لغة تصميم "جاجوار" الجديدة.. هل يعود سحر العلامة للواجهة؟
سواء كانت "أي تايب E-Type"، أو "دي تايب D-Type" أو "إكس جي XJ"، فأنت بالتأكيد وقعت يومًا ما تحت تأثير سيارة من سيارات الصانع البريطاني "جاجوار Jaguar".
فالأخيرة تميزت منذ بداياتها قبل 79 عامًا بطرزها ذات الخطوط الساحرة، التي تمزج الروح الرياضية بالجمال المعزز بإطلالة أرستقراطية، إطلالة تصل إلى حدود تمكنت معها سيارات القط البري الواثب من أن تتمتع بأمرين حصريين:
الأول هو القدرة على إحراج أفخم وأغلى السيارات البريطانية، مع خيار يتوافر بسعرٍ معتدل، يتمتع بالحضور الفاخر نفسه على الطريق.
والثاني هو وثيقة عفو تدفع مالك السيارة لمسامحتها عن أي تكلفة صيانة عالية يمكن أن يكون قد تكبدها، في سبيل إبقاء سيارته على الطريق، كونها لم تكن تؤمّن له مجرد وسيلة نقل عملية فحسب، بل أيضًا والأهم بطاقة انتماء لطبقة اجتماعية مرموقة.
لغة تصميم حصرية
الخطوط الساحرة التي تحدثنا عنها كانت نتيجة لغة تصميم اعتمدتها "جاكوار Jaguar" منذ بدايتها، مع التركيز على الظهور بمظهر تحفة فنية تتنقل على الطريق، تحفة تنسجم مع فلسفة مؤسس الشركة "وليام لايونز"، التي تفيد بعدم تقليد أحد، وعدم نسخ أي سيارة أخرى، أو التأثر تصميميًّا بأي سيارة أخرى، لذا كان الاختزال هو دائمًا السمة المسيطرة على سيارات الشركة حتى بداية العقد الثاني من القرن الحالي، مع طراز XJ بحلته الأخيرة التي ظهرت في عام 2010، وطرازي الجيل الثاني من "أكس أف XF" و"أكس أي XE"، اللذين أبصرا النور في عام 2015.
فهنا يمكننا القول إنّ القسم الأكبر والأهم (كونه الذي يقع في الفئة السعرية الأكثر مبيعًا للشركة) من سيارات الصانع البريطاني ضل الطريق تصميميًّا، ففيما ابتعدت XJ بجيلها الأخير عن نهج الاختزال، مع خطوط خارجية عدوانية بعيدة عن البساطة والرقي التصميمي، تطرفت سيارتا XE وXF نحو البساطة، مع خطوط خارجية رتيبة لا تحمل أي تميز، وما زاد الطين بلة بعد ذلك هو طرازا F-Pace و E-Pace، اللذان ينتميان لعالم مركبات الاستخدام المتعدد، الذي يتمتع بإقبال شديد، ولكن دون أن يتمتعان بشيء من التميز الذي لطالما طبع سيارات "جاكوار Jaguar" عبر التاريخ وصنع أسطورتها.
وبذلك تحولت سيارات "جاجوار" من خيارات استثنائية يقبل المشترين عليها بدافع من القلب، إلى سيارات تخضع لموازنة العقل، كونها لا تتمتع بأي عنصر من عناصر استقطاب القلب، وهنا المنافسة ضارية، خاصةً مع وجود العديد من الخيارت المنافسة التي تخاطب القلب وترضي العقل.
اقرأ أيضًا: سيارة Jaguar C-X75 تعود بعد انتظار طويل لتخاطب الوجدان
جاجوار المستقبل
أما اليوم، وبالتزامن مع قرار العلامة البريطانية بالدخول في العصر الكهربائي، والتحوّل إلى صانع سيارات كهربائية حصرًا، بدأت Jaguar عبر منصات التواصل الإعلامي ببث إشارات جديدة، مفادها أنّ السيارات الكهربائية التي ستصل إلى الأسواق في الأعوام المقبلة، حاملةً شعار القط الواثب، ستنافس ضمن فئة أعلى من الفئات التي نافست فيها سابقًا، وأنّ عملية مخاطبة قلب المالك قبل عقله، التي كانت قد توقفت قبل فترة، استؤنفت من جديد، من خلال الكشف عن الرؤية التصميمية المستقبلية لـ"جاجوار" عبر عرض النموذج الاختباري "تايب 00 Type 00" في "أسبوع ميامي للفنون" بنسخته الأخيرة.
السيارة الجديدة التي تلفظ تسميتها على الشكل التالي: :تايب زيرو زيرو، أي ما معناه بالعربية "النوع صفر صفر"، يهيمن على جسمها الخارجي نمط غطاء المحرك الطويل، الذي لطالما ميز سيارات Jaguar، والذي يمتزج مع الجزء الخلفي ذي السقف المنحدر بسرعة نحو الأسفل، فيما تبدو الواجهة الأمامية بسيطة، مع مصباحين رفيعين للغاية في الأعلى، ومصباحين آخرين في الأسفل، تتوسطها شبكة تهوية مستطيلة، وبالانتقال إلى الخلف، تتميز الجوانب السميكة بألواح رأسية خلف المصدات الأمامية، في إشارة إلى الجيل الرابع من Range Rover.
وعلى القسم الجانبي، تحتوي سبائك النحاس أسفل الرفارف على كاميرات مواجهة للخلف، تبرز فقط عند الحاجة، علمًا أنّ عملية الرؤية إلى الخلف تتوافر من خلال كاميرا مثبتة في الخلف، حيث لا يوجد نافذة خلفية يمكن من خلالها مراقبة ما يحصل خلف السيارة.
اقرأ أيضًا| الشراء مسموح بالعملات المشفرة.. أول سيارة كهربائية من فيراري تُصنع بالكامل في إيطاليا
هل سنشهد عودة السحر إلى سيارات جاجوار؟
منذ أن جرى الكشف عن "تايب 00 Type 00" وحتى اليوم، انقسم العالم بين مؤيد للنهج التصميمي الجديد، الذي ظهرت بوادره في "ميامي"، وبين من يجد فيه مجرد تصميم مستقبلي يصعب تقبله في عالم الواقع، ولا يمت بأي صلة لتراث Jaguar، ولكن كذلك كان الحال خلال ستينيات القرن الماضي، عندما لم يُعجب أحد بالتصميم الذي قدمه "مالكوم ساير" لطراز E-Type، قبل أن يقع العالم في غرامه، معتبرًا إياه أجمل تصميم سيارة في العالم.
كل ما في الأمر هو أنّ العين عندما لا تكون معتادة على أمر جديد ومبتكر، تكون غير قادرة على تحديد مكامن الجمال فيه، خاصةً أنّ Type 00، وكما ذكرنا في بداية الحديث عنها، هي سيارة اختبارية، والسيارات الاختبارية غالبًا ما تعاني غرابة الخطوط، التي لا تستسيغها العين، لذا عند حلول موعد الكشف عن السيارة الجديدة بحلتها الإنتاجية الكاملة، سنجد أنفسنا أمام تصميم ساحر لسيارة رسم خطوطها "جيري ماجروفن"، أو الشخص نفسه الذي أشرف على رسم خطوط الأجيال الحديثة من سيارات Range Rover، أي السيارات التي وقع في غرامها الملايين من البشر حول العالم.