طبيعة ساحرة وأجواء لا تُضاهى.. أجمل وجهات السفر للاحتفال بنهاية العام
يعتقد غالبية خبراء السفر أن شهر ديسمبر يأتي في مقدمة الشهور، كأفضل أوقات العام للقيام برحلتك الساحرة المُنتظرة، رغم حشود موسم الأعياد أو ارتفاع الأسعار، بينما يقدمون نصائحهم بضرورة النظر إلى هذا الشهر من خلال عدسة مختلفة عن تلك التي تركز على أعياد الميلاد ورأس السنة، ومن ثم إطلاق العنان للانطلاق إلى وجهات خارج نطاق المتعارف عليه والمألوف، وطرق أماكن جديدة.
إذ يمكنك قضاء أوقات ممتعة بالتوجه إلى مناطق مختلفة من العالم، وتجربة مدن أخرى، قد تكون أقل ازدحامًا، ولكنها أكثر إثارة وملامسة لأجواء القصص الخيالية، كما يمكنك تجربة خوض التجارب المثيرة، أو حتى الاسترخاء في ركن هادئ من العالم، لتحقق حلم الاستمتاع بالحياة في أروع صورها، بينما تتجنب اضطرابات كآبة الشتاء. وفي الوقت نفسه لا تبتعد كثيرًا عن جمال الطبيعة وتلك الكلاسيكيات الاحتفالية بالعام الجديد.
سويسرا
تُعد سويسرا دائمًا واحدة من أجمل بلدان العالم، ولكن سحرها يزداد مع قدوم الشتاء، حيث تكتسي ساحاتها بغطاء أبيض من الثلوج، بينما تتحول جوانب جبالها إلى أفضل منحدرات التزلج على كوكبنا.
والحقيقة أنه قد يكون من الصعب اختيار وجهة سويسرية واحدة لزيارتها في ديسمبر. ولهذا السبب فإن ركوب قطار Glacier Express يُعد المقدمة المثالية للتعرف على عجائبها الشتوية، من خلال رحلة تستغرق ثماني ساعات، تربط بين اثنين من أكبر المنتجعات الجبلية فيها، وهي "زيرمات" و"سانت موريتز"، فيما يمر عبر 290 جسرًا، ما يوفر إطلالات بانورامية على أبرز المعالم هناك.
وهنا تُبرز جبال الألب السويسرية، ذلك المشهد الجبلي الثلجي، الذي يحلم به الجميع في أعياد الميلاد، مع زلاجات تجرها الخيول، وأشجار متلألئة، وقرى جميلة متوهجة في أودية ساحرة أسفل الجبال.
فرنسا
كما يعلم الجميع، فإن لشهر ديسمبر في فرنسا مذاقًا مختلفًا، حيث تتألق باريس بشكل أكبر خلال موسم العطلات، بينما تتلألأ الأضواء على طول "الشانزليزيه"، وواجهات العرض في المتاجر التي تنافس المنشآت الفنية والمتاحف.
وستكتشف ببساطة أنه لا يوجد مكان رومانسي في العالم يُضاهي باريس في عيد الميلاد، حيث يزداد سحر المدينة إغراءً، بينما ينتشر الصقيع على الأرض، ليشكل لوحة مع الضباب فوق نهر السين، والغطاء الثلجي على أسطح المنازل.
أما إذا أردت أجواءً ذات مذاقٍ خاص، فإن مدينة "ستراسبورج" تنتظرك لتستمتع بعبقها الأخاذ، وتاريخها الساحر، وشموعها المعطرة خلال الشهر الأكثر تساقطًا للثلوج في المنطقة، فيما ستأخذك منازلها نصف الخشبية الجميلة، التي تم تصنيفها كموقع للتراث العالمي لليونسكو، إلى الماضي، وكأنك قد دخلت للتو في كتاب الحكايات الخيالية.
اسكتلندا
عندما تشرق الشمس على اسكتلندا –بالتأكيد- يكون الجو رائعًا، ولكن هناك أيضًا الكثير مما يجعلك تحب هذه الأرض الوعرة في البرد، إذ لا يوجد هناك ما يُضاهي الجلوس بجانب المدفأة أو النار المشتعلة بعد يوم حافل من النشاط المميز في هذه القطعة الرائعة من العالم.
يمكنك ركوب الدراجات على شواطئ شرق "لوثيان"، أو تعقب الغزلان الحمراء عبر منحدرات "كيرنجورمز" المغطاة بالثلوج، فيما تُعد مدينة "إدنبرة" في ديسمبر احتفالية للغاية، حيث يأتي الشتاء ليعلن بداية تقويم عشاق الاستمتاع بالطبيعة والملاذات والمطاعم الراقية من حملة نجوم "ميشلان"، التي تحتضنها المدينة بين ربوعها.
فيما يُنصح بتجربة رحلة حول البرية الاسكتلندية الشاسعة الغنية، خاصةً إذا استخدمت القطار على خط "ويست هايلاند"، لتستمتع بواحدة من أكثر رحلات القطارات المميزة، حيث المناظر الخلابة الممتدة على طول الطريق.
