"كورنثيا" تفتتح فندقين للعلامة الرائدة يفيضان فخامة في نيويورك وبروكسل
أطلقت مجموعة فنادق "كورنثيا Corinthia" وجهتين جديدتين في عالم الضيافة الراقية، ترسخ بهما العلامة الرائدة تجاربها فائقة الفخامة، من خلال اثنتين من أبرز الوجهات في العالم، سواء في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، أو بالعاصمة البلجيكية "بروكسل".
فندق "ذا سوري The Surrey"
فتح فندق "ذا سوري The Surrey" أبوابه شرق شارع 76، في حيّ "أبر إيست سايد" في "مانهاتن" بنيويورك، متألقًا بمبنى يتألف من 16 طابقاً، ليصبح الفندق الأوّل الذي تطلقه فنادق "كورنثيا" في أمريكا الشمالية.
الفندق الذي يتباهى بمزايا فريدة وأجواء نابضة بالحياة، تضعه بين أفخم الفنادق وأشهرها في مدينة نيويورك، حيث يزاوج ما بين التراث العريق والنهج المبتكر في قطاع الضيافة، تعود ملكيته إلى شركة "روبن بروذرز Reuben Brothers"، التي تحتلّ مكانة رائدة في مجال التطوير العقاري والأسهم الخاصة.
كما يتباهى "ذا سوري" بتصميم داخلي باهر، يحمل بصمة المصمّم "مارتن برودنيزكي" من "ستوديو مارتن برودنيزكي للتصميم Martin Brudnizki Design Studio"، الذي تولّى صياغة المساحات العامة وغرف الضيوف في الفندق، على نحوٍ يحتفي بالملامح التقليدية، بينما يبرز الرؤية السابقة لعصرها، من خلال عملية شاملة أنتجت 70 غرفة و30 جناحاً و14 مسكناً خاصاً، كلها تتنافس من حيث الروعة والإبداع.
أما الواجهة الكبرى، فقد تم ترميمها على يد المهندسين المعماريين الرئيسين لدى شركة "شوارتز آند جروس Schwartz & Grosss" للهندسة، حيث حرصوا على صون تاريخ الحي وتراثه المعماري في ملامحها. في المقابل، تنتظر الضيوف تجربة مبتكرة تمامًا ما إن يتقدّموا خطوات قليلة إلى داخل الردهة.
ويُبرز التصميم عظمة المبنى بأسلوب أنيق، يتلاقى فيه الطابعان الكلاسيكي والمعاصر، كما يلقي الضوء على القوامات المتناسقة التي ينفرد بها "ستوديو برودنيزكي"، ما يرسّخ فيه أوجه فنّ الآرت ديكو الأمريكي، وقد أشرف على أعمال التجديد الإضافية المهندسون المعماريون لدى شركة "بي كاي إس كاي BKSK"، الذين كرّسوا كل جهودهم ليتناغم الفندق مع أسلوب هذا العصر الجديد المشرق.
أجواء "ذا سوري" الهادئة
صُممت غرف فندق "ذا سوري" بتشكيلة من لوحات الألوان، تتراوح بين الأزرق الناعم والأخضر الربيعي إلى الفخاري الغني، لإرساء أجواء هادئة تمتدّ على مختلف مساحات الإقامة، واحتفالاً بالتاريخ العريق والهندسة المعمارية المميزة لهذا الحيّ، جمع "برودنيزكي" ما بين الأناقة العصية على الزمن والتصميم العصري، ليجسّد الأجواء الراقية والجذابة التي تسود كلّ منزلٍ في حيّ "أبر إيست سايد".
فيما يكتنف مخطط التصميم لمسات مستوحاة من المناطق المحيطة، تتجلّى في تصميم المساكن ومجموعة الأعمال الفنية والتفاصيل الصغيرة التي تكمّل كل غرفة، على غرار الثريات المصنوعة يدوياً من علامة "مورانو Murano"، والمفروشات المصمّمة حسب الطلب، فضلاً عن النوافذ المبتكرة على الطراز القديم، التي تسمح بتسلل الضوء الطبيعي عبرها، فيما نلاحظ تركيزاً كبيراً على القوامات في جميع حنايا الفندق، من الخزانات إلى الجدران، ما يخلق تجربة تخاطب الحواس في كلّ زاوية من زواياه.
