هرب من دفع 28 مليون دولار.. "كريستيز" تقاضي مشتري لوحة "البطيخ المقطوع"!
تقدمت دار "كريستيز" للمزادات بشكوى قضائية أمام المحاكم الفرنسية ضد مستثمر العقارات الإيطالي "ناني باساني أنتيفاري"، متهمة إياه برفض دفع ثمن عمل فني اشتراه خلال مزاد أقيم في "كريستيز" فرنسا، في يونيو الماضي.
ووفقًا لما ذكره موقع "آرت نيوز"، أكدت الدار أن "أنتيفاري" كان المزايد الفائز على تحفة الفنان الفرنسي "جان سيميون شاردان"، المعروفة باسم "البطيخ المقطوع"، والتي تعود إلى عام 1760، وقد تم بيع اللوحة بمبلغ 28 مليون دولار، متجاوزة التقديرات الأولية التي تراوحت بين 8.4 مليون و12.6 مليون دولار.
وطالبت "كريستيز" المستثمر الإيطالي بسداد المبلغ الكامل للوحة، بالإضافة إلى الفوائد ورسوم الجزاء، مما يرفع الإجمالي إلى 28.7 مليون دولار.
وقالت الدار أن هذه اللوحة سجلت أرقامًا قياسية عدة عند بيعها، أبرزها تحقيق "رقم قياسي عالمي لشاردان"، وكونها "أغلى عمل فني من القرن الثامن عشر تم بيعه على الإطلاق في فرنسا"، و"أغلى لوحة لفنان قديم تم بيعها على الإطلاق في البلاد".
اقرأ أيضًا: ساعة يد شارل ديغول تسجل سعرًا قياسيًا في مزاد بباريس
من هو "ناني باساني أنتيفاري"؟
يبلغ "ناني باساني أنتيفاري" من العمر 39 عامًا، ويعمل كمستثمر عقاري في "سان موريتز" بسويسرا، ورغم أنه غير معروف في سوق الفنانين القدامى، إلا أن عائلته ذات خلفية بارزة، حيث أن والده، "لوكا باساني أنتيفاري"، هو مؤسس شركة شهيرة لبناء اليخوت الفاخرة.
ولكن يبدو أن الأمور المالية لـ"أنتيفاري" ليست على ما يرام، فقد ذكرت وكالة "بلومبرج" الأسبوع الماضي، أن المستثمر الإيطالي مدين بملايين الدولارات لشريكه التجاري السابق "أندريا بيناتارو"، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة التكنولوجيا المالية "آيون جروب"، ومقرها لندن، كما تظهر التقارير أن هناك خلافات قانونية بين الطرفين، حيث اتهمه شريكه بالتخلف عن السداد.
ادعاءات ومحاولات هروب
وفي الملفات القضائية، أفاد محامو أنتيفاري أمام المحكمة بأن موكلهم "هرب"، ورفضوا التعليق في ظل تصاعد القضايا المرفوعة ضده، ولم تصدر تصريحات رسمية من جانب المستثمر الإيطالي أو ممثليه القانونيين، حول القضية المتعلقة بلوحة "البطيخ المقطوع" أو النزاعات المالية الأخرى.
ومثلت هذه القضية صدمة كبيرة في سوق المزادات الفنية، خاصة أنها تتعلق بأحد الأعمال الأكثر شهرة لفنان قديم، في حين يتابع المهتمون تطورات القضية عن كثب، حيث تسلط الضوء على التحديات القانونية والمالية التي قد تنشأ حتى في عالم الفن الراقي.