لأن صحتك لا تقل أهمية عن أناقتك.. إليك أفضل أنواع الأقمشة الصحية
ابتعد المُصنِّعون عن الأقمشة الطبيعية منذ دخول الألياف الاصطناعية على الخط في عام 1938، واليوم ما يقرب من 70% من جميع الملابس مصنوعة من مواد اصطناعية، قد تضرّ بشرتك بموادها الكيميائية، وربّما تُسبِّب توترًا للجسم لا ينتهي عند حدٍ، ما دمت ترتدي تلك الملابس، ويستمر تهيّج البشرة في أثناء ذلك.
لكن هناك أنواع أقمشة صحية وطبيعية، مثل القطن أو الكتان، اللذين لا يُسبِّبان تهيّج البشرة، وذلك إلى جانب "صوف ميرينو" الذي يساعد على التدفئة، كما أنّه لطيف للجلد، فما الفارق وكيف تؤثر الملابس على صحتنا؟
كيف تضرّ الألياف الصناعية في الملابس صحتك؟
عادةً ما تتطلّب الألياف الاصطناعية المزيد من المُعالَجة والمواد الكيميائية، التي قد تحتل مسام البشرة، وتنفذ إلى الجسم من خلالها، ومِنْ ثَمّ تفضّل الألياف الطبيعية عن الصناعية عند اختيار الملابس، فقد تتسبَّب الملابس المصنوعة من أليافٍ صناعية في بعض المشكلات، مثل:
- الحكّة.
- الطفح الجلدي.
فبعض الأقمشة تُحفِّز استجابة توترية للجلد، كما أنّها تُؤثِّر في قدرة بشرتك على امتصاص الأكسجين، فالبشرة تحب الأقمشة جيدة التهوية، التي تساعدها على امتصاص الأكسجين، بينما تساعد على تنظيم درجة الحرارة.
جديرٌ بالذكر أنّ الشعور بعدم الراحة قد يسبب تهيّج الجلد، خاصةً إذا استمر لفترات طويلة، كما قد يزيد مستويات هرمون "الكورتيزول"، وربّما يرهق الغدة الكظرية، فلا تعود قادرة على إفراز ما يكفي من هذا الهرمون المهم، وقد يؤدي ذلك إلى بعض الأعراض، مثل:
- انخفاض مستويات الطاقة.
- ضبابية الدماغ.
- ضعف التركيز.
- الأرق.
- القلق.
- الإمساك.
- زيادة الوزن.
- الرغبة في تناول الأطعمة الدهنية والمالحة.
كما تتأكّد حاجتك إلى اختيار ملابس مصنوعةٍ من أقمشة طبيعية، خاصةً إذا سبقت إصابتك بالإكزيما أو الصدفية.
ما أفضل أنواع الأقمشة من الناحية الصحية؟
يساعد اختيار الأقمشة الصحية في الحفاظ على بشرتك، وتجنّب إرهاقها، وكذلك عدم دخول الجسم في دوّامة التوتر التي لا تتوقّف، ومن أفضل أنواع الأقمشة الصحية لك:
1. القطن:
القطن الناعم والخفيف يجعل الأقمشة مريحة وصحية، فهو نسيج طبيعي مضاد للحساسية، كما يُساعِد على تنظيم درجة الحرارة.
ويُعدّ القطن العضوي غير المُعالَج هو الأفضل لبشرتك، كما أنّ التهوية العالية التي يُوفِّرها القطن تجعله الخيار المناسب، خاصةً إذا كُنت تعيش في طقس حار ورطب.
ومع ذلك، فإنّ القطن يُرش بكمية كبيرة من المبيدات عادةً، كما أنّ صُنع القماش من القطن يتطلّب مستوى عاليًا من الموارد والعمالة الكثيفة، كما قد يتضمّن خلال المعالَجة مواد كيميائية ثقيلة، قد تشمل أصباغًا مُسرطِنة، لذا من الأفضل دومًا البحث عن الأقمشة القطنية العضوية والمصبوغة طبيعيًّا، دون تدخّل كيميائي.
2. الكتان:
الكتان بطبيعته طارد للحشرات، فلا تكون هناك حاجة إلى استخدام مبيدات حشرية، والأقمشة المصنوعة من الكتان، هي أقمشة صحية لبشرتك، ولها مظهر رائع أيضًا.
علاوة على ذلك، فإنّ الكتان مضاد طبيعي للبكتيريا، ولا يُسبِّب الحساسية، كما يُساعِد على تنظيم درجة حرارتك، بل إنّه قادر على امتصاص الرطوبة أيضًا.
اقرأ أيضًا:التهاب الجلد التماسي.. هل يمكن علاجه والتخلص منه؟
3. صوف ميرينو:
صوف ميرينو ناعم ولطيف على الجلد، إذ يُبقِيك دافئًا ولا يُهيّج البشرة؛ فيما تساعد الملابس المصنوعة منه على الاحتفاظ برطوبة البشرة، كما أنّه يتميّز بتهوية جيدة، ما يجعله أحد أفضل الأقمشة الصحية.
ويتميّز ذلك الصوف بقدرته على إطلاق أي حرارة زائدة لمنع ارتفاع درجة حرارتك، ومِنْ ثَمّ المساهمة في تنظيم درجة حرارة جسمك.
وقد أظهرت بعض الأبحاث تمتّع صوف ميرينو بخصائص علاجية؛ إذ يساعد على التغلب على الرطوبة الزائدة للجلد، خاصةً لمن يُعانُون الإكزيما، كما أنه يعمل على تخفيف أعراضها.