بينما ينبض الفندق بالحياة داخل أجنحته المميزة الأربعة، التي صُمّم كلّ منها من وحي أحد الجسور في "منتزه سنترال بارك"، وتشتمل الأجنحة على "جناح بيثيسدا الفاخر"، و"جناح باين بانك بريدج"، و"جناح جرايواك هيريتدج"، و"جناح ذا سوري"، وجميعها يتميز بعناصر تصميمية تستذكر الأسماء التي تحملها، أمّا أسقفها، فتعكس الطراز المعماري لكلّ جسر بمنتهى الإتقان، في حين تزدان برسوم ساحرة للجسور، تُعرض داخل الخزانة الكبيرة الموجودة في كلّ جناح.
تفترش أجنحة "بيثيسدا الفاخر" و"باين بانك بريدج" و"جرايواك هيريتدج" مساحةً فسيحةً، تتراوح بين 1200 و1300 قدمٍ مربّعة، وتتألّف جميعها من غرفة نوم واحدة، فيما تكتنف مساحات معيشة مُصمّمة بعناية، وأسرّة بحجم كينج، مكسوّة بشراشف عالية الجودة، فضلاً عن حمّامات داخلية تضمّ مغسلتَين مع حوض استحمام.
أمّا "جناح ذا سوري" المميّز، فيمتدّ على مساحة 2000 قدم مربّعة، ويتألّف من غرفتَي نوم، فيما يستقي إلهامه من "جسر القوس" الشهير، فيعكس ما ينطوي عليه من أناقة عصرية وجاذبية ليس لها حدود، فيما تمّ تزويده بمفروشات مُصمّمة حسب الطلب، مع حمّامين داخليَّين، يحتويان على مغسلتَين مع حوض استحمام، بالإضافة إلى 2 دُش منفصلَين غزيرَي المياه.
وتشتمل جميع الأجنحة المذكورة على مكاتب مجهّزة بالكامل، كما توفّر لوازم استحمام حصرية من علامة "أنتيكا فارماسيستا Antica Farmacista"، فيما يحصل ضيوف الأجنحة على خدمة المساعد الشخصي مجاناً، ليتنعّموا بإقامة سلسة تلبّي كل متطلّباتهم.
بينما تمتدّ مساكن "ذا سوري" التي طوّرتها شركة "روبن بروذرز" من الطابق الحادي عشر إلى الطابق الرابع عشر في الفندق، لتوفّر للمقيمين تجربة معيشية استثنائية في أحد أهم مواقع العالم، حيث تتيح لهم الوصول حصرياً إلى كل وسائل الراحة في الفندق، كما يمكن للمقيمين الدخول إلى تراس "ذا سوري" الخاص، المُقام على السطح، الذي يوفّر أجواء من الهدوء والأناقة في الهواء الطلق، وسط واحة خضراء تعمّها السكينة، مستوحاة من جمال الحدائق التقليدية الإنجليزية، فيما تضم المساكن شققاً بغرفتَي نوم وثلاث غرف نوم، بما في ذلك بنتهاوس دوبلكس، مع ثلاثة تراسات واسعة.
اقرأ أيضًا| فنادق فاخرة عائمة في الفضاء.. شاهد فخامة مركبة «نبتون»
توقيت الانطلاق المدروس
يقدّم فندق "ذا سوري" لأصحاب الذوق الرفيع وسكّان نيويورك تجربة إقامة استثنائية، يتلاقى فيها الطابع الراقي مع الأجواء الفاخرة، كما يعكس الأناقة التامة، التي يتسم بها محيطه، وقد فتح أبوابه في وقتٍ استراتيجي، حيث يُعد أحدث إضافة بين المشاريع الفاخرة التي أرست أجواءً نابضة بالحياة في "ماديسون أفينيو".
كما صُمّم كلّ تفصيلٍ في "ذا سوري" بأعلى مستويات العناية، ليتميّز عن سواه ويطرح هوية جديدة في عالم الضيافة، بدءاً من مجموعة الأعمال الفنية التي تزيّنه، والتي أبدعها فنّانون محليّون، وصولاً إلى الأجنحة المُصمّمة من وحي جسور "منتزه سنترال بارك".
