بيع لوحة "إمبراطورية الأضواء" مقابل 121.2 مليون دولار في مزاد
شهدت دار مزادات "كريستيز" في نيويورك، أمس الثلاثاء، حدثًا بارزًا في سوق الفن العالمي، حيث حققت لوحة الرسام البلجيكي السريالي، رينيه ماغريت، "إمبراطورية الأضواء" (L’Empire des Lumières)، رقمًا قياسيًا جديدًا ببيعها بمبلغ 121.2 مليون دولار.
وهذا الرقم اللافت سجل خلال مزاد خاص بمجموعة الراحلة ميكا إرتغون، مصممة الديكور وجامعة الأعمال الفنية، التي رحلت عن عالمنا عام 2023 عن عمر ناهز 97 عامًا.
لوحة أيقونية وعطاء مستمر
وميكا إرتغون كانت قد اقتنت اللوحة عام 1968، وحرصت على إعارتها لمعارض فنية مرموقة على مدار عقود، حيث زارت اللوحة صالات العرض في فرنسا وسويسرا والنمسا وكندا واليابان.
ومع بداية المزاد، قدرت "كريستيز" قيمة العمل بنحو 95 مليون دولار، لكن المزايدات الحماسية تجاوزت التوقعات، ليصبح هذا العمل الفني الأغلى في مزادات مانهاتن لهذا الأسبوع، ما أعطى دفعة إيجابية لسوق الفن الذي يواجه تحديات عديدة.
تنافس قوي وسط صمت القاعة
موقع "Artnet" المتخصص في الفن أشار إلى أن المزايدة انطلقت بمبلغ 75 مليون دولار، وسرعان ما لامست حاجز الـ100 مليون دولار، وتنافس حينها مزايدان عبر الهاتف، بإشراف الموظفين أليكس روتر وشين لي كوهين من "كريستيز"، ليخيم الصمت على القاعة في لحظات الترقب قبل أن يقدم عرض بقيمة 105 ملايين دولار.
اقرأ أيضًا: بيع لوحة "زنابق الماء" للرسام الفرنسي مونيه مقابل 65.5 مليون دولار
ومع انسحاب المزايد الآخر، دوت القاعة بالتصفيق، وأعلن عن سعر البيع النهائي، الذي وصل إلى 121.2 مليون دولار مع الرسوم المضافة.
تاريخ من الإبداع وأعمال خالدة
وبين عامي 1949 و1964، رسم ماغريت 17 نسخة زيتية من "إمبراطورية الأضواء"، إلى جانب أعمال بالغواش مشابهة، وكل منها تجسد مشهدًا سرياليًّا مميزًا، منها منزل مضاء من الداخل محاط بظلال الأشجار السوداء، تحت سماء نهارية مشرقة.
وفي الليلة نفسها التي بيعت فيها هذه النسخة القياسية، تم بيع نسخة أخرى من اللوحة بمبلغ 18.8 مليون دولار.
النسخة الشهيرة لعام 1961 سبق أن بيعت في مزاد دار "سوثبيز" عام 2022 بمبلغ 79.8 مليون دولار، ما يعادل اليوم 86.7 مليون دولار عند احتساب التضخم، وتعرض حاليًا نسخة أخرى من "إمبراطورية الأضواء" في مركز "بومبيدو" في باريس، احتفاءً بالذكرى المئوية للحركة السريالية.
رمز للسريالية والفن الحديث
إيمانويل دي دونا، تاجر الأعمال الفنية في نيويورك والمتخصص في الفن السريالي، علق على أهمية العمل قائلاً: "إنها صورة أيقونية لماغريت، للسريالية، وللفن الحديث".
وأضاف: "بعض الأعمال تتجاوز حدود الحركة الفنية التي نشأت منها، وهذه اللوحة واحدة منها. إن العلامة الفنية لماغريت تحظى باعتراف قوي ومميز".
دي دونا نفسه استعار اللوحة عام 2011 من ميكا إرتغون لعرضها في معرضه في مانهاتن، حيث زينت غلاف الكتالوج الخاص بالمعرض، مؤكدًا أن هذه اللوحة تعتبر من أفضل الأعمال في المجموعة الفنية، إن لم تكن الأفضل على الإطلاق.