ساكيشي تويودا.. العقل المدبر وراء إمبراطورية تويوتا العملاقة (فيديوجراف)
ساكيشي تويودا، المخترع الياباني الذي وُلد في 14 فبراير 1867 في قرية ياماجوتشي، لعب دورًا محوريًا في تطور الصناعة اليابانية، وخصوصًا في مجال النسيج، قبل أن تمتد تأثيراته إلى قطاع السيارات.
وُلد تويودا في فترة شهدت اليابان تحولات جذرية مع بداية عصر ميجي، حيث كانت البلاد تنتقل من الاقتصاد الزراعي إلى التصنيع، ما أشعل في تويودا رغبة عميقة في الابتكار.
بدأت رحلة تويودا العملية في مجال النسيج، وفي عام 1890 اخترع أول نول يدوي خشبي، ليحصل على براءة اختراعه بعد عام فقط. كان لهذا الاختراع أثر كبير على صناعة النسيج، إذ أسهم في تحسين الإنتاج وزيادة الكفاءة، وجعل عملية النسج أسرع وأكثر دقة.
استمر تويودا في تحسين آلياته، وفي عام 1896 ابتكر أول نول كهربائي في اليابان، الذي كان يعتمد على طاقة البخار، وقد تميز بكفاءته العالية وجودة إنتاجه، ما جعله نقلة نوعية في الصناعة.
إحدى أهم إنجازاته جاءت في عام 1924، عندما طور نولاً تلقائيًّا يعمل على تغيير المكوك دون توقف، وهو الابتكار المعروف بنول Type G. هذا الاختراع لم يكن مجرد تقدم تقني، بل كان نقلة نوعية في تاريخ الصناعة العالمية، ما جذب انتباه كبرى الشركات الصناعية في العالم.
اقرأ أيضًا: تقنية ثورية من BMW.. تغيير لون السيارة بلمسة زر (فيديوجراف)
في عام 1929، أبرم تويودا اتفاقية مع شركة Platt Brothers & Co. البريطانية، التي كانت إحدى كبرى الشركات في صناعة آلات النسيج، لتسويق هذا النول عالميًّا، باستثناء اليابان والصين والولايات المتحدة. هذه الاتفاقية كانت بمثابة اعتراف عالمي بالتفوق الياباني في مجال الابتكار الصناعي.
لم تقتصر إسهامات تويودا على الاختراعات التقنية فقط، بل شملت أيضًا تطوير فكر إداري جديد. فقد ابتكر "مبدأ الـ 5 لماذا؟"، الذي ساعد الشركات حول العالم على تحليل المشكلات وحلها من جذورها.
كما أن نظام الإنتاج الذي طوّره لشركته أصبح نموذجًا يحتذى به في تقليل الهدر وزيادة الكفاءة، وهو ما ساعد في تحويل شركة "تويوتا" إلى عملاق عالمي في صناعة السيارات.
توفي ساكيشي تويودا في أكتوبر 1930، تاركًا وراءه إرثًا من الابتكار والرؤية المستقبلية التي استمرت في التأثير على العالم حتى يومنا هذا.