دراسة حديثة: الرجال ثلاثة أنواع حسب الذكورة
انحصرت المناقشات في السنوات الأخيرة، حول تصنيف الذكور بين ثنائيات متعارضة تعرف بـ "ألفا" و"بيتا"، ولكن مؤخرًا، قدمت دراسة رائدة من جامعة كولومبيا البريطانية منظورًا جديدًا حول الذكورة، حيث كشفت عن ثلاث فئات مميزة تعكس أنماط الذكورة الحديثة، التي تسهم في توضيح كيفية تأثير هذه الأنماط على العلاقات الشخصية والصحة العقلية للرجال.
الفئات الثلاث للذكورة
وتضمنت الدراسة مجموعة متنوعة من 92 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 19 و43 عامًا، وهدفت إلى فهم تأثير أنواع الذكورة المختلفة على العلاقات الشخصية وصحة الرجال العقلية، وفقًا لما نشره موقع "ladbible".
وخلصت النتائج إلى تصنيف الرجال ضمن ثلاث فئات رئيسة، وهي: التقليديون الجدد، والرجال المؤمنون بالمساواة، والرجال التقدميون.
والتقليديون الجدد هم أولئك الذين يلتزمون بالأدوار التقليدية في علاقاتهم، حيث يرون أنفسهم بشكل رئيس معيلين وحماة، ويعتمد هؤلاء الرجال في تعاملاتهم على المعايير الاجتماعية الراسخة، ما يجعلهم حاملي مشاعل الديناميكيات التقليدية.
أما الرجال المؤمنون بالمساواة، فهم يسعون جاهدين لتحقيق التوازن والمساواة في علاقاتهم، ويؤكدون أهمية التبادلية في العلاقات، سواء من حيث المسؤوليات المنزلية أو غيرها من الأمور الحياتية. ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن بعض هؤلاء الرجال يواجهون صعوبة في تحقيق المساواة الكاملة، خاصة في المهام المنزلية.
اقرأ أيضًا: دراسة: تناول الطعام وحيدًا يُحسن الصحة العقلية والبدنية
بينما يمثل الرجال التقدميون الفئة الأكثر انخراطًا في الحوارات حول المساواة بين الجنسين، فهم ليسوا مجرد داعمين سلبيين، بل يسعون بنشاط إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وإعادة هيكلة الأدوار والمسؤوليات داخل العلاقات، في حين يظهر هؤلاء الرجال نهجًا استباقيًّا، ما يحسن بشكل ملحوظ من صحتهم العقلية وعلاقاتهم.
التأثير على الصحة العقلية
وأوضحت الدراسة أن هناك تأثيرات ملحوظة على الصحة العقلية للرجال بناء على نوع الذكورة الذي يتبناه كل منهم، حيث إن الرجال الذين يعارضون المساواة بين الجنسين أو يواجهون صعوبة في التكيف مع الديناميكيات الحديثة غالبًا ما يواجهون انتقادات اجتماعية أو عزلة، وهو ما قد يؤثر سلبًا على صحتهم العقلية.
ومن ناحية أخرى، فإن الانخراط في حوارات فعالة حول المساواة والمشاركة الفعالة في العلاقات يسهم في تعزيز الصحة العقلية وتحسين جودة الحياة.
أهمية الدراسة
وتشير الدراسة إلى أن هذه التحولات في الأدوار تحمل أهمية كبيرة على المستوى المجتمعي، حيث تؤثر بشكل مباشر على صحة الأفراد وعلاقاتهم، ولإحداث تغيير حقيقي، هناك حاجة إلى إعادة النظر في الهياكل الاجتماعية التي تؤثر على سلوكيات الرجال وتحدد أدوارهم.
كما تحمل الدراسة بين طياتها الأمل في مستقبل العلاقات بين الأجيال الشابة من الرجال، حيث يلعب فهم كيفية تفاعل هذه الأجيال مع ديناميكياتهم الشخصية دورًا كبيرًا في بناء علاقات صحية وأكثر توازنًا.