تقارير تحذر من زيادة معدلات العقم حول العالم.. واتهامات للرجال
نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية تقريرًا أشارت فيه على لسان خبراء صحة إلى ضرورة إعادة النظر في الفهم التقليدي لأسباب تأخر الإنجاب، حيث كانت المرأة غالبًا ما تتحمل مسؤولية هذا التأخير، إلا أن الدراسات الحديثة تكشف عن دور متزايد للعوامل الذكورية في حالات العقم، ما يستدعي توجيه التركيز نحو صحة الرجل.
تراجع الخصوبة الذكورية
وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإن الخصوبة لدى الرجال، وتحديدًا أعداد الحيوانات المنوية، تشهد انخفاضًا ملحوظًا على مستوى العالم، وهذا التراجع يبرز كعامل أساسي في ازدياد حالات العقم الذكوري، ما يعكس خطورة الاكتفاء بإلقاء اللوم على المرأة في حالة تأخر الإنجاب.
وأظهرت الدراسات العلمية أن انخفاض عدد الحيوانات المنوية أصبح أكثر وضوحًا مع مرور الوقت، ما يدق ناقوس الخطر حول الصحة الإنجابية للرجال.
خرافات قديمة تهدد الصحة الإنجابية
ومن المعتقدات الشائعة والخاطئة التي تتناولها "إندبندنت" هي تلك المتعلقة باستمرارية الخصوبة لدى الرجال مهما تقدموا في السن، فالبعض يعتقد أن الرجل يتمتع بقدرة إنجابية قوية طوال حياته، وهو ما اعتبره الخبراء غير صحيح، حيث تسهم هذه الأفكار الخاطئة في تجاهل المشكلات الصحية التي قد يعانيها الرجل وتؤثر على خصوبته.
وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه الخرافات لا تضر الرجال فقط، بل تؤثر أيضًا على النساء، حيث يتم تحميلهن المسؤولية بشكل غير عادل في حالات العقم.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة: الرجال ثلاثة أنواع حسب الذكورة
الرجال المنسيون
وفي ورقة بحثية نشرت عام 2019 تحت عنوان "الرجال المنسيون"، شدد الباحثون على أهمية تطوير أساليب جديدة لتقييم وعلاج العقم عند الرجال، حيث أشارت الدراسة إلى أن 1 من كل 20 رجلاً يعاني انخفاضًا في الخصوبة، ما يسلط الضوء على حجم المشكلة التي تستدعي المزيد من الاهتمام والتدخلات العلاجية المناسبة.
تراجع مستمر في أعداد الحيوانات المنوية
والتقارير العلمية التي صدرت في عام 2022 تكشف عن تراجع مستمر في أعداد الحيوانات المنوية منذ السبعينيات، إذ بين عامي 1973 و2018، شهدت معدلات الحيوانات المنوية انخفاضًا بنسبة 1.2% سنويًّا، لكن هذا التراجع تسارع بشكل ملحوظ بعد عام 2000 ليصل إلى 2.6% سنويًّا.
وعلى الرغم من أن هذا الانخفاض لا يعني بالضرورة فقدان الرجل لقدرته على الإنجاب، فإن زيادة معدلات العقم لدى الذكور أصبحت ظاهرة مثيرة للقلق وفقًا للخبراء.
أنماط الحياة وتأثيرها على الخصوبة
كما أشار التقرير إلى دور أنماط الحياة غير الصحية في تراجع الخصوبة الذكورية، والعوامل مثل السمنة والتدخين، بالإضافة إلى التعرض المستمر للمواد الكيميائية الضارة كالمبيدات الحشرية، التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحيوانات المنوية والقدرة الإنجابية للرجال، حيث إن هذه العوامل البيئية والصحية أصبحت تشكل تهديدًا كبيرًا لصحة الرجل الإنجابية، ما يستدعي اهتمامًا أكبر بالتوعية والتدخلات العلاجية.
اقرأ أيضًا: هل يؤدي التوتر إلى ظهور الشعر الأبيض لدى الرجال؟ دراسة حديثة تكشف
غياب التوعية
وعلى الرغم من أن تعديل نمط الحياة يمكن أن يحسن من خصوبة الرجل، فإن النصائح المتعلقة بهذه التغييرات نادرًا ما تقدم للرجال خلال مراحل علاج العقم، حيث يواجه الرجال نقصًا في المعلومات والدعم بشأن كيفية تحسين عاداتهم اليومية للحد من تأثير العوامل السلبية على خصوبتهم.
مع استمرار التزايد في حالات العقم على مستوى العالم، بات من الضروري إعادة النظر في المفاهيم السائدة حول أسباب تأخر الإنجاب، والتركيز على دور الرجل في هذه المشكلة، ومن خلال تعزيز التوعية، وتقديم المشورة الصحية الملائمة، يمكن معالجة جوانب مهمة من العقم الذكوري الذي لا يزال يحتاج إلى اهتمام أكبر من المجتمع الطبي والجمهور على حد سواء.