دراسة: التفاؤل يحسن صحة الشباب الجسدية والعقلية
كشفت دراسة حديثة أجريت في جامعة كونكورديا بكندا عن وجود ارتباط قوي بين التفاؤل والصحة البدنية والعقلية لدى صغار السن.
وأوضحت الدراسة، التي نشرت تفاصيلها على موقع "ذا كونفرسيشين"، أن الشباب الأكثر تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يتمتعون بصحة أفضل مقارنة بغيرهم.
دراسة شاملة على مدى ثلاثة عقود
واعتمد الباحثون في دراستهم على مراجعة تحليلية لـ 60 دراسة سابقة تناولت العلاقة بين التفاؤل والصحة لدى الأطفال والمراهقين والشباب، تمت على مدار أكثر من 30 عامًا.
وأظهرت النتائج أن الارتباطات بين التفاؤل والصحة البدنية كانت إيجابية بشكل لافت، حيث تبين أن صغار السن الذين يتمتعون بمستويات عالية من التفاؤل أو بمعدلات منخفضة من التشاؤم كانوا أكثر صحة.
تفاصيل التأثيرات الإيجابية للتفاؤل
وأفادت الدراسة أن الشباب المتفائلين يميلون إلى اتباع أنماط حياة صحية، بما في ذلك، اتباع أنظمة غذائية متوازنة، وممارسة الرياضة بانتظام، بالإضافة للامتناع عن تعاطي الكحول والمخدرات.
اقرأ أيضًا: بينما تستمر أبحاث مكافحة الشيخوخة.. هل يمكن حقاً استعادة الشباب؟
كما أشارت النتائج إلى أن هؤلاء الشباب يتمتعون بصحة قلبية وعائية أفضل، ويعانون من أمراض أقل، ويختبرون مستويات أقل من الألم.
علاوة على ذلك، يعتقد أن التفاؤل يسهم في إطالة العمر مقارنة بغير المتفائلين.
التفاؤل والصحة العقلية
ولم تقتصر فوائد التفكير الإيجابي على الصحة البدنية، بل شملت أيضًا تحسين الصحة العقلية، حيث بين الباحثون أن الأشخاص المتفائلين أكثر قدرة على التعامل مع التوتر بفعالية، حيث يتمتعون بقدرة أفضل على الحفاظ على هدوئهم النفسي وصحتهم القلبية خلال المواقف المسببة للضغوط.
كما يساعد التفكير الإيجابي على تقليل مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، مما يحمي من تأثيراته السلبية على المدى الطويل.
التفاؤل وعلاج الأمراض
أوضح الباحثون أن التفاؤل يلعب دورًا بارزًا في تحفيز الأشخاص على اتباع أنماط حياة صحية تسهم في تعزيز التعافي من الأمراض أو إبطاء تقدمها. فعلى سبيل المثال، المرضى الذين يواجهون أمراضًا خطيرة مثل السرطان أظهروا استجابات إيجابية أعلى للعلاج نتيجة تفاؤلهم.
وتتفق هذه الدراسة مع نتائج بحث أجري عام 2022، أكد أن التفاؤل يزيد من احتمالية بلوغ الأشخاص سن التسعين، كما أظهرت دراسة حديثة أن التفكير الإيجابي يمكن أن يبطئ الشيخوخة ويسهم في الوقاية من الخرف.