من أين تأتي "الغيرة الأزلية" بين الرجال والنساء؟ دراسة تكشف
كشفت دراسة حديثة عن أن الغيرة المتبادلة بين الرجال والنساء تتجاوز مظاهرها السطحية، لتعكس أبعادًا اجتماعية عميقة وضغوطًا ناتجة عن الأدوار الاجتماعية المفروضة.
وأظهرت الدراسة أن كلا الجنسين يشعر بغيرة محددة من ميزات وظروف الجنس الآخر، ما يسلط الضوء على تفاوتات اجتماعية تتطلب معالجة شاملة.
الحرية والراحة في حياة الرجال
وأشارت الدراسة إلى أن النساء يشعرن بالغيرة مما وصفنه بـ"حياة الرجال الأقل تعقيدًا"، التي تبدو كما لو كانت إعلانًا دائمًا عن الحرية والراحة، وفقًا لموقع "sciencedirect".
وعبرت إحدى المشاركات بقولها: "كيف ينام الرجال بهذه السهولة؟ وكأن ضميرهم في إجازة مفتوحة".
كما أشارت المشاركات إلى ازدواجية المعايير، حيث ينظر إلى الرجال الذين يرتدون الملابس نفسها لسنوات بعين العادي، بينما تتعرض النساء لضغوط مستمرة للحفاظ على مظهر مثالي، حتى في المواقف اليومية البسيطة مثل شراء الخبز.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف تأثير العزوبية على الرجال والنساء
ومن جانب آخر، لفتت النساء الانتباه إلى فجوة الرواتب التي تمنح الرجال غالبًا مزايا مالية أكبر، وأحيانًا بسبب اعتبارات سطحية مثل ارتداء رابطة عنق مستقيمة، بحسب الدراسة.
قدرة المرأة على تعدد المهام
وعلى الجانب الآخر، عبر الرجال عن غيرة من قدرة النساء على التعبير عن مشاعرهن بحرية، مثل البكاء علنًا دون التعرض للانتقاد.
وعلق أحد المشاركين قائلاً: "هذا يشبه تناول الآيس كريم دون الشعور بالذنب"، كما أبدى الرجال إعجابًا بقدرة النساء على أداء مهام متعددة في وقت واحد، حيث قال أحدهم: "كيف يمكن للمرأة إعداد الغداء، وتنظيف المنزل، ومساعدة الأطفال في الواجبات، بينما تستمع لصديقة تشتكي؟ أنا بالكاد أستطيع مشاهدة مباراة كرة قدم دون التفكير في العشاء".
مفهوم "الغيرة السالبة"
وابتكرت الدراسة مصطلحًا جديدًا يعرف بـ"الغيرة السالبة"، وهو الشعور بالغيرة من غياب معاناة معينة.
على سبيل المثال، تغار النساء من غياب آلام الدورة الشهرية والولادة لدى الرجال، بينما يغار الرجال من عدم تعرض النساء لضغوط اجتماعية مثل كبت البكاء أو الحاجة المستمرة لإثبات الرجولة.
الفجوة الاجتماعية وحلول مقترحة
ورغم هذه الغيرة المتبادلة، أظهرت الدراسة أن 40% من النساء و50% من الرجال لا يشعرون بأي غيرة تجاه الجنس الآخر، ما يشير إلى وعي متزايد بأن لكل جنس تحدياته وامتيازاته.
وأكد الخبراء أن الحل يكمن في تقليل الفجوة الاجتماعية والنظر بتفهم إلى معاناة وتحديات كل جنس، وصولاً إلى بناء مجتمع أكثر عدلاً وتوازنًا.
وتضمنت الدراسة مقولة ملهمة تقول: "إذا كان الرجال يفتحون البرطمان بسهولة، فإن النساء هن من يقررن ماذا سيوضع بداخله"، وهذه المقاربة تعكس التوازن الضروري بين الجنسين وتؤكد على أهمية التكامل بينهما في مواجهة الضغوط والتحديات.