وفي هذا السياق صرّح "براديب رامان" العضو المنتدب لفندق "ذا سوري"، قائلاً: "استند فندق ذا سوري، أحد فنادق كورنثيا، على أصحاب الرؤى السبّاقة في مجالات الطعام وعلاجات السبا والتصميم والهندسة المعمارية، ليضفي أجواءً ملؤها الحيوية على حيّ أبر إيست سايد في مانهاتن، ويتمثل هدفنا بترسيخ مكانة الفندق في هذا الحيّ، لنجعله وجهة مقصودة، وإضافة قيّمة إلى النسيج الديناميكي ودائم التطوّر فيه، على مستوى الأزياء والإبداع والفنّ".
فيما اختار "ذا سوراي" توقيتًا مدروسًا ليفتح أبوابه، إذ شرع في أعمال التجديد الشاملة مع اقتراب حلول ذكرى الـ100 عام على تشييد هذا المبنى التاريخي، كما يحاكي بتصميمه أجواء المجمّعات السكنية، حيث تتخلّله لمسات تجسّد موقعه الاستثنائي في نيويورك، وتنسجم مع نَهج "كورنثيا" المميز، الذي يقوم على إضفاء طابع راقٍ على تجاربه وعملياته كافة.
وقد علّق "سايمون كاسون" الرئيس التنفيذي لفنادق "كورنثيا"، قائلاً: "نفتخر بأن يرتقي أوّل فندقٍ لنا في أمريكا الشمالية إلى مستوى ذا سوري، فهو يمثّل وجهة طال انتظارها، ونعتبره بمثابة رسالة حبّ إلى نيويورك، ومرآة لروح المدينة الإبداعية، وفي إطار مساعينا الرامية إلى توسيع نطاق انتشارنا على الساحة العالمية، يشكّل فندق ذا سوري وجهة جديدة رائدة من عدّة نواحٍ، حيث يمثّل حفاوة الضيافة والروح الأنيسة التي تنفرد بها فنادق كورنثيا، والتي تجعل الضيوف يشعرون كأنهم في راحة منزلهم".
تجربة المطاعم الرائدة
يشكّل "ذا سوري" الوجهة الأولى في نيويورك التي تحتضن مطعم "كاسا توا Casa Tua" المحبوب، حيث انضمت مجموعة المطاعم الشهيرة التي أطلقها "مايكي جريندين" وزوجته "ليتيسيا هيريرا جريندين"، إلى الفندق بصفتها المطعم الشريك، حيث استقطب العلامة التجارية التي سرقت قلوب الملايين إلى مدينة نيويورك للمرّة الأولى، ليفتح المطعم أبوابه أمام كلّ الزوار في موقعه بقلب الفندق الجديد، للتمتّع بتجربة طعام لا تُقاوم، يزيدها المطبخ المفتوح تميّزًا.
وقد صُمّم الديكور على يد المهندس المعماري الإيطالي "ميشيل بونان"، الذي يشتهر بتصميمه لمطاعم "كاسا توا" في ميامي وباريس وأسبن، حيث يجسّد المهارة الحِرفية الإيطالية بأبهى حلّة، وقد وضع لمسته في المطعم الجديد، عبر مزيجٍ من التفاصيل العصرية والملامح المستوحاة من موطنه الأمّ في فلورنسا، فقد زوّده بمفروشات إيطالية مُصمّمة حسب الطلب، مع مجموعة من الأعمال الفنية التي اختارها "مايكي" و"ليتيسيا" ليرسي فيه أجواء أوروبية راقية.
علاوةً على ذلك، يكشف مطعم "كاسا توا" عن قائمة طعام استثنائية، تشيد بالنكهات المتنوّعة والشهية، التي يتّسم بها المطبخان الإيطالي والمتوسطي، ويتبنّى فلسفةً في الطهي تتمحور حول ثلاث ركائز، تتمثّل في انتقاء المكوّنات الطازجة وعالية الجودة بعناية، واعتماد أساليب الطهي العريقة المتوارثة عبر الأجيال، وتقديم المأكولات الكلاسيكية المحبوبة في قلب حيّ "أبر إيست سايد".
والجدير بالذكر أنّ قائمة الطعام وُضعت من وحي الأطباق التي تُقدّم ضمن فروع "كاسا توا" في ميامي وباريس وأسبن، غير أنّها ترتقي بالنكهات الإيطالية والمتوسّطية، من خلال أطباق مُعدّة حصريًّا لروّاد المطعم في نيويورك، ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ كلّ فرعٍ من فروع "كاسا توا" قد صُمّم بعناية ليقدّم تجربة طعام خارجة عن المألوف، تتخلّلها مأكولات أصيلة، وأجواءٌ راقية، وخدمة ضيافة ممتازة، وصُحبة رائعة، وينطبق ذلك على فرعه الجديد في نيويورك، إذ تتلاقى فيه تجارب الطعام الفاخرة، مع الأوجه الفنية والملامح الثقافية، وسط أجواءٍ ملؤها الدفء والراحة والأنس.
