات سياحية إلى إسبانيا والمنطقة القطبية الشمالية.
المشروع الذي بلغت تكلفته 140 مليون جنيه إسترليني مر بمراحل تطوير مكثفة، بما في ذلك تجربة هبوط اضطراري، ليصبح الآن على أعتاب الإنتاج الكامل، ومن المتوقع أن تبدأ الطائرة في نقل الركاب بحلول عام 2029، وفقًا لصحيفة "ذا صن".
تصميم مبتكر وكفاءة عالية
الطائرة "Airlander 10"، التي يبلغ طولها 302 قدم، تمثل مزيجًا فريدًا بين الطائرة والمنطاد، ما يجعلها واحدة من أكثر الطائرات كفاءة في العالم، وتعتمد في طفوها على الهيليوم، بينما توفر محركات الديزل والمراوح قوة الدفع اللازمة، ما يسمح لها بالتحليق بسرعة تصل إلى 130 كم/ساعة.
وإلى جانب مزاياها التقنية، توفر الطائرة تجربة سفر فاخرة للركاب، تشمل غرف نوم داخلية، وطعامًا راقيًا، فضلاً عن إطلالات بانورامية واسعة تمتد من "الأفق إلى الأفق"، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للسياح الباحثين عن تجربة طيران استثنائية.
اقرأ أيضًا: "فيرجن فوياجيز" للرحلات البحرية الفاخرة تقبل الدفع بالبيتكوين بداية من 2025
إنتاج ضخم وفرص عمل جديدة
وفي إطار خطتها للتوسع، خصصت الشركة مصنعًا في مدينة دونكاستر لإنتاج 24 طائرة سنويًا، ما سيوفر 1,200 فرصة عمل جديدة، ويسهم في تحقيق مبيعات سنوية ضخمة تقدر بـ 1.2 مليار جنيه إسترليني.
ومع ذلك، تعتقد الشركة أنها ستحتاج إلى جمع 300 مليون جنيه إسترليني إضافية خلال السنوات المقبلة لضمان استقرارها المالي.
وصرح توم جروندي، الرئيس التنفيذي للشركة، قائلاً: "لقد انتهينا من مرحلة النماذج الأولية، والخطوة التالية هي إنتاج عدة طائرات"، مؤكدًا التزام الشركة بتوسيع نطاق عملياتها.
تحديات وتعديلات تقنية لضمان الأمان
واكتسبت الطائرة شهرتها بلقب "الطائرة السمينة"، إذ قامت بأول رحلة تجريبية لها في عام 2016 في مقاطعة بيدفوردشاير، إلا أنها تعرضت لحادث في رحلتها الثانية أدى إلى انقلابها على الأرض. ورغم أن الحادث لم يسفر عن إصابات، فإن قمرة القيادة تعرضت لأضرار كبيرة استدعت إصلاحات مكثفة.
ولضمان الأمان في المستقبل، أضافت الشركة "وسادتين هوائيتين عملاقتين" يتم تخزينهما في أثناء الطيران، لتوفير حماية إضافية عند الهبوط.
كما صممت الطائرة لتكون قادرة على التحليق لمدة تزيد على خمسة أيام متواصلة، مع إمكانية الهبوط على مختلف الأسطح، بما في ذلك الحقول، ومدارج المطارات، وحتى المسطحات المائية، ما يمنحها مرونة تشغيلية غير مسبوقة.
اقرأ أيضًا: ازدهار السياحة الداخلية في السعودية لعام 2024 مدعومة بزيادة رحلات الترفيه
رؤية بيئية لحل أزمة الانبعاثات الكربونية
ومن المتوقع أن تنطلق أولى الرحلات التجارية للطائرة في إسبانيا، يليها تنظيم رحلات إلى القطب الشمالي، وذلك في إطار رؤية الشركة لتوفير بدائل مستدامة للسفر الجوي التقليدي.
وأوضح جروندي أن هذه الطائرة تمثل حلاً لصناعة الطيران التي تواجه ضغوطًا متزايدة من الحكومات لخفض انبعاثاتها الكربونية.
وقال جروندي: "لدينا خطة لإزالة 75 إلى 90 في المائة من الانبعاثات الناتجة عن الطيران، وهو إنجاز لا يمكن تحقيقه بسهولة عبر أي وسيلة أخرى في المستقبل القريب".
إعادة إحياء المناطيد بعد عقود من التوقف
وتعود فكرة استخدام المناطيد في الرحلات الجوية التجارية إلى ما قبل عام 1937، لكنها توقفت إثر كارثة "هندنبيرج" التي أودت بحياة 35 شخصًا، ومنذ ذلك الحين حاولت العديد من الشركات تطوير مشاريع مشابهة دون نجاح.
وأشار جروندي إلى أن الهيليوم يشكل تحديًا، حيث يتطلب حجمًا كبيرًا ليكون فعالاً، ما يجعل المناطيد ضخمة ومكلفة، إلا أنه أكد أن تصميم "Airlander 10" يتيح تقليص الحجم، ما يسهم في تقليل التكاليف وإمكانية استهداف أسواق جديدة.