مهمة مستحيلة.. هل يغير مسبار "ناسا" نظرتنا للشمس؟ (فيديوجراف)
تواصل وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" دفع حدود الفهم البشري للفضاء والكون، حيث يستعد مسبار "باركر" الشمسي التابع لها لتحليق تاريخي في الغلاف الجوي الخارجي للشمس، المعروف بـ"الهالة الشمسية"، في مهمة فريدة من نوعها في تاريخ استكشاف الفضاء.
وفي خطوة غير مسبوقة، يقترب المسبار "باركر" من ملامسة الشمس على مسافة 6.1 مليون كيلومتر فقط من سطحها، متحركاً بسرعة هائلة تبلغ 692 ألف كيلومتر في الساعة، متحملاً درجات حرارة تصل إلى 982 درجة مئوية.
وتعد هذه المهمة جزءًا من سعي العلماء لفهم أفضل للشمس، وتأثيراتها على كوكب الأرض والنظام الشمسي، وقد أوضح "نيك بنكين"، مدير عمليات المهمة في مختبر "جونز هوبكنز" للفيزياء التطبيقية، في مدونة لـ"ناسا"، أن هذه المرة الأولى التي يقترب فيها أي جسم من صنع الإنسان من هذا الحد من الشمس، ما يعكس التحدي الكبير والتكنولوجيا المتطورة التي استخدمها العلماء للوصول إلى ذلك، وأضاف أن المسبار سيسهم في جمع بيانات فريدة من منطقة مجهولة حتى الآن بالنسبة للبشرية.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة من "ناسا" تكشف التغيرات الإدراكية في الفضاء
من المنتظر أن تعود البيانات من "باركر" لتسلط الضوء على عديد من الجوانب المجهولة للغلاف الجوي الخارجي للشمس، فعندما مر المسبار في العام 2021 عبر الغلاف الشمسي لأول مرة، اكتشف العلماء تفاصيل جديدة عن حدود هذا الغلاف، ونجح في التقاط صور مقربة لخطوط إكليلية، وهي الهياكل التي تظهر أثناء كسوف الشمس، كما تسلط هذه البيانات الضوء على التفاعلات بين الشمس والكواكب، خاصة كوكب الأرض.
اقرأ أيضًا:ناسا تعلن اكتشاف مجرة حلزونية تبعد 30 مليون سنة عن الأرض
إن المسبار "باركر" لا يساهم فقط في العلم الأساسي حول الشمس، بل يشكل خطوة مهمة لفهم كيفية تأثير الشمس على حياتنا اليومية، ففي مايو الماضي، ضربت الأرض عاصفة شمسية قوية تسببت في تغييرات واضحة على الأرض، مثل تضخم ظاهرة أنوار الشمال، وتسببها في عواصف جيومغناطيسية عند القطب الشمالي.
ومع تقدم النشاط الشمسي، يتوقع العلماء أن المزيد من العواصف الشمسية قد تضرب الأرض، ويحتمل أن تكون أشد من تلك التي شهدناها في مايو، مما قد يؤثر على الرحلات الفضائية والاتصالات وحتى شبكات الكهرباء.
هذه المهمة التاريخية تمثل خطوة كبيرة في تقدم علوم الفضاء، وستساعد في تحسين قدرتنا على التنبؤ بمثل هذه العواصف الشمسي،ة التي يمكن أن تؤثر على بنيتنا التحتية الحساسة.
وفي النهاية، فإن البيانات التي يجمعها مسبار "باركر" ستظل محورية في فهمنا للطاقة الشمسي،ة وكيفية حماية كوكبنا من تأثيراتها.