يفتح المطعم أبوابه طيلة أيّام الأسبوع لوجبات الفطور والغداء والعشاء، ويبقى أكثر ما يميّزه هو "طاولة الشيف"، التي تتيح للضيوف تأمّل الشيف بينما يعدّ لهم أشهى الأطباق في عرضٍ ترفيهي لا يوصف، فيما تضمّ قائمة الطعام تشكيلة من الأطباق المميّزة، على غرار: سمك السلمون المكسوّ بطبقة من المكسّرات مع صلصة الأيولي بالليمون، وسمك القاروص المكسو بطبقة من الملح، والسباجيتي بالكوسى، فضلاً عن سلطة مياكي التي ابتُكرت كإشادةً بمؤسّس مطعم "كاسا توا"، وتحتوي على العدس والكينوا والجرجير والقمح المقشور والخسّ المجعّد والأفوكادو وصلصة زيت الزيتون بالليمون المشوي.
أمّا لاونج "كاسا توا"، فيتربّع بجوار ردهة الفندق، ويقدّم قائمة طعام متوافرة طوال اليوم، تضمّ وجبات خفيفة وأصنافًا شهية من القهوة والمشروبات المتنوعة، وسط أجواء باعثة على الراحة، كما تمتدّ تجربة "كاسا توا" إلى الطابق الثاني من الفندق، الذي يضم "نادي كاسا توا" الخاص للأعضاء، ويُشكّل النادي ملاذًا مريحًا ملؤه الأناقة والفخامة، حيث يوفّر لأعضائه خصوصية تامة وتجارب متخصّصة، مع باقة منظّمة من البرامج والمرافق المميزة، وتشكيلة فريدة من المأكولات والمشروبات الحصرية للأعضاء.
اقرأ أيضًا: بيلتمور دبي.. عندما تلتقي رفاهية هوليوود بالفخامة الإماراتية
الاستشفاء بتوقيع "ذا سوري"
حط "سبا ذا سوري Spa The Surrey"، الذي يُعرف بأجوائه الباعثة على الراحة، رحاله في حيّ "أبر إيست سايد"، ليصبح الوجهة المبتكرة الجديدة في المنطقة، التي تقدّم تجارب مميّزة تعزّز العافية، مع مستحضراته عالية الجودة من علامة "سيسلي باريس Sisley Paris" الفرنسية الفاخرة، والتي تشتهر بخبرتها الواسعة في مجال العلاجات التجميلية النباتية، حيث تجمع ما بين أجود المكوّنات النباتية والعلوم المتطورة، لتقدم علاجات مبتكرة تهدف إلى تجديد البشرة ومكافحة علامات التقدّم في السنّ والتشجيع على الاسترخاء، وهي العلامة التي تعاونت فنادق "كورنثيا" معها لتحقيق ذلك الهدف.
وتشمل علاجات الوجه والجسم المصمّمة حسب المتطلبات الفردية، علاج الوجه "بلاك روز"، لتعزيز امتلاء البشرة الحصري لـ"سبا ذا سوري"، حيث يلطّف بشرة الوجه، ويُنعّم ملامحها ويعزّز إشراقها، باستخدام مستحضرات تفوح برائحة الورد الطبيعية، مع تقنيات مساج مُحفِّزة للدورة الدموية، وبعد تلقّي هذا العلاج الفاخر، تبدو البشرة أكثر نضارةً وامتلاءً، وتخفّ علامات التعب والتقدّم في السنّ بشكلٍ ملحوظٍ.
يحتضن "سبا ذا سوري" كذلك غرفتَي علاج، وغرفة بخار وساونا، فضلاً عن غرفة علاج بالملح ودُش، وصالة رياضية من تصميم شركة AMP، ومتجر لمستحضرات علامة "سيسلي"، كما يتّصل السبا بتراسٍ معزولٍ في الهواء الطلق، ينقل الضيوف إلى واحة من الهدوء بين أحضان حديقة غنّاء، تتربّع على السطح في قلب المدينة، فيما يتجلّى الاهتمام الكبير بأدقّ التفاصيل في كل مساحات السبا، ليدخل الضيوف إلى عالمٍ فاخرٍ بعيدٍ عن صخب المدينة، حيث يحلو الاستمتاع بعلاجات العافية والعناية بالذات.
