رحلة المخاطر.. أول سفينة سياحية لاستكشاف القطب الشمالي
تخطط شركة سيلار الفرنسية لبناء سفينة سياحية فاخرة وخالية من الانبعاثات تقريبًا، لاستكشاف مياه القطب الشمالي بحلول عام 2026. السفينة، التي يبلغ طولها 230 قدمًا، ستعتمد بشكل رئيس على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ما يجعلها إضافة مميزة إلى مجال السياحة البيئية.
تأتي السفينة بـ19 غرفة فقط، لتسع 38 ضيفًا، ما يضفي طابع الخصوصية على الرحلات ويجعلها مناسبة للمهتمين بالمغامرات الطبيعية.
تعكس السفينة الجديدة المنافسة المستمرة لبناء سفن سياحية لا تترك أثرًا كربونيًا. في حين تخطط شركة "هيرتغروتن" لتسيير سفينتها "سي زيرو" دون انبعاثات على طول ساحل النرويج بحلول عام 2030، تتطلع سيلار إلى بدء تشغيل سفينتها قبل هذا الموعد، بهدف الوصول إلى نسبة انبعاثات قريبة من الصفر بحلول 2026.
المشروع الجديد يُبنى حاليًا في حوض بناء السفن في موريشيوس، ويستند على مفهوم سفينة شراعية تتناغم مع بيئة القطب الشمالي، حيث ستستمد الطاقة من الشمس والرياح بواسطة أشرعة صلبة مجهزة بألواح شمسية.
اقرأ أيضًا: علماء يحددون موقع "سفينة نوح" على أقدم خريطة محفورة على لوح طيني
ما يميز هذا المشروع هو اعتماده على "المغامرات العفوية" بدلًا من مسارات محددة، إذ ستقوم الرحلات بمتابعة الحياة البرية والتكيف مع الأحوال الجوية. على سبيل المثال، تشمل الأنشطة المحتملة رحلة لمدة أسبوع في النرويج تتيح للركاب الغوص مع الحيتان القاتلة.
تشرح صوفي جالفاجنون، الرئيسة التنفيذية لشركة سيلار، أن السفينة ستعتمد بنسبة 90% على الطاقة المتجددة، مع تشغيل محركات احتياطية تعمل بزيت نباتي معالج بالهيدروجين لتغطية الـ10% المتبقية من استهلاك الطاقة.
جالفاجنون، التي بدأت حياتها المهنية كأصغر امرأة تقود سفينة استكشافية في القطب الشمالي، ترى في هذا المشروع فرصة لتحقيق رؤيتها بخلق سياحة تحافظ على البيئة، بدلاً من التأثير السلبي عليها. لقد شعرت بالحاجة إلى إيجاد بديل صديق للبيئة، خصوصًا أنها تعتبر القطب الشمالي بمثابة وطنها الروحي.
التصميم الداخلي للسفينة يركز على المواد المستدامة، ويتضمن وسائل رفاهية مثل مطعم، مكتبة، وساونا تعمل بالطاقة الخضراء. كما ستحتوي السفينة على مختبر علمي يدعو العلماء لإجراء أبحاثهم على متنها، مما يعزز الجانب البيئي والعلمي للرحلات.
اقرأ أيضًا: للأثرياء فقط.. امتلك شقة على سفينة بـ 1.6 مليون دولار (فيديوجراف)
الأشرعة، المصممة بأيدي فريق متخصص، مستوحاة من أجنحة الطائرات وتضم ألواحًا شمسية لتوليد الطاقة. هذه الأشرعة متينة وسهلة التشغيل، ما يسمح بتكيّف السفينة مع تغيرات الطقس السريعة في المنطقة القطبية. كما يمكن طي الأشرعة عند الحاجة، مثل المرور تحت الجسور أو في الظروف الجوية الصعبة.
تطمح سيلار إلى توسيع أسطولها من السفن الصديقة للبيئة، مع التزامها بمبدأ تحقيق أقرب ما يكون إلى الصفر الكربوني. جالفاجنون تتطلع إلى إطلاق الرحلة الافتتاحية بنفسها، متمنيةً أن يكون هذا المشروع هو الأول ضمن سلسلة من الرحلات المستدامة التي تتيح للركاب تجربة غامرة في بيئات طبيعية، مع الحفاظ على نقاء المكان.