4. الخيزران:
نسيج الخيزران من الخيارات الممتازة للبشرة الحساسة، إذ يتشكل من ألياف ناعمة ومستديرة طبيعيًّا، ما يُقلِّل احتكاكه بالجلد، ومِنْ ثَمّ فإنه مثالي لمن يُعانُون بشرة حساسة أو سهلة التهيّج.
كذلك فإنّ نسيج الخيزران عالي التهوية، ويمتص الرطوبة من الجلد، ويُبخِّرها بسرعة، ما يحافظ على البشرة ويمنع تهيّج الجلد الناجِم عن التعرّق المفرط وتراكُم الرطوبة.
كما يتمتع الخيزران أيضًا بخصائص طبيعية مضادة للبكتيريا ومضادة للحساسية، بالإضافة إلى أنه يساعد على تنظيم درجة حراراتك لإبقائك باردًا في الصيف، دافئًا في الشتاء.
ما أنواع الأقمشة التي يُنصح بتجنّبها؟
ثمّة أنواع أخرى من الأقمشة قد تضرّ أكثر مما قد تفيد بشرتك وصحتك، وهي الأقمشة الاصطناعية، إذ لا تسمح بتهوية جيدة، كما أنها تحتوي على أصباغ كيميائية تضرّ صحتك، وفيما يلي أهم الأقمشة التي يُنصَح بتجنّبها:
1. الصوف:
الصوف مادة طبيعية تُنتَج من الأغنام، ومع ذلك فقد يُؤدِّي إلى "الإكزيما"، وربّما يُسبِّب تهيّجًا حتى للجلد الطبيعي غير الحساس.
وخلال عمليات التصنيع غالبًا ما يُغمس الصوف في حمام مبيدات حشرية، لمكافحة الطفيليات والحشرات، وعلاوة على ذلك، فإنّ هناك أصباغًا اصطناعية ومُبيّضات تُستخدَم للحصول على المنتج النهائي، وهي مكّونات قد تهيّج الجلد.
إذن ما البديل؟
يُعدّ صوف ميرينو الخيار المناسب، إذا كُنت ترغب في ارتداء ملابس مصنوعة من الصوف، لأنّه يُبقِيك دافئًا دون أن يتهيّج جلدك.
2. البوليستر:
إذا كُنت تُواجِه مشكلات في تنظيم درجة حرارة جسمك، يُفضّل الابتعاد عن الملابس المصنوعة من البوليستر، فهو يُقلِّل ترطيب البشرة، ما يجعلها جافّة ويُسبِّب تهيّج الجلد.
اقرأ أيضًا:أفضل كريم لترطيب اليدين شديدة الجفاف.. ونصائح لتجنب تلف الجلد
3. الساتان:
يُصنَع من البوليستر والنايلون، ولا يسمح للبشرة بالتنفس، وعلى الرغم من أنّه قد يبدو ناعمًا عند ارتدائه، لكن ارتداء مثل هذه المكونات لساعات طويلة، خاصة خلال الصيف ليس أمرًا سديدًا، فهو لا يسمح للرطوبة والهواء بالمرور عبره، ونتيجة لذلك، فإنّ العرق لا يتبخر بسهولة من الجسم، ما يجعل رائحة الجسم غير جيدة، كما قد تنسد مسام الجلد.
هل القطن 100% مناسب للبشرة الحساسة؟
نعم، تُعدّ الملابس المصنوعة من القطن 100% مناسبة للبشرة الحساسة، إذ إنه قماش طبيعي ناعم، جيد التهوية، مضاد للحساسية، ويحافظ على برودة البشرة وجفافها، ما يمنع التهيّج والطفح الجلدي.
كذلك فإنّه خال من المواد الكيميائية والألياف الاصطناعية، التي قد تُسبِّب تفاعلات جلدية، ما يجعله آمنًا ومريحًا لذوي البشرة الحساسة.
هل البوليستر مناسب للبشرة الحساسة؟
كلا، لا يُنصَح بارتداء ملابس مصنوعة من البوليستر ما دامت بشرتك حساسة، إذ إنه نسيج اصطناعي، يحبس الحرارة والرطوبة، ما يؤدي إلى تهيّج الجلد.
كذلك فإنّه يُعالَج بمواد كيميائية مختلفة خلال إنتاجه، ما قد يؤدي إلى تفاعلات تحسسية لدى بعض الناس، بل الأفضل اختيار الأقمشة المصنوعة من أليافٍ طبيعية، مثل القطن أو الكتان.
هل كل الأقمشة الطبيعية صحية؟
لا تتوقّف عند اختيار نوع قماشٍ طبيعي فقط، مثل القطن أو الكتان، بل ابحث عن أن يكون "عضويًا"، لأنّ الأقمشة الطبيعية ليست عضوية دائمًا، بمعنى أنّها قد تحتوي على أصباغ ضارة ومواد مسبّبة للحساسية، مثل نظيراتها الاصطناعية.
لذا ينبغي إعطاء الأولوية للأقمشة الطبيعية العضوية، فالنسيج العضوي، لا يُستخدَم معه مبيدات حشرية اصطناعية، ولا أسمدة، ولا كائنات مُعدّلة وراثية، كما أنّه خالٍ من الأصباغ الضارة والمواد الكيميائية، وبقايا المبيدات الحشرية، ما يجعله آمنًا تمامًا لبشرتك وصحتك.