اقرأ أيضًا: 8 وجهات جبلية فارهة تنتظر سياح الشتاء حول العالم
السويد
قد يتساءل البعض حول الوقت الأفضل لزيارة القطب الشمالي، ومن أين يبدأ؟
وفي السويد تبدو الإجابة واضحة، حيث هناك ما يشبه الإجماع بين خبراء السفر على اعتبارها منطقة الانطلاق المثالية، عبر "لابلاند" خلال شهر ديسمبر، للاستمتاع بقضاء عيد الميلاد في أجواء ليس لها مثيل.
يمكنك هنا الاستمتاع برحلة الزلاجة التي تجرها حيوانات الرنة أو كلاب الهاسكي، عبر لابلاند، وهي تجربة لن تنساها بالتأكيد، بينما تمر بتلك المناظر الطبيعية المتجمدة والمتلألئة في منطقة "نارنيا" في الدائرة القطبية الشمالية، التي تبدو في غاية السحر، بينما تزداد المتعة عندما يكون عرض الأضواء مستمرًّا في السماء، لتغوص في الشفق الشمالي، الذي يلعب بجميع ألوان الطيف فوق الدول الاسكندنافية، ليصنع لوحة لا ينقصها سوى متابعتك، كما يمكنك الاستمتاع بالتواصل مع سكان المنطقة الأصليين، والانغماس بين ثقافتهم الفريدة.
المالديف
إذا كنت تبحث عن الدفء الاستوائي، فإن جزر المالديف تعدك بذلك، فهي الجنة الأرضية في أي وقت من العام، وفي شهر ديسمبر، الذي يمثل بداية موسم الجفاف هنا. تشهد هذه المنطقة من العالم أفضل حالاتها على الإطلاق، حيث قلة الأمطار، وانخفاض الرطوبة، والحرارة الجافة اللطيفة، مع الكثير من أشعة الشمس، ومن ثم يمكنك الاستمتاع بالعديد من الأنشطة بهدوء ودون قلق أو توتر.
بينما يمكنك السباحة مع أسماك القرش الحوتية أو أسماك الـ"مانتا"، أو تجربة رحلات الغوص والرحلات التي تسهم في الحفاظ على البيئة، فيما يمكنك اختيار ملاذ الإقامة من بين الكثير من الأسماء الرائعة التي تعج بها جزر المالديف، وهي الأماكن التي تتباهى بتصاميمها الرائعة وأجوائها المبهرة وطبيعتها الخلابة، وقبل ذلك بخدمات ضيافة مثالية، تزيد من متعتك.
كوستاريكا
تُعد كوستاريكا الدولة الأكثر هدوءًا في أمريكا الوسطى، بينما لا تزال مليئة بالإثارة والغرابة، إذ يجذب ساحلها على المحيط الهادئ راكبي الأمواج، والبوهيميين الذين يمارسون اليوجا على شواطئها، التي تضربها الأمواج في مدن مثل "نوسارا"، بينما تجذب جزرها الكاريبية اللطيفة الرحالة، وأولئك الذين يبحثون عن الهروب من أجوائهم المعتادة.
بينما تتباهى اليابسة بالغابات والحياة البرية والبراكين، وتلك الإثارة التي تخلف جرعات عالية من "الأدرينالين"، فهنا يمكنك ممارسة انزلاق الحبل عبر مظلة الغابات السحابية، أو ركوب الرمث في المياه البيضاء، وتسلق البراكين، وتتبع النمور في حديقة "كوركوفادو الوطنية".
وبالتأكيد يُعد شهر ديسمبر مثاليًّا من حيث الطقس للاستمتاع بالشاطئ هنا، وهو أيضًا الوقت الذي تبدأ فيه الحيتان الحدباء في الوصول، بحثًا عن المياه الأكثر دفئًا، من ثم يمكنك رصدها بدقة من أحد أفضل الأماكن في العالم لهذا الرصد.
أوروغواي
معظم شواطئ أوروجواي الرملية البيضاء التي لا تنتهي، تكون خاوية عمليًّا حتى في موسم الذروة، الذي يستمر لبضعة أسابيع فقط في ديسمبر، فإذا كنت تحب الأشياء المفعمة بالحيوية، فإن هذا هو التوقيت المثالي الذي ترغب في تجربته، إذ لا يزال بإمكانك العثور على شاطئ خاص بك تقريبًا، حول "خوسيه إجناسيو" و"لا بارا" و"بونتا ديل إستي".
كما أن ديسمبر هو الوقت الذي تفتح فيه المطاعم ذات الأكواخ الخشبية والمطاعم الشاطئية والفنادق الصغيرة الفنية أبوابها لجمهور الحفلات في "بوينوس آيرس"، الذين يقفزون عبر "نهر بليت" للاستمتاع بعيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
ورغم ضعف الإقبال، فإن هذا البلد يحظى ببنية ضيافة مميزة وصديقة للبيئة، من حيث الشكل والمضمون، حيث الكبائن المصنوعة من الخشب والحجر المستخرج من المنطقة، بين المناظر الطبيعية الجبلية، مع تجارب وأنشطة رائعة.