فخامة "ذا سوري" الفنية
يقع فندق "ذا سوري" في قلب أحد أرقى الأحياء في مدينة نيويورك، التي ألهمت الكثير من الفنانين عبر الزمن، كما يحيط به بعض أشهر المتاحف العالمية، وبالتالي يشكّل الفنّ محور تجربة الضيوف فيه، وقد تعاون الفندق مع فريق متمرّس في صالة عرض "فيستو" الباريسية، لانتقاء مجموعة من الأعمال الفنية، التي تجتمع على تجسيد جوهر المدينة بأجمل صورة.
فيما تحتفل هذه القطع المتناغمة، التي أبدعتها نخبة من الفنانين الموهوبين في نيويورك منذ عشرينيات القرن الماضي بتاريخ الفندق العريق، الذي يمتد على مدار قرنٍ من الزمن، حيث تزدان جدرانه بأعمالٍ باهرة لفنانين بارعين من مختلف الجنسيات والأجيال، منهم مُبدعون وُلدوا في نيويورك وآخرون اتّخذوا من المدينة مقراً لهم، فاستقوا الإلهام من أجوائها الرائعة وثقافتها الغنية.
تشمل أبرز الأعمال الفنية المعروضة في الفندق لوحة رائعة للفنان الأمريكي المعاصر "جورج كوندو"، الذي يشتهر بلوحاته وأعماله التشكيلية الفريدة، إلى جانب صورة أيريس بعدسة "روبرت مابلثورب"، الذي يُعتبر أحد أهمّ المصوّرين الفوتوغرافيين في القرن العشرين وأكثرهم جدلاً، كما تشمل كوكبة الفنانين اللامعين الذين عُرِضت أعمالهم في الفندق الرسّام التركي المقيم في نيويورك "غيزيم فورال"، الذي تعاون مع عددٍ من أبرز دور النشر في المدينة، والفنّان المعاصر المقيم في بروكلين "إيثان كوك"، الذي يشتهر بلوحاته الكبيرة المُزدانة بكتلٍ ملوّنة.
اقرأ أيضًا| فنادق البوتيك الأكثر رومانسية في العالم.. وجهتك الفاخرة العابقة بالحب
فندق "كورنثيا بروكسل Corinthia Brussels"
لم تقف الأمور عند حدود نيويورك، فقد تم افتتاح فندق "كورنثيا بروكسل Corinthia Brussels"، الذي يقع في شارع "روايال" بالعاصمة البلجيكية "بروكسل"، ليمثّل خطوة جديدة في إطار التوسّع العالمي للمجموعة المالطية الشهيرة.
وقد عُرف الفندق سابقاً باسم "فندق جراند أستوريا Grand Hotel Astoria"، قبل أن يخضع هذا المعلم الأيقوني الرائع لعملية تجديد شاملة، حيث بات يضمّ 126 غرفةً وجناحاً، بالإضافة إلى سبا تحت الأرض.
فبعد رحلة استثنائية من التغييرات التي منحته حلّة جديدة، أعاد الفندق تأكيد مكانته، كعنوان أساسي في قطاع الضيافة البلجيكية، حيث يتعاون مع نخبة من المواهب المحلية اللامعة، للارتقاء بتجارب المأكولات والمشروبات التي يقدّمها، ليشكّل وجهة لا مثيل لها للزوّار، سواء كانوا أشخاصًا محليين أو مسافرين وافدين من دول أخرى.
افتُتح هذا المعلم البارز في "بروكسل" لأول مرة عام 1910، وقد أعادت ترميمه مجموعة "كورنثيا"، المالكة والمطوِّرة والمشغِّلة لمختلف الفنادق الفاخرة حول العالم، بينما تتولى الآن شركة "كورنثيا للفنادق" التابعة للمجموعة إدارة هذا القصر المحبوب، الذي يقع في قلب عاصمة أوروبا.
