كيف بدأت الموضة؟ (فيديوجراف)
قبل القرن الثامن عشر، لم تكن الملابس تتميز بالتنوع الكبير، إذ كانت تتشابه إلى حد كبير بين كافة الأفراد، بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية، فيما كانت تُصنع حسب الطلب، وتُفصّل يدويًا من قِبل الحرفيين لتناسب قياسات محددة.
ولم يكن هناك فرق واضح بين الملابس الراقية والملابس اليومية، كما لم تكن هناك شركات أو مصانع متخصصة في صناعة الملابس.
مع ذلك، كانت الطبقات الاجتماعية تُعبّر عن مكانتها من خلال أساليب وتقسيمات الملابس، لكن أفراد الطبقة الواحدة كانوا يرتدون ملابس متشابهة.
كانت الأزياء الفلاحية، على سبيل المثال، قريبة من تلك الخاصة بالطبقات الأرستقراطية، مع توحيد مفهوم الأناقة الذي ركز على التصاميم المصنوعة خصيصًا للنبلاء وأهل البلاط.
اقرأ أيضًا:شتاء 2025.. أناقة بألوان الباستيل
شهدت الموضة تحولًا كبيرًا مع ظهور أول مصمم أزياء في التاريخ، "فريدريك وورث" في عام 1858، الذي أحدث ثورة في عالم التصميم بإطلاق أول دار أزياء حديثة.
كان "وورث" المصمم الرسمي للإمبراطورة "أوجيني"، واستفاد من علاقاته الملكية لتعزيز مكانته وشركته، التي ضمت العديد من الخياطين والخياطات.
في منتصف القرن التاسع عشر، بدأت الموضة تتأثر بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، مما أدى إلى ظهور طلب متزايد على الملابس العملية والمريحة.
كانت دار "ميزون ريدفيرن Maison Redfern" من أوائل دور الأزياء التي قدمت أزياء رياضية للرجال والنساء، مما ساهم في توسيع مفهوم الموضة ليشمل مختلف الفئات والأنشطة.
مع دخول القرن العشرين، ظهرت مجلات وصحف الموضة، التي لعبت دورًا كبيرًا في توجيه الذوق العام ونشر صيحات جديدة، كما أثرت الحركات الثقافية مثل الاستشراق على الأزياء، حيث انتشرت تصاميم مستوحاة من الشرق الأوسط، مثل العمائم والبناطيل الفضفاضة.
اقرأ أيضًا:في حفله بـ"دبي هاربر".. عمرو دياب بإطلالة بسيطة من "لويفي Loewe"
شهد عام 1910 نقطة تحول، مع انتشار تصاميم "بول بوارت"، التي عكست أزياء فرقة "Ballets Russes"، وابتكرت تصاميم غير تقليدية، أثرت في الموضة بشكل كبير.
وفي الفترة بين الحربين العالميتين، عُرفت هذه الحقبة بـ"العصر الذهبي للأزياء"، حيث شهدت الموضة مزيدًا من الانتشار والتنويع.
مع مرور الوقت، أصبحت الموضة أكثر تطورًا وشمولية، مستجيبةً للتغيرات الثقافية والاقتصادية، واستمر هذا النمو مع ظهور دور أزياء عالمية ومصممين بارزين، ساهموا في تشكيل عالم الموضة كما نعرفه اليوم.