2024.. عام الذهب التكنولوجي يرفع ثروات مليارديرات الولايات المتحدة لأرقام قياسية
كشف تقرير لمجلة "نيوزويك" الأمريكية أن عام 2024 كان عامًا استثنائيًا لمليارديرات الولايات المتحدة، حيث شهدت ثرواتهم الجماعية ارتفاعًا بمئات المليارات من الدولارات.
وعزت المجلة هذا النمو الهائل إلى الطفرة الكبيرة التي شهدها قطاع التكنولوجيا، والتي انعكست على القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة.
ووفقًا لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات، فإن تسعة من أصل عشرة أفراد ممن سجلوا أكبر زيادة في صافي ثرواتهم منذ بداية العام هم من مواطني الولايات المتحدة.
وكان على رأس هؤلاء إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات تسلا، وسبيس إكس، وإكس، حيث ارتفعت صافي ثروته بمقدار 222 مليار دولار ليصل إلى 451 مليار دولار بحلول 24 ديسمبر 2024، مستفيدًا من زيادة بنسبة 81% في أسهم "تسلا".
زيادة جماعية تعادل الناتج المحلي لدولة
وضمت القائمة أيضًا أسماء بارزة مثل مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، وجيف بيزوس، مؤسس "أمازون".
وأفادت المجلة بأن المليارديرات العشرة الأوائل أضافوا مجتمعيًا 730 مليار دولار إلى صافي ثرواتهم خلال العام، وهو ما يعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي لدولة مثل تايوان.
اقرأ أيضًا: بينها مدينة عربية.. أغنى مدن العالم من حيث عدد المليارديرات
تفاوت اقتصادي يثير الجدل
وأشارت "نيوزويك" إلى أن هذا النمو الكبير في الثروات الفردية تزامن مع إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب وارتفاع أسعار الأسهم الأمريكية، غير أن هذه القفزة الكبيرة أثارت نقاشات حول التفاوت الاقتصادي في الولايات المتحدة، خاصة في ظل تأثيرات التضخم وركود الأجور الذي عانت منه الطبقتان المتوسطة والعاملة.
ودفعت هذه الأرقام إلى تجديد الدعوات لفرض ضرائب أعلى على الأثرياء وإجراء فحوصات دقيقة حول تأثير الأموال في النظام السياسي الأمريكي.
قائمة المليارديرات الأكثر ثراءً
وسلطت المجلة الضوء على أبرز الأثرياء الذين شهدوا زيادات كبيرة في ثرواتهم خلال عام 2024، وتضمنت القائمة:
- إيلون ماسك: 222 مليار دولار.
- مارك زوكربيرغ: 84 مليار دولار.
- جينسين هوانغ مؤسس "إنفيديا": 77.9 مليار دولار.
- جيف بيزوس: 67 مليار دولار.
- لاري إليسون مؤسس "أوراكل": 67 مليار دولار.
- مايكل ديل الرئيس التنفيذي لشركة "ديل": 46.6 مليار دولار.
- لاري بيج وسيرجي برين مؤسسا "غوغل": 46.1 مليار و42.2 مليار دولار على التوالي.
- جيم وأليس والتون ورثة "وول مارت": 39.6 و39.0 مليار دولار على التوالي.
قطاع التكنولوجيا في الطليعة
وأوضحت المجلة أن هذه الزيادات الكبيرة تعكس التأثير المتنامي لقطاع التكنولوجيا على الاقتصاد العالمي، فمعظم المليارديرات في القائمة يستمدون ثرواتهم من ملكية شركات تقنية متقدمة، حيث أتاح النطاق العالمي للتقنيات الرقمية وقابلية التوسع العالية لهذه الشركات تحقيق أرباح هائلة.
اقرأ أيضًا: 7 مليارديرات جدد في قائمة أثرياء الأسهم السعودية خلال 2024
تراجع في قطاع السلع الفاخرة
وفي المقابل، شهد قطاع السلع الفاخرة تراجعًا ملحوظًا أثر على ثروات مليارديرات بارزين، أبرزهم برنارد أرنو، مؤسس شركة "إل في إم إتش"، الذي خسر 32 مليار دولار خلال العام.
كما سجلت فرنسواز بيتنكورت مايرز، وريثة "لوريال"، انخفاضًا قدره 25.6 مليار دولار.
تحذيرات من فقاعة تكنولوجية
واختتمت المجلة تقريرها بتحذيرات بعض المحللين من أن طفرة التكنولوجيا الحالية قد تكون شبيهة بفقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات، التي انتهت بانفجار تسبب بخسائر كبيرة، ومع ذلك يرى الخبراء أن الاتجاه الحالي يعزز من مستويات ثروات غير مسبوقة لأولئك الذين يتصدرون المشهد، مما يضعهم في مكانة فريدة في التاريخ الاقتصادي.
وفي ظل الطفرة الحالية، يبدو أن قطاع التكنولوجيا يمهد الطريق لحقبة جديدة من تراكم الثروات على نطاق غير مسبوق، ولكن الحفاظ على الزخم يتطلب مواجهة تحديات عديدة، أبرزها تنظيم الذكاء الاصطناعي وتأثيراته الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى إدارة المخاطر المرتبطة بتقلبات الأسواق.