وحول هذه الانطلاقة المتجددة، صرّح "سيمون كاسون"، الرئيس التنفيذي لفنادق "كورنثيا"، قائلاً: تمثّل إعادة افتتاح فندق كورنثيا بروكسل فصلاً شائقًا لعلامتنا التجارية ولهذه المدينة الاستثنائية، فلا يقتصر هذا المشروع على عملية ترميم لفندقٍ فحسب، بل إنّه يضفي أبعاداً غير مسبوقة على مفهوم الضيافة الفاخرة، ومن خلال تعاوننا مع بعض من أهم الحرفيين والطهاة المبدعين في بلجيكا، نحن نتحدّى الأعراف ونبتكر تجربة فريدة من نوعها، لذا نتطلّع إلى الترحيب بالضيوف ليختبروا معنا هذه الحقبة الجديدة، ويكتشفوا وجهة تدمج أوجه التراث مع حسّ الابتكار".
اقرأ أيضًا: فندق مانسارد الرياض.. سيمفونية من التجارب الفاخرة في قلب العاصمة
"كورنثيا بروكسل" تصميم وتاريخ خلاب
يقع فندق "كورنثيا بروكسل" في منطقة "نوتردام أو نيج"، ولطالما شكّل رمزًا للعظمة والرقي، حيث تم تكليفه بمرسوم ملكي، وصمّمه المهندس المعماري "هنري ڤان ديڤويت"، إذ كان في الأصل قصراً مخصّصاً لاستقبال ضيوف الملك المرموقين، وقد بات عنوانًا للأناقة بهندسته المعمارية وتصاميمه الداخلية الفاخرة، التي تعكس ملامح حقبة عظيمة، حيث استضاف شخصيات بارزة مثل رئيس الوزراء الإنجليزي "ونستون تشرشل" والفنان المبدع" آندي وارهول".
أمّا اليوم، وبعد برنامج استمر لأربع سنوات من عمليات الترميم الشاملة، التي حرصت على صون تفاصيل الطابق الأرضي وواجهة الفندق بدقة عالية، وبالتعاون مع المنظمة الحكومية "أوربان بروكسل"، وإدارة التراث الثقافي "باتريموان بروكسل"، واللجنة الملكية أصبح مثالاً يُحتذى به لتجارب الطعام، وملاذًا للاسترخاء، ووجهة لاختبار أسلوب الحياة البلجيكي الراقي.
في قلب الفندق، تتمركز باحة "بالم كورت"، التي تمتاز بسقف زجاجي ملوّن رائع الجمال، تم ترميمه تحت إشراف المهندس المعماري البلجيكي "فرانسيس ميتزجر"، وسيمرّ الضيوف عبر هذه المساحة الباهرة، قبل صعودهم سلّمًا مبدعًا للوصول إلى 90 غرفة و31 جناحًا وخمسة أجنحة مميزة.
وقد صُمّمت كل الغرف على يد شركة "جي ايه ديزاين GA Design"، لتجسّد جوهر الفخامة الملكية، من خلال لوحة ألوان مستوحاة من تاريخ المبنى العريق، تجمع بين الأزرق والذهبي المائل إلى الصدأ.
"كورنثيا".. تجارب طهي استثنائية
يحتفي فندق "كورنثيا بروكسل" بفنون الطهي الحرفية، بقدر ما يشيد بفنون التصميم والهندسية المعمارية، حيث تعاون مع اثنين من أشهر الطهاة البلجيكيين الحاصلين على نجوم ميشلان، في مطعمَي "لو بوتي بون بون Le Petit Bon Bon" و"بالي رويال Bali Royal".
وبينما يشرِف كلّ من الطاهيين "ديفيد مارتين" و"كريستوف هارديكيست" على وجهة طعام فريدة من نوعها، إلا أنهما يتشاركان ثقافة العمل نفسها؛ حيث يحرصان على دعم المواهب الشابة، مع توفير بيئة عمل مريحة وإبداعية تشجّع على التعاون، إذ يتم التنسيق بين المطبخ وطاقم الخدمة بسلاسة تامة، مع احترام تراث الطهي البلجيكي.
