السماعات الذكية.. مساعدك المستقبلي في أذنيك
تخيل أن تحمل "سيرى" أو "أليكسا" أو "مساعد جوجل" أو "كورتانا" في أذنيك؛ تدخل إلى المنزل فتسمع هذا الجهاز الصغير الموجود بأذنيك يُنبهك إلى موعدٍ ما، أو يسألك ما إذا كنت تريد تشغيل أنظمة الإنارة بالمنزل، أو كيف يساعدك الآن؟
تُعرف هذه الأجهزة بسماعات الأذن الذكية أو الـ"Hearables"، وأحيانًا يُشار إليها بالـ"Smart Earbuds"، فما هي؟ وكيف تعمل؟ وما استخداماتها؟ كل هذا وأكثر سنتعرف عليه معًا في السطور التالية.
ما هي سماعات الأذن الذكية؟
هي سماعةُ أذنٍ بالمقام الأول، ولكنها ذكية، لذلك ينبغي أن يكون السؤال هنا: ما المقصود بكلمة "ذكية" في عبارة "سماعات الأذن الذكية"؟
هناك عدة أجوبة، لعل أشهرها أن السماعات الذكية (مثل الـAirPods Pro 2) هي أجهزة صغيرة متطورة تقنيًا، توضع داخل الأذن، وتُصمم لأغراض متعددة تتراوح من الإرسال اللاسلكي، وحتى المراقبة الصحية وتتبع اللياقة البدنية، إلخ.
وهناك أكثر من تصنيف لسماعات الأذن الذكية، أشهرها:
- سماعات الأذن الذكية الرياضية.
- سماعات الأذن الذكية المرتكزة على جودة الصوت Voice-focused.
- سماعات الأذن الذكية متعددة الاستخدامات.
- سماعات الأذن الذكية لتعزيز ودعم السمع PSAPs.
- سماعات الأذن الذكية الطبية Hearing aid.
وحتى الآن، لا يوجد لسماعات الأذن الذكية بحد ذاتها تصنيف واضح أو متعارف عليه، ولكنها في الحقيقة أكثر من مجرد سماعات لاسلكية، حيث تحتوي على معالجات مخصصة، وتخزين داخلي، يتيح لها العمل دون الاتصال بالهاتف أو الحاسوب أو أي جهازٍ آخر.
وبالطبع تُقدم هذه السماعات ميزات كثيرة، مثل إلغاء الضوضاء، وتضخيم الصوت، كما يمكن أن تأتي بميكروفونات متعددة الاتجاه، ما يجعلها بديلاً ممتازًا للسماعات المتعارف عليها.
كيف تعمل سماعات الأذن الذكية؟
تلتقط سماعات الأذن الذكية الصوت عن طريق ميكروفونات مُدمجة، بعد ذلك، يُحوّل المعالج الموجود بالسماعة الإشارات الصوتية إلى إشارات رقمية، يتم تضخيمها وإرسالها عبر السماعات مباشرةً إلى أذنيك.
وكما قلنا، يمكن أن تعمل هذه السماعات منفردةً دون أن تتصل بأي جهازٍ إلكترونيّ آخر، ولكن هذا لا يعني أنها لا تستطيع أن تعمل كالسماعات التقليدية، أي تُوصَّل بهاتفٍ أو حاسوب، إلخ، كما يمكن تجهيز سماعات الأذن الذكية بمستشعرات مفيدة لمراقبة الصحة وتتبع اللياقة البدنية.
مميزات سماعات الأذن الذكية
بعيدًا عن آلية عمل السماعة وتضخيم الصوت، تمتلك سماعات الأذن الذكية مجموعة من المميزات، أبرزها:
- إجراء المكالمات والرد عليها: حيث يمكنك أن توصل السماعة بهاتفك وتتلقى المكالمات، وتتحقق من الرسائل الصوتية وما إلى ذلك، ناهيك أنك باستخدام الإيماءات البسيطة مثل الإيماءة بالرأس -أو النقر على السماعة- ستستطيع أن ترد على المكالمات.
- تحسين جودة الصوت: فسماعات الأذن الذكية تستطيع تنقية الصوت من الضوضاء الخارجية في الموسيقى والمكالمات الهاتفية.
- التحكم الصوتي بالأجهزة الذكية: تستطيع ربط سماعات الأذن الذكية بالأجهزة المختلفة، والتحكم بها باستخدام الأوامر الصوتية عبر "سيرى" أو "مساعد جوجل" أو "أليكسا"، إلخ من أنظمة المساعدة الصوتية.
- التخزين الداخلي: أن تعمل السماعة بدون الحاجة إلى جهازٍ خارجي يعني قدرتها على تخزين البيانات والمعلومات، ما يعني أنك تستطيع الاستماع إلى ما تريده في أي وقت وفي كل مكان.
- الأمان البيو متري: واحدة من أبرز مميزات سماعات الأذن الذكية أنها تستطيع التعرف على شكل أذنيك، وبالتالي إذا حاول أحدهم أن يستخدمها فلن يستطيع.
- الترجمة في الوقت الفعلي: تستطيع سماعات الأذن الذكية أن تُترجم الكلام الأجنبي في الوقت الفعلي real-time؛ ما يعني أنك تحمل مُترجمًا فوريًا في أذنيك.
- مراقبة الصحة: ذكرنا هذه الميزة بشكلٍ ضمني، ولكن كيف تُراقب السماعة الذكية صحتك بالضبط؟ من خلال تتبع خطواتك، وجدول نومك، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، وحساب السعرات الحرارية.
- التخصيص الفيزيائي ومقاومة الماء: تقدم بعض العلامات التجارية سماعات أذن ذكية مصنوعة خصيصًا لأذنيك، وذلك ليس على مستوى التصميم الفيزيائي فقط، وإنما أيضًا من حيث الخصائص مثل مقاومة الماء، وهذا سيفيدك للغاية حال كنت سباحًا مثلاً.
- الشحن المحمول: تأتي الكثير من سماعات الأذن الذكية مع علبةٍ للشحن، ومن ثم ستستطيع أن تستمتع بها لأطول فترة ممكنة بغض النظر عن المكان الذي تتواجد فيه.
- التحديثات الدورية: تحصل أجهزة الـ"Hearables" على تحديثات وميّزات دورية، تجعلك تتحمس وتترقب كل جديد.
فيما تختلف ميّزات السماعات الذكية حسب العلامة التجارية والطراز، وطبعًا نوع السماعة أو الغرض المصنوعة لأجله، فهناك سماعات أذن ذكية مخصصة لمن يعانون ضعفًا بالسمع على سبيل المثال، وهذه مختلفة تمامًا عن سماعات الأذن الذكية الترفيهية.
اقرأ أيضًا: أفضل سماعات Headphones لاستكمال إطلالتك الأنيقة
لماذا يجب عليك أن تستخدم سماعات الأذن الذكية؟
من مميزات سماعات الأذن الذكية الأساسية قدرتها على الاتصال مباشرةً، لاسلكيًا، مع الأجهزة الإلكترونية الأخرى مثل الهاتف أو التلفاز أو اللاب توب، وإن كانت تعمل دون الاتصال بها أيضًا.
ولعل هذا يأتي في مقدمة الأسباب التي قد تدفعك لاستخدام هذه السماعات كالترفيه، إذ ستجلس على أريكتك المريحة وأنت ترتديها وتحصل على صوتٍ ممتاز، عالي الجودة نسبيًا، من أي جهازٍ موجود في محيطك، وحسب ميّزات سماعاتك، قد تتمكن من تعزيز ترددات معينة بشكلٍ انتقائي، أو حجب الضوضاء الموجودة في الخلفية، أو تضخيم صوتٍ معين.
السبب الثاني لاستخدام سماعات الأذن الذكية، هو أنها تعمل بشكل جيد في البيئات المليئة بالضوضاء، وذلك لأنها تستطيع فلترة أصوات معينة دون الأخرى ثم توجيهها إلى أذنيك، علاوة على ذلك، تقلل ضوضاء الخلفية وتُضخم الصوت المنطوق، وعلى سبيل المثال، وبفضل خاصية Live Listen في سماعات الـAirPods، تستطيع استخدام هاتفك الآيفون كميكروفون، بحيث توجهه إلى الشخص الذي تريد سماعه وسط بيئة صاخبه، وهو سيتكفل بالتقاط صوته.
أما السبب الثالث، فهو سببٌ طبي متعلق بهؤلاء الذين يعانون مشكلات في السمع، حيث تستطيع سماعات الأذن الذكية أن تُضخم الصوت وتخصص نطاقات التردد، ومن ثم ستساعد من فقد سمعه بدرجة معينة على التمتع بهذه الحاسة مرةً أخرى.
ولكن وبشكل عام إذا كنت تعاني مشكلات سمعية، فلا تُفكر في سماعات الأذن الذكية قبل أن تستشير طبيبك المختص.
عيوب سماعات الأذن الذكية
على الرغم من كل مميزات سماعات الأذن الذكية، فإنها تفتقر إلى بعض الأشياء، وتواجه تحديات عدة، منها:
- عمر البطارية: تحتاج سماعات الأذن الذكية أن يتم شحنها باستمرار وبشكلٍ دوري، لأن بطاريتها لا تدوم طويلاً، صحيحٌ أن بعضها يأتي بعلبة للشحن، وهذه ميزة كما ذكرنا، غير أن عمر البطارية نفسه قصير.
- التوافق مع الأجهزة: لا تتوافق بعض سماعات الأذن الذكية مع جميع الأجهزة، على سبيل المثال، لا تتوافق سماعات "أبل" مع هواتف "الأندرويد"، وهذا تحدٍ قد يُجبر البعض على استخدام أجهزة معينة.
- غياب القوانين والتشريعات: لا تُصنف السماعات الذكية كأجهزةً طبية، ولهذا لا عجب من غياب رقابة إدارة الغذاء والدواء FDA، فضلًا عن غياب اختبارها لهذا النوع من المنتجات من الأساس، ومن ثم فإننا لن نتعرف على الآثار الضارة التي قد تسببها سوى من خلال التجربة.
وأخيرًا، تَعِد سماعات الأذن الذكية بتغيير سوق السماعات في العالم، كما أنها تقدم استخدامات وأفكار ثورية، من شأنها أن تجعل سماعات الأذن أكثر من مجرد سماعات، ومع ذلك، فهي أيضًا تواجه تحديات ليست بالهينة، يتعين علينا أن نجد لها حلولاً سريعة.