يفتح المطعم الباريسي "لو بوتي بون بون" للشيف "كريستوف هارديكيست" أبوابه للغداء والعشاء من الخميس إلى الاثنين، ليقدّم أطباقاً بلجيكية تقليدية مع لمسات عصرية، كما يوفّر إمكانية الوصول إليه من الشارع والفندق، ويتمتّع بتصميم رائع، ابتُكر على يد ستوديو التصميم الداخلي المحلي "وي وانت مور"، ليجسّد أجواءً من الراحة والتجدّد، تعكس طاقة الفريق المبهرة، وخدمتهم المميّزة، فيما تتولّى الشيف الفنزويلية "أندريا ميسا" إدارة المطبخ، تحت قيادة "هارديكوست"، حيث تُضفي لمسة أنثوية جنوبية أمريكية إلى الأطباق.
في المقابل، يقدّم "بالي رويال" للشيف "ديفيد مارتين"، قائمة طعام فرنسية مستوحاة من نكهات اليابان وفلسفتها الفريدة، عبر قائمة تذوّق شهية، مؤلّفة من سبعة أو عشرة أو اثني عشر طبقاً، كما يمكن للأشخاص كثيري الانشغال أو المسافرين المتعبين اختيار أي طبق من القائمة الانتقائية، إذ يحترم "مارتين" مبدأ الشمولية، ويكسر الحواجز المعهودة لتجارب الطعام التقليدية الفاخرة، ويقدّم هذا المطعم المذهل وجبات الغداء من الثلاثاء إلى الجمعة، ووجبات العشاء من الثلاثاء إلى السبت.
وتحت السقف الزجاجي الأخّاذ لباحة "بالم كورت"، يحلو التلذّذ بالقهوة والشاي والوجبات الخفيفة والمشروبات طوال اليوم، وتؤدّي الباحة أيضاً إلى "صالون إليزابيث"، الذي يقدّم وجبة فطور شهية، بالإضافة إلى مساحة تليق بتنظيم الفعاليات، حيث يستضيف المطعم مختلف الفعاليات، بدءًا من تجارب العشاء الخاصة، وصولاً إلى العروض الخاصة والمؤتمرات الصحفية.
وقد بدأت "هانا فان أونجيفال" أول مشروع مستقل لها مع استراحة "أندر ذا ستيرز"، حيث تقدّم تشكيلة من المشروبات المتنوعة، ضمن قائمة طعام تتغيّر حسب المواسم، وستفتح هذه الوجهة أبوابها يوميًّا من الساعة 12 ظهرًا حتى الساعة 1 بعد منتصف الليل، اعتبارًا من شهر فبراير في عام 2025.
"كورنثيا بروكسل" حياة بلجيكية راقية
يطرح فندق "كورنثيا" مفهوم العافية من منظور جديد في بروكسل، عبر تجربة هي الأولى من نوعها، إذ يضمّ ملاذًا أنيقًا تحت الأرض، تم إنشاؤه من خلال حفر طابق جديد تحت الفندق، ويمتدّ هذا السبا على مساحة تفوق 1200 متر مربع، ويشمل سبع غرف علاج خاصة، وغرفة بخار، وساونا، ودشّات فريدة، بالإضافة إلى غرفة شاي، ومركزٍ للياقة البدنية، مع خدمة التدريب الشخصي تحت إشراف المدرّب السابق في الجيش البريطاني "بول تاكر".
ويُعبّر متجر الفندق المميز "كوتوم" عن جوهر التميّز البلجيكي، حيث يقدّم مجموعة مختارة من الابتكارات، التي تحمل بصمة علامات محلية فاخرة، بدءًا من الأزياء الجاهزة، والمجوهرات الفاخرة، وصولاً إلى القطع التي تتمتّع بتصميم لا يشبه سواه، كما يضمّ المتجر تصاميم لأسماء مشهورة مثل "ميزون لا كولكشن Maison La Collection" و"دانيال أوست Daniel Aust"، إلى جانب مصممين ناشئين.
تتمركز "بروكسل" في قلب أوروبا، فتشكّل ملتقى للتراث الثقافي والملامح المعاصرة، كما تُعرف بهندستها المعمارية على طرازَي "آرت نوفو" و"آرت ديكو"، حيث ستحتفل المدينة في عام 2025 بمرور مئة عام على نشوء حركة "آرت ديكو" الفنية، ومن ثم، يتربّع فندق "كورنثيا بروكسل" في موقع استراتيجي، يتيح للضيوف استكشاف متاحف المدينة الرائعة، والأعمال الفنية النابضة بالحياة، ووجهات الطعام الاستثنائية، إذ تقع كلها على مسافة قريبة من هذا العنوان الأكثر تميّزًا في